هل فكرت يوماً تتعرف على صراع جنود العقل

[دموع الورد]

وهما صراع جنود الرحمن مع جنود الشيطان

الباطنية والنفسية(1)

أن للإنسان ظاهراًوباطناً وكما أن لظاهره قوى من يد،ورجل وسمع وبصر،،فلباطنه قوى أيضاًوهي الشهوية والغضبية والوهمية

وقد سميت قوى الإنسان المختلفة بجنود الرحمن وجنود الشيطان لأن الحديث عن الجهاد الأكبر ومقتضى الجهاد هو حدوث معركة بين طرفين لكل منهما جنوده الخاصون به

وأن جنود الرحمن هم جنود العقل، وأن جنود الشيطان هم جنود الجهل

فلابد من التعرف على حقيقة العقل والجهل وجنودهما من اجل معرفة طبيعة الصراع الدائر بينهم

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال((اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا))(2)

فبدون معرفة قائد المعركة لأطراف النزاع وللجند المشتركين فيها وتشخيصه لقابلياتهم ومهاراتهم وقوتهم وضعفهم لايتمكن من إدارة المعركة بصور صحيحة

وعن الإمام علي عليه السلام قال((هبط جبرائيل عليه السلام على آدم عليه السلام فقال:ياآدم،إني أُخبرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين فقال له

آدم:ياجبرائيل وما الثلاث؟

فقال،العقل والحياء والدين،،فقال آدم:إني قد اخترت العقل ، فقال جبرائيل للحياء والدين انصرفا ودعاه

فقالا:ياجبرائيل إنا أُومرناأن نكون مع العقل حيث كان قال جبرائيل فشأنكما وعرج

فأعلم أن الحياء والدين يوجدان حيثما يوجد،العقل، فإذا وجدتم من لاحياء ولادين له فاعلموا أن مثل هذا الإنسان لاعقل له

وعن أبي عبد الله عليه السلام((من كان عاقلاً كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة))

فالعقل لايكون عقلاً إلا إذا أدى إلى عبادة الرحمن في الجانب العلمي والنظري من حياة الإنسان

هنا نسأل هل يقصد الذي ليس له عقل بمعنى المجنون؟

طبعاًلايمكن ان يقصد المجنون لان المجنون ليس عليه اي تكاليف عبادية من صوم وصلاة وغيرها

لكن القصد منه هو الإنسان الذي اعطاه الله تعالى العقل وجعل امامه الخير والشر وعليه أن يختار الطريق الذي يسلكه في حياته

أن الذي يختار الخير ويعبد الله ويعمل الاعمال الصالحة من اجل التقرب الى الله تعالى فهو من أهل العقول النيرة

ولكن الذي يختار الشر ويعمل الأعمال الفاسده ويعبد الشيطان ويبتعد عن الله تعالى بأعماله وهو لايعلم ماذا يفعل بنفسه وماهي نهايته

إلانقول عليه أنه بدون عقل لو أنه لديه عقل لما سلك هذا الطريق فأنه سلك طريق الجهل

لنتعرف على حقيقة الجهل

فقال أبو عبدالله عليه السلام ((أن الله تعالى خلق العقل وهوأول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له :أدبر فأدبرثم قال له :اقبل فأقبل ،فقال الله تبارك وتعالى خلقتك خلقاً عظيماً وكرمتك على جميع خلقي،،ثم خلق الجهل من البحر الاُجاج ظلمانياً فقال له أدبر فأدبر ثم قال له أقبل لم يُقبل ،فقال له استكبرت ،فلعنه))

ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً،فلما رأى الجهل ماكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة

فقال الجهل:يارب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فاعطني من الجند مثل ما أعطيته

فقال الله تعالى:نعم فأن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي

قال الجهل:قد رضيت فأعطاه خمسة وسبعين جنداً

فكان مما أعطي العقل من الخمسة والسبعين جنداً الخير وهو وزير العقل، وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل،

ومنها،الإيمان وضده الكفر،والرجاءوضده القنوط، والعدل وضده الجور،والشكروضده الكفران،وغيره من الخير واضدادهِ من الشر

فعلى كل أنسان أن يعرف جنود الرحمن وهي جنود الخير ليعمل على تقويتها ويتجنب جنود الجهل التي هي جنود الشر فالشر نهايته غضب الله ونار جهنم من منكم يريد أن تكون نهايته في أسفل دركاً من نار جهنم

((اللهم أرحمنا برحمتك ولاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطئنا ياأرحم الرأحمين))والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد والهِ الطيبين الطاهرين

1-المصدر:التربيه الروحيه لسيد كمال الحيدري


2-الكافي ج-1-

[علي المولى]

اللهم صل على محمد وآل محمد
أحسنتم وبوركتم على هذا الأداء الرائع في طرح المواضيع
نعم لابد للإنسان أن يتخير بين السير في أي طريق والطريق مع الله تعالى لأن السير مع الله هو المنجي من الملكة، وأن يكون من حزب الله لأن حزب الله هم الغالبية.

[دموع الورد]

اللهم صل على محمد وال محمد
اشكرك اخي علي المولى على تقيمك للموضوع
ونرجو من الله التوفيق للجميع
***********
******