إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البكاء من خشية الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البكاء من خشية الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد



    البكاء من خشية الله

    عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أوحى الله إلى عيسى عليه السلام: يا عيسى هب لي من عينيك الدموع، ومن قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون، وقم على قبور الأموات فنادهم برفيع صوتك لعلّك تأخذ موعظتك منهم، وقل انّي لاحق في اللاحقين.


    وقال علي عليه السلام: البكاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة، [وعلي بن الحسين]، فاما آدم فانّه بكى على الجنّة حتّى صار في خدّيه أمثال الأودية، وبكى يعقوب على يوسف حتّى ذهب بصره، وبكى يوسف على يعقوب حتّى تأذّى به أهل السجن فقالوا: امّا تبكي بالليل وتسكت بالنهار، أو تسكت بالليل وتبكي بالنهار.
    وبكت فاطمة عليها السلام على فراق رسول الله صلى الله عليه وآله حتّى تأذّى أهل المدينة، فكانت تخرج إلى البقيع فتبكي فيه، وبكى علي بن الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما رأوه آكلاً ولا شارباً إلاّ وهو يبكي، فلاموه في ذلك فقال: انّي لم أذكر مصارع أبي وأهل بيتي إلاّ وخنقتني العبرة.
    وقال أمير المؤمنين عليه السلام: انّ لله عباداً كسرت قلوبهم من خشية الله فأسكتهم عن النطق، وانّهم لفصحاء ألبّاء نبلاء، يستبقون إليه بالأعمال الصالحة الزكيّة، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له القليل، يرون في أنفسهم انّهم أشرار وانّهم لأكياس أبرار.
    وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: يا موسى ما تزيّن اليّ المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا، وما تقرّب اليّ المتقرّبون بمثل الورع من خشيتي، وما تعبّد اليّ المتعبّدون بمثل البكاء من خيفتي.
    فقال موسى: يا رب بما تجزيهم على ذلك؟ فقال: اما المتزيّنون بالزهد فانّي اُبيحهم جنّتي، واما المتقرّبون بالورع عن محارمي فانّي أنحلهم جناناً لا يشركهم فيها غيرهم، واما البكّاؤون من خيفتي فانّي افتّش الناس ولا افتّشهم حياءً منهم.



    وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي عليك بالبكاء من خشية الله، يُبنى لك بكل قطرة ألف بيت في الجنة.
    وقال عليه السلام: لو انّ باكياً بكى في امّة لرحم الله تلك الاُمة لبكائه.
    وقال عليه السلام: إذا احب الله عبداً نصب في قلبه نائحة من الحزن، فإنّ الله تعالى يحب كل قلب حزين، وإذا أبغض الله عبداً نصب له في قلبه مزماراً من الضحك، وما يدخل النار من بكى من خشية الله حتّى يعود اللبن إلى الضرع، ولن يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مؤمن أبداً.


    وقال عليه السلام: البكاء من خشية الله يطفئ بحاراً من غضب الله.
    وقد وبّخ الله تعالى على ترك البكاء عند استماع القرآن عند قوله: {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون}
    المائده :83. ومدح الذين يبكون عند استماعه بقوله: {وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين}المائده :83.
    وقال عليه السلام: لكل شيء كيل أو وزن إلاّ البكاء فإنّ الدمعة تطفئ بحاراً من النار.

    وروي انّ بعض الأنبياء اجتاز بحجر ينبع منه ماء كثير، فعجب من ذلك، فسأل الله انطاقه، فقال له: لِمَ يخرج منك الماء الكثير مع صغرك؟ فقال: بكائي من حيث سمعت الله يقول: {ناراً وقودها الناس والحجارة}
    التحريم :6. وأخاف أن أكون من تلك الحجارة. فسأل الله تعالى أن لا يكون من تلك الحجارة، فأجابه الله وبشّره النبي بذلك، ثم تركه ومضى ثم عاد إليه بعد وقت فرآه ينبع كما كان، فقال: ألم يؤمنك الله؟ فقال: بلى، فذلك بكاء الحزن وهذا بكاء السرور.


    وقال الحسين عليه السلام: ما دخلت على أبي قط إلاّ وجدته باكياً.
    وقال: انّ النبي صلى الله عليه وآله بكى حين وصل أبي في قراءته عليه السلام:
    {فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}
    النساء :41.
    فانظروا إلى الشاهد كيف يبكي والمشهود عليهم يضحكون، والله لولا الجهل ما ضحكت سنّ، فكيف يضحك من يصبح ويمسي ولا يملك نفسه، ولا يدري ما يحدث عليه من سلب نعمة أو نزول نقمة أو مفاجأة منيّة، وأمامه يوم يجعل الولدان شيباً، تشيب الصغار وتسكر الكبار، وتوضع ذوات الأحمال، ومقداره في عظم هوله خمسون ألف سنة، فانّا لله وانّا إليه راجعون.
    اللهم أعنّا على هوله، وارحمنا فيه، وتغمّدنا برحمتك التي وسعت كل شيء، ولا تؤيسنا من روحك، ولا تحل علينا غضبك، واحشرنا في زمرة نبيك محمد وأهل بيته الطاهرين صلواتك عليه وعليهم أجمعين.

    وقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يخرج من عينيه مثل رأس الذبابة من الدموع فيصيب حرّ وجهه إلاّ حرّمه الله على النار.

    وقال صلى الله عليه وآله: لا ترى النار عين بكت من خشية الله، ولا عين سهرت في طاعة الله، ولا عين غُضّت عن محارم الله.

    وقال صلى الله عليه وآله: ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع خرجت من خشية الله، ومن قطرة دم سفكت في سبيل الله، وما من عبد بكى من خشية الله
    إلاّ سقاه الله من رحيق رحمته، وأبدله الله ضحكاً وسروراً في جنّته، ورحم الله من حوله ولو كانوا عشرين ألفاً. وما اغرورقت عين من خشية الله إلاّ حرم الله جسدها على النار، وان أصابت وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلّة، ولو بكى عبد في امة لنجّى الله تلك الاُمة ببكائه.

    وقال صلى الله عليه وآله: من بكى من ذنب غفر له، ومن بكى خوف النار أعاذه الله منها، ومن بكى شوقاً إلى الجنة أسكنه الله فيها، وكتب له الأمان من الفزع الأكبر، ومن بكى من خشية الله حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.

    وقال عليه السلام: البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة، وعلامة القبول، وباب الاجابة.
    وقال عليه السلام: إذا بكى العبد من خشية الله تتحات عنه الذنوب كمايتحاتّ الورق، فيبقى كيوم ولدته امه.


    ____________
    1- أمالي الطوسي: 12 ح 15 مجلس1; عنه البحار 14: 320 ح 24.
    2- في "ألف"و "ب": يحيى بن زكريا، وأثبتنا ما بين المعقوفتين من "ج" والخصال.
    3- البحار 13: 349 ح 37; عن ثواب الأعمال باختلاف.
    4-عدة الداعي: 171; عنه البحار 93: 334 ح 25.
    5- البحار 93: 331 ح 14; عن ثواب الأعمال.
    4- في "ب": رحمتك.
    6- عنه مستدرك الوسائل 11: 246 ح 12887.
    7- عنه مستدرك الوسائل 11: 246 ح 12888
    التعديل الأخير تم بواسطة همسات علي ; الساعة 30-03-2015, 10:19 AM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    وفق الله بناتنا ونسائنا وأولادنا ورجالنا وكل المؤمنين والمؤمنات لخشية وخوفه واجتناب محارمه

    وأنار الله طريق أبنائنا وبناتنا بالمعرفة وبالعلم النافع الذي يؤهلهم لخشية الله


    بوركتم وبورك لكم هذا الابداع وهذا الطرح الجميل

    وفقكم الله لكل خير أختنا الكريمة الفاضلة
    (( العقيلة الطالبية ))

    وزادكم الله علماً وفهماً .. وأدام الله عليكم نعمة الصحة والسلامة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

    تعليق


    • #3
      كل شيء في الكون باك
      فلماذا لا نبكي نحن؟!
      السماء باكية بأمطارها
      الأرض باكية بعيونها وبحارها ومحيطاته


      الحجارة القاسية تبكي عندما تلين فتتفجر منها الأنهار..

      إذا فلنبك نحن؟

      لكن .. لتكن دموعنا دموع تنهمر من خشية الله فالبكاء علامة على الإخلاص..
      لتكن دموعنا دموعاً تحرم أجسادنا على النار؛ فالنار لا يلجها من بكى خشية الله..
      لتكن دموعنا دموعاً تغسل القلوب من الذنوب فتجلي الأحزان وتليّن القلوب..
      لتكن دموعنا دموعاً تنزل عند الإقدام على المعاصي فنكف عنها خوفاً من الله..
      لتكن دموعنا دموعاً تنهمر لتذكرنا بذنوبنا وجرمنا في حق أنفسنا..
      لتكن دموعنا دموعاً تنزل عند إقبالنا على ربنا وإخلاصنا في العبادة





      من كلمات الإمام الكاظم (عليه السلام ):


      {المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه }
      {ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى }
      ينادي مناد يوم القيامة :
      ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم الا من

      عفا وأصلح فأجره على الله





      تعليق

      يعمل...
      X