اللهم صل على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
.. سنشير هنا الى جانب مهم من حياة امير المؤمنين عليه السلام ، وهو الجانب الاجتماعي..
يروى انه في احد الايام جاء الامام صلوات الله عليه الى البيت في شدة الحر فراى امراة واقفة عند الباب
وعلى الرغم من انه عليه السلام كان يرجع في الظهر منهكا لكنه جاء الى هذه المراة وقال لها :
مابك ياامة الله ؟ فقالت : ان زوجي طردني من البيت وهددني بالضرب وانا لاادري ماذا افعل ؟
فقال الامام صلوات الله عليه : اصبري حتى يبرد الجو قليلا ثم اتي معكِ الى زوجكِ
فقالت المراة : ياامير المؤمنين اذا تاخرت سوف يشتد غضبه عليّ
فطأطأ الامام عليه السلام براسه وقال : لا والله حتى ياخذ للضعيف حقه غير متعتع .
فذهب معها الى بيتها وطرق الباب فراى صاحب البيت رجلا لايعرفه ، لان الامام صلوات الله عليه كان كاحد
الناس فلم يكن يعرفه العديد من اهل الكوفة ولم تكن عنده مظاهر السلطنة مثل بقية الحكام ولا كان عنده شئ يميزه
فقال الامام عليه السلام له : انك اخفت هذه المراة وارعبتها فاتق الله ياهذا ،
فهل من التقوى ان يطرد الزوج زوجته من البيت في منتصف الظهر ويرعبها ؟
وهل من التقوى ان يعامل الزوج زوجته بخشونة ؟
فغضب الرجل وقال له : ياهذا وماانت ؟ والله لاحرقنها لكلامك ،
فجرد امير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه تهديدا وقال له : ياهذا آمرك بالمعروف
وانهاك عن المنكر وتستقبلني بالمنكر .
فمر الناس ورأوا امير المؤمنين عليه السلام مجردا سيفه فتقدموا وسلموا وقالوا :
السلام عليك ياامير المؤمنين
فاسقط في يد الرجل وعرف انه امير المؤمنين فااعتذر للامام صلوات الله عليه
وقال : ياامير المؤمنين والله لاكون لها ارضا تدوسني برجلها
فهذا الرجل الذي قال عن زوجته قبل قليل : لاحرقتها
يقول الان لاكون لها ارضا تدوسني برجلها ، واعتذر للامام
ثم التفت للامام عليه السلام الى المراة وقال لها : ادخلي بيتك ياامة الله ولا تحوجي زوجك الى مثل هذا .
لقد نصح الامام عليه السلام الطرفين ، نصح الرجل وقال له : ياهذا اتق الله
ونصح المراة وقال لها : ياامة الله ادخلي بيتك ولا تحوجي زوجك الى مثل هذا .
فاذا كان لدينا روحية كهذه بمعنى روحية الاصلاح والتقريب والتوفيق
فسوف نقلل من المشاكل كثيرا ، ولا ينبغي ان يقول كل واحد منا :
ان هذا الامر لايخصني ، او هذه القضية لاتعنيني .
تعليق