بسم اللہ الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وال محمد..

.. إن ذكر الله عز وجل من صفات المؤمنين الصالحين ، ومن المُسَلّمات التي تزكي النفس
وتطهر القلب وتشعره بالسعادة الحقيقية ،
تلك الفيوضات التي تجعلك في رحاب مااحب الله تعالى ورضي ،
وهو من الأعمال الخيّرة الصالحة الزكية التي تُدخل الأمن والطمأنينة في الافئدة ،
وتشغلها عن اللهو والسهو والغفلة ، وتردعها عن ارتكاب الذنوب والخطايا ،
قال الله تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وقيل أن الذكر النافع هو : (الذكر الدائم وهو الذكر على الدوام أو في أكثر الأوقات
مع حضور القلب ، وفراغ البال ، والتوجه الكلي إلى الخالق المتعال ،
حتى يتمكن المذكور في القلب وتتجلى عظمته الباهرة عليه
وينشرح الصدر بشروق نوره عليه) .
والذكر يمكن أن يكون في الأوقات كلها ،
لذا فعلى العبد أن يذكر الله ويكون دائم التفكر في عظمته وقدرته وصفاته ،
والدين الإسلامي الذي هو دين حياة لم يترك شيئا إلا ذكره وابانه
تنظيما وتجميلا لحياة الإنسان وصلاحها وسؤددها وفوزها بالنعيم الدائم ،
والقرآن والسنة النبوية الشريفة والروايات المنقولة عن المعصومين (عليهم السلام)
أوضحت ذلك بكل تفصيل .
وقد روي : إن ذكر اللسان الحمد والثناء ، وذكر النفس الجهد والعناء ،
وذكر الروح الخوف والرجاء ، وذكر القلب الصدق والصفاء ،
وذكر العقل التنظيم والحياء ، وذكر المعرفة التسليم والرضا ،
وذكر السر الرؤية واللقاء .
فعلى الإنسان أن يجد ويجتهد في توجيه قلبه ولسانه لذكر الله تعالى
ويجعل نفسه بعيدة عن الوسواس وفضول الكلام ،
ويتواصل في ذلك ويستمر على هذا العمل حتى ينتشي فؤاده ويسر
ويشعر بالسعادة الحقيقية ويكون الحب قد الغرس في أعماقه ،
فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره ، وكما يقال : (هي النفس ماعودتها تتعود) .
فإذا حصل الإنس والسعادة بالله جل وعلا انقطع عن غيره
ونفض كل غبار ووسواس عن صدره ويصفو فلا يفارق الذكر حتى عند الموت .
وذكر الله تعالى يعد من خير الأعمال وازكاها فَـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(الا أخبركم بخير أعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم
وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلونهم ويقتلونكم؟
، قالوا : بلى يارسول الله ، قال

ومن ثمرات ذكر الله تعالى أن فيه حياة القلوب وتطهيرا لها ،
وهو شفاء لما هو في الصدور وتحسن أعماله ،
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
(من عمر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السر والجهر) .
دمتـــــــــــــــــم بخيـــــــــــــــــر
تعليق