تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
الدكتور السلفي الاستاذ في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض صاحب الرسالة العلمية التي نالت درجة الدكتوراه في الجامعة المذكورة التي عنونها بعنوان ( أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ) وقد حازت على مرتبة الشرف الأولى واليوم تتداول في الجامعات والأوساط العلمية كمنهج دراسي . اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ومن البحوث التي يذكرها القفاري في رسالته ( بحث حول التوسل ) ويطرح إشكالات عديدة حول مسألة التوسل وسنرد عليها تباعاً إن شاء الله تعالى :
ومنها : إن الشيعة يقصرون إجابة الدعاء على التوسل بأسماء الأئمة ، والدليل على ذلك ما يروى في كتاب بشارة المصطفى لمحمد بن علي الطبري : " عن الباقر " عليه السلام " : من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعا بغيرنا هلك واستهلك " .
الجواب :
1- الدليل الذي ذكره القفاري أخص من المدعى فالتوسل عند الشيعة هو التوسل بأسماء الله وصفاته والتوسل بذوات الأنبياء والأولياء والصالحين وبالأعمال الصالحة وبدعاء الأحياء كالنبيّ والأولياء والصالحين والتوسل بالطلب منهم بعد وفاتهم أيضاً . فلإبطال التوسل يحتاج إلى أدلة على كل هذه الأنواع .
2- أما بالنسبة لمتن الرواية فمعناها ينحصر بأحد أميرن وكلاهما لا يدل على المدعى :
أ - المراد من الدعاء هو الإقبال على الله تعالى عن طريق اتباع نهج أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) دون غيرهم باعتبارهم هم من يحمل السنة النبوية المباركة ويدل على ذلك إيراد المجلسي صاحب كتاب البحار الرواية تحت عنوان " باب : أن الناس لا يهتدون إلا بهم ، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم " .
ب - المراد من الدعاء هو التوسل بحق وجاه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) عند الله تعالى ويدل على ذلك ما ورد من روايات منها : عن سماعة قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل : اللهم بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأناً من الشأن وقدراً من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلّي على محمد محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " .
3- لو قلنا إن التوسل بالأسماء وسلمنا بذلك لكان أيضاً توسلاً بالذات لأن المتوسل يقصد الإسم الكاشف عن تلك الذات المتفانية في طاعة الله تعالى ويؤيد ذلك تعليق ابن حنبل على سند رواية فيها أسماء أهل البيت ( عليهم السلام ) : " لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته " ولا شكَّ أن الإمام أحمد بن حنبل يشير إلى عظمة ومكانة النبي وأهل البيت ( عليهم السلام ) بذواتهم لا بأسمائهم .
4- مع هذا كله فالرواية غير معتبرة سنداً وذلك لوجود محمد بن المشمعل وهو مجهول الحال .
وبهذا تبطل شبهة القفاري الأولى حول التوسل وإن شاء الله مع شبهات أخرى وردود لها بحول الله وقوته ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين ...
تعليق