بسم اللہ الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وال محمد...
*****
العصمة هي أعلى درجات التقوى والابتعاد عن الشهوات وقد قيل فيها :
(أن العصمة هي أعلى مراتب حضور العبد عند مولاه ، نورانية نفسانية ملكوتية
تذهب بكل ظلام ، وتشرق كل وجود صاحبها ..) ،
وقد قال العلامة الحلي : (العصمة بامتناع الذنب والفسق بإمكانه ..) .
والإمام يجب ان يكون معصوما ، بدليل قول الله تعالى :
(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
(البقرة:124) .
قال الشيخ الطوسي : (وإستدل أصحابنا بهذه الاية الكريمة على أن الإمام
لا يكون إلا معصوما من القبائح ، لأن الله تعالى نفى أن ينال عهده - والذي هو الإمامة -
ومن ليس هو بمعصوم فهو ظالم : إما لنفسه أو لغيره .
ولعلمائنا على اشتراط العصمة للإمام ووجوبها له أدلة ، كما أن الأدلة
على عصمة الأئمة (عليهم السلام) من الكتاب والسنة متظافرة ،
منها مادل على عصمة الإمام علي (عليه السلام) كحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
: (علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
وهو ينص على أنه لا يفترق عن القرآن طرفة عين ابدا .
وحديثه (عليه الصلاة وآله وسلم) في أمير المؤمنين ( عليه السلام) :
(اللهم ادر الحق معه حيث دار) فيه دليلاً أيضاً على عصمته (عليه السلام)
لإنه يدل على عدم مفارقته الحق ولأن كل مخالفة للشرع -عمدا أو سهوا-
هي مفارقة للحق وللقران الكريم في الحقيقة .
ومما يدل على عصمة عامة أهل البيت ( عليهم السلام) من الكتاب والسنة النبوية الشريفة ،
قوله تعالى في آية التطهير :
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
وحديث الثقلين المتواتر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) :
(اني تارك فيكم الثقلين ماان تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ،
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) .
فهو دليل واضح على عصمة أهل البيت ( عليهم السلام) لأنه يقرنهم بالكتاب العزيز
في كونهما عاصمان من الضلال ، ولما كان القرآن المجيد
(لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)
فلا بد من أن الذي يقرن به
(لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)
أيضاً ، لأن ارتكاب الذنب من الباطل ، ومرتكبه لآ يصح أن يقرن بالكتاب المجيد على الإطلاق .
ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم لا يمكن ان يكون لوحده عاصما من الضلال
بنص رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المتقدم ،
لأن القرآن الكريم بحاجة إلى من يبين مضامينه ومعانيه ، وقد أمرنا الذكر الحكيم
في قوله تعالى :﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
بأخذ مفاهيمه من أهله ، وأهل الذكر هم أهل البيت ( عليهم السلام)
الذين هم المنبع الصافي لعلوم الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) ،
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : ( انا مدينة العلم وعلي بابها) .
دمتـــــــــــــــم بخيــــــــــــــــر
تعليق