بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(أبو ذر الغفاري)
أبو ذر الغفاري:هو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار ، أمه: رملة بنت الرفيعة، من بني غفار ،حين تناهى الى سمع أبي ذر ، نبأ ظهور النبي (صل الله عليه واله ) في مكة ودعوته الناس الى الاسلام عقد العزم على اللقاء به ، والاستماع منه ، لكنه فضل بادئ الأمر أن يرسل أخاه ـ أنيساً ـ ليحمل اليه بعض أخباره ، فقال له : « اركب الى هذا الوادي ، واعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم انه يأتيه الخبر من السماء ! واسمع من قوله ، ثم إإتني ؛انطلق أنيس حتى قدم مكة وسمع من قوله.
ثم رجع الى أبي ذر ، فقال : رأيته يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويأمر بمكارم الأخلاق ، وسمعت منه كلاماً ، ما هو بالشعر !
فقال له أبو ذر : ما شفيتني فيما أردتُ.
فتزود وحمل شنَّة له فيها ماء ، حتى قدم مكة ، فأتى المسجد ، فالتمس النبي (صل الله عليه واله) وهو لا يعرفه ، وكره أن يسأل عنه ، حتى أدركه الليل ، فاضطجع ، فرآه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : كأن الرجل غريب ، قال ؛ نعم ، قال : انطلق الى المنزل.
قال أبو ذر : فانطلقت معه ، لا يسألني عن شيء ولا أسأله فلما أصبحت من الغد رجعت الى المسجد فبقيت يومي حتى أمسيت وسرت الى مضجعي. فمر بي عليّ ، فقال : أما آن للرجل أن يعرف منزله ؟ فأقامه ، وذهب به معه ، وما يسأل واحد منهما صاحبه.
حتى اذا كان اليوم الثالث ، فعل مثل ذلك ، فأقامه عليّ معه، ثم قال له علي (عليه السلام) : ألا تحدثني ما الذي اقدمك هذا البلد ؟
قال : إن اعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت ؛ففعل.
فأخبره علي (عليه السلام) عنه أنه نبي وأن ما جاء به حق وأنه رسول الله (صل الله عليه واله) ثم قال له : فاذا اصبحت فاتبعني فاني إن رأيت شيئاً أخاف عليك ، قمت كأني أريق الماء ، فان مضيت ، فاتبعني حتى تدخل معي مدخلي.
قال : فانطلقت أقفوه حتى دخل على رسول الله (صل الله عليه واله) ودخلت معه وحييت رسول الله بتحية الاسلام فقلت : السلام عليك يا رسول الله وكنت أول من حياه بتحية الاسلام فقال (صل الله عليه واله) : وعليك السلام من أنت ؟قلت : رجل من بني غفار فعرض علي الاسلام فاسلمت ، وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله،فقال لي رسول الله (صل الله عليه واله) ارجع الى قومك فأخبرهم واكتم أمرك عن أهل مكة فاني أخشاهم عليك، فقلت : والذي نفسي بيده لأصوِّتن بها بين ظهرانيهم.
فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فثار اليه القوم وضربوه حتى أضجعوه.
فأتى العباس فأكب عليه وقال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من بني غفار ، وأن طريق تجارتكم الى الشام عليهم ، وأنقذه منهم.
ثم عاد من الغد الى مثلها ، وثاروا اليه فضربوه ، فأكب عليه العباس ، فأنقذه ثم لحق بقومه. (1)
قال في الاستيعاب :كان إسلام أبي ذر قديماً. يقال بعد ثلاثة ، ويقال : بعد أربعة ، وقد روي عنه أنه قال : أنا ربع الاسلام. وقيل : كان خامساً .(2)
________________
1-اعيان الشيعة ج ١٦ / ٣١٦ ـ ٣١٧ نقلا عن : الاستيعاب / باب الكنى. وفي الاصابة ٤ / ص ٦٢ ـ ٦٣ وفي صحيح مسلم قريبا من ذلك.
2-الاستيعاب / حاشية على كتاب الاصابة / م ١ ص ٢١٣.
1-اعيان الشيعة ج ١٦ / ٣١٦ ـ ٣١٧ نقلا عن : الاستيعاب / باب الكنى. وفي الاصابة ٤ / ص ٦٢ ـ ٦٣ وفي صحيح مسلم قريبا من ذلك.
2-الاستيعاب / حاشية على كتاب الاصابة / م ١ ص ٢١٣.
تعليق