بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ابو ذر الغفاري (1)
ثم كان ممن عارض لعثمانَ ومعاوية و لقد اثار أبو ذر (رض) بمعارضته للولاةوالمقربين منهم واظهار ما خفي غير مبالياً ولا خائف وكان صريحا في مواقفه في المدينة ويدعوالناس على انحراف الحكم الاموي السائد واستئثار الولاةبالعطاءللمقربين منهم وعدولهم عن جادة الحق واطفائهم للسنة واحيائهم للبدعة ...
وذلك فتح على عثمان جبهة جديدة في الشام واستهدف معاوية معاًالذي كان حاكم الشام فستغاض مما سمع منه فقال : أما بعد ، فانا كنا فيجاهليتنا ، قبل أن ينزل علينا الكتاب ، ويبعث فينا الرسول ، ونحن نوفي بالعهد ،ونصدق الحديث ، ونحسن الجوار ، ونقري الضيف ، ونواسي الفقير. فلما بعث الله تعالى فينا رسول الله ، وأنزل علينا كتابه ، كانت تلك الاخلاق يرضاها الله ورسوله ، وكان أحقّ بها أهل الاسلام ، وأولى ان يحفظوها ، فلبثوا بذلك ما شاء الله أن يلبثوا،ثم ان الولاة ، قد أحدثوا أعمالا قِباحالا نعرفها من سنَّة تطفى ! وبدعة تحيى ! وقائل بحق مكذَّب ، وأثرة لغير تقى ،وأمين ـ مُستأثر عليه ـ من الصالحين).
ثم ما كان يقوم في كل يوم ، فيعظ الناس ،ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله سبحانه، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ويروي عن رسول الله (صل الله عليه واله) ما سمعه منه في فضائل في أهل بيته (عليهمالسلام) ويحضهم على التمسك بعترته. (1)
ثم ان ابو ذر أحد الحاضرين في تشييع السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والصلاةعليها ودفنها ليلاً، مع وصيت لها أن لا يشهد جنازتها ظلم لها .
وقال الإمام علي(عليه السلام): (خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون: أبو ذرّ وسلمان والمقداد وعمّار وحُذيفة... وأناإمامهم، وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة(عليها السلام).
قال الشيخ الصدوق(قدس سره): «معنى قوله: خلقت الأرض لسبعة نفر، ليس يعني منابتدائها إلى انتهائها، وإنّما يعني بذلك أنّ الفائدة في الأرض قدّرت فيذلك الوقت لمَن شهد الصلاة على فاطمة(عليها السلام)، وهذا خلق تقدير لا خلق تكوين» (2)
قال الإمام الكاظم(عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أينحواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضواالعهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر... فهؤلاء المتحوّرة أوّلالسابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين(3).
وقال: رسول الله(صلى الله عليه وآله) للإمام علي(عليه السلام): الجنّة تشتاق إليك، وإلى عمّار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد .(4)
1-.الاعيان ١٦ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦.
2-الخصال361 ح50.
3- رجال الكشّي1/41 ح20.
4- الخصال: 303 ح80.
تعليق