بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
المتابع لحياة ابن تيمية لا يشك انه اموي الهوى ولو قدر له وعاش مع الامويين لكان مع معاوية في حربه للامام علي عليه السلام او مع يزيد في حربه مع الامام الحسين عليه السلام وهذا ظاهر في كتابته ومؤلفاته ومن هذه الامور فقد نقى حادثة طرد الحكم بن أبي العاص عم عثمان وابنه مروان لعنهما الله من المدينة من قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم مع ان الحادثة مشهورة ومن الشواهد على ذلك ما اوردهالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
1 الحاكم في المستدرك
عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه و سلم فدعا له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه [1]
وهذا الحديث يثبت ان الحكم وابنه ملعونين على لسان النبي صلى الله عليه واله وسلم
2 الطبراني في المعجم الكبير
عن ابن عباس : قال : إنما كان نفي النبي صلى الله عليه و سلم الحكم بن أبي العاص من المدينة إلى الطائف بينما النبي صلى الله عليه و سلم في حجرته إذا هو إنسان يطلع عليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( الوزغ الوزغ ) فنظر فإذا هو الحكم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( أخرج لا تساكني بالمدينة ما بقيت ) فنفاه إلى الطائف[2]
وما ذكرته من باب الشواهد فقط وقد يجد الباحث الشواهد الكثيرة على ذلك ومع هذا فقد انكرها ابن تيمية كما تقدم واليكم نص كلامه في منهاج السنة
وقوله وطرد رسول الله صلى الله عليه و سلم الحكم بن أبي العاص عم عثمان عن المدينة ومعه ابنه مروان فلم يزل هو وابنه طريدين في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر فلما ولى عثمان آواه ورده إلى المدينة وجعل مروان كاتبه وصاحب تدبيره مع أن الله قال لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية سورة المجادلة 22
والجواب
أن الحكم بن أبي العاص كان من مسلمة الفتح وكانوا ألفى رجل ومروان ابنه كان صغيرا إذ ذاك فإنه من أقران ابن الزبير والمسور بن مخرمة عمره حين الفتح سن التمييز إما سبع سنين أو أكثر بقليل أو أقل بقليل فلم يكن لمروان ذنب يطرد عليه على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ولم تكن الطلقاء تسكن بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه و سلم فإن كان قد طرده فإنما طرده من مكة لا من المدينة ولو طرده من المدينة لكان يرسله إلى مكة وقد طعن كثير من أهل العلم في نفيه وقالوا هو ذهب باختياره
وقصة نفي الحكم ليست في الصحاح ولا لها إسناد يعرف به أمرها [3]
ومما تقدم
1 ان الحادثة مذكورة في مصادر المخالفين ولا مجال لانكارها
2 ليس كل شيء مذكور في الصحاح
3 كثير من الامور مذكورة في غير الصحاح فلا يمكن الحكم عليها بالكذب
4 ذكر ابن تيمية تعليلات وتبريرات لذلك نحن في غنى عنها وكان المراد اثبات دفاعه عن بني امية ولو على حساب رسول الله
[1] المستدرك بتعليق الذهبي ج4 ص 526 المكتبة الشاملة وقد سكت عنه الذهبي
[2] المعجم الكبير ج12 ص 148 المكتبة الشاملة
[3] منهاج السنة ج6 ص 256 المكتبة الشاملة
تعليق