مفتاح الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مفتاح الجنة: السؤال المهم المطروح في هذا المجال هو :كيف يتسنى لنا الحصول على نفسية أصحاب الجنة مع ما نواجه من ضغوط ؟
فغواية الشيطان, وأهواء النفس, وإغراءات الدنيا بالا ضافة الى ضعف الانسان, كل ذلك يمثل عقبات تقف في طريق الانسان ,وتمنعه من أن يكتسب تلك القوة النفسية.
فكيف السبيل الى ذلك؟
أن على الانسان أن يكتفي بتغيير النواحي الظاهرية من حياته لا شكله الخارجي, فمثل هذا التغيير_ وان كان مطلوباً _ليس هدفاً, بل هو جسر الى التغيير الأساسي, وهو تغيير النفس.
وللأسف فان البعض يتصور أنه قادر على تحدي الضغوط عندما تواجهه, ولكن على الانسان ان لا يضمن تحقق مثل هذا التصور والإطمئنان إليه من دون إمتحان. فعند الإمتحان يعرف الانسان مدى قدرته على التحمل. فكثيراً ما يكون الإرهاب أو الإغراءسبباً لذلك للانحراف , لأن النفس لم تتلق التربية الصحيحة.
وعلى سبيل المثال فان الانتظار الطويل هو إمتحان للانسان, فقد يتصور أحدنا ان التغيير من الممكن أن يتحقق خلال فترة قصيرة , ولكن الانتظار يطول , فيتعب وينهار, ويوسوس إليه الشيطان قائلاً : متى نصر الله ؟ حتى يصل أخيراً إلى مرحلة اليأس .
وعلى هذا فان القضية الأساسية ليست هي تغيير المظاهر, فكل إنسان باستطاعة أن يغير الظاهر, ويعوّد نفسه على الالتزام به .. إلا أن تغيير الداخل يبقى هو الأساس في رسم شخصية الإنسان .
والقرآن الكريم يصف أهل الجنة
((وأما مَن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى))
سورة الكهف :الآية 28.
فالشرط الأول : للحصول على نعم الجنة والإستقرار بها هو الخوف من الله من خلال معرفته ((معرفة الله والخوف من التمرد والعصيان على أوامره)
والشرط الثاني : هو ثمرة ونتيجة الشرط الأول أي الخوف والمعرفة ويتمثل في السيطرة على هوى النفس وكبح جماحها ,
فهوى النفس من أقبح الأصنام المعبودة من دون الله , لأنه المنفذ الرئيسي لدخول معترك الذنوب والمفاسد ,
ولذا فإن ((أبغض إلهٍ عُُبِدَ على وجه الأرض هو : الهوى))
ونقرأ في حديث للإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
((ومن علم أن الله يراه ويسمع ما يقول , ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى))
..اصول الكافي طبقاً لنقل تفسير نور الثقلين:5/197.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن استعد للرحيل وأعد نفسه للجنة , وأن يوفقنا لصالح الأعمال , ويجنبنا السيئات , ويبصرنا بعيوب أنفسنا , وأن يعيننا عليها كما أعان الصالحين على أنفسهم .. ونسأله تبارك وتعالى أن يحيينا حياة محمد وآل محمد , وأن يميتنا ممات محمد وآل محمد , وأن يحشرنا مع محمد وآل محمد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مفتاح الجنة: السؤال المهم المطروح في هذا المجال هو :كيف يتسنى لنا الحصول على نفسية أصحاب الجنة مع ما نواجه من ضغوط ؟
فغواية الشيطان, وأهواء النفس, وإغراءات الدنيا بالا ضافة الى ضعف الانسان, كل ذلك يمثل عقبات تقف في طريق الانسان ,وتمنعه من أن يكتسب تلك القوة النفسية.
فكيف السبيل الى ذلك؟
أن على الانسان أن يكتفي بتغيير النواحي الظاهرية من حياته لا شكله الخارجي, فمثل هذا التغيير_ وان كان مطلوباً _ليس هدفاً, بل هو جسر الى التغيير الأساسي, وهو تغيير النفس.
وللأسف فان البعض يتصور أنه قادر على تحدي الضغوط عندما تواجهه, ولكن على الانسان ان لا يضمن تحقق مثل هذا التصور والإطمئنان إليه من دون إمتحان. فعند الإمتحان يعرف الانسان مدى قدرته على التحمل. فكثيراً ما يكون الإرهاب أو الإغراءسبباً لذلك للانحراف , لأن النفس لم تتلق التربية الصحيحة.
وعلى سبيل المثال فان الانتظار الطويل هو إمتحان للانسان, فقد يتصور أحدنا ان التغيير من الممكن أن يتحقق خلال فترة قصيرة , ولكن الانتظار يطول , فيتعب وينهار, ويوسوس إليه الشيطان قائلاً : متى نصر الله ؟ حتى يصل أخيراً إلى مرحلة اليأس .
وعلى هذا فان القضية الأساسية ليست هي تغيير المظاهر, فكل إنسان باستطاعة أن يغير الظاهر, ويعوّد نفسه على الالتزام به .. إلا أن تغيير الداخل يبقى هو الأساس في رسم شخصية الإنسان .
والقرآن الكريم يصف أهل الجنة
((وأما مَن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى))
سورة الكهف :الآية 28.
فالشرط الأول : للحصول على نعم الجنة والإستقرار بها هو الخوف من الله من خلال معرفته ((معرفة الله والخوف من التمرد والعصيان على أوامره)
والشرط الثاني : هو ثمرة ونتيجة الشرط الأول أي الخوف والمعرفة ويتمثل في السيطرة على هوى النفس وكبح جماحها ,
فهوى النفس من أقبح الأصنام المعبودة من دون الله , لأنه المنفذ الرئيسي لدخول معترك الذنوب والمفاسد ,
ولذا فإن ((أبغض إلهٍ عُُبِدَ على وجه الأرض هو : الهوى))
ونقرأ في حديث للإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
((ومن علم أن الله يراه ويسمع ما يقول , ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى))
..اصول الكافي طبقاً لنقل تفسير نور الثقلين:5/197.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن استعد للرحيل وأعد نفسه للجنة , وأن يوفقنا لصالح الأعمال , ويجنبنا السيئات , ويبصرنا بعيوب أنفسنا , وأن يعيننا عليها كما أعان الصالحين على أنفسهم .. ونسأله تبارك وتعالى أن يحيينا حياة محمد وآل محمد , وأن يميتنا ممات محمد وآل محمد , وأن يحشرنا مع محمد وآل محمد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق