بسم اللہ الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم وسهل مخرجهم يااااكريم..
نادرا ما نقرأ في التاريخ عن رجال عظماء استطاعوا الزحف نحو قمم الكمال ..
وبلغوا ذروة الإيمان والأخلاق السماوية .. ولم تحصل هذه العظمة بداعي الصدفة ..
بل جعلوا مبادئهم وارتباطهم بالتشيع والتحاقهم بأهل البيت ( عليهم السلام ) فوق غرور الدنيا .
إن واقعية تاريخنا محملة بالشوائب ، ويعلوها الغبار أحيانا ،
وللمؤرخين محاولات لإخفاء مثل هذه الشخصيات وابعادهم عن المناهج الدراسية
وفي المقابل حاولوا إخفاء جرائم أُرتكبت بحق اتباع أهل البيت (عليهم السلام )
من قبل شخصيات وقادة ، وحاولوا أن يمجدوا بحياة تلك الرموز ويسمون أبناءهم
ومساجدهم بأسمائهم ويصفونهم بالمبشرين بالجنة وسيوف الله
أو يسمون الحقبة المظلمة التي حكموا بها بالمزدهر والذهبية ..
وهل تستطيع هذه الألسن والاقلام المأجورة أن تجد مخرجا لما فعله الحجاج بن يوسف الثقفي
الذي عاث في الارض فساداً فقتل الناس ولم يستثن منهم حتى الصبيان والشيوخ
لا لشئ إلا حبا بالقتل وإراقة الدماء وكانت تهمة حب أهل البيت (عليهم السلام )
المسوغ الوحيد لضرب الأعناق وكان في عهده أحب إلى الرجل أن يقال له زنديق وكافر
من أن يقال له شيعي ، وكان للحجاج سجن لا سقف له فإذا اوى المسجونين إلى الجدران
ليستضلوا بها من الشمس رمتهم الحراس بالحجارة ، وكان يطعمهم خبز الشعير
مخلوط بالملح والرماد وكان لآ يلبث الرجل في سجنه يسيراً حتى يسود ويصير كأنه زنجي
وقد حبس فيه غلام فجاءت إليه أمه بعد ايام تتفقده فلما قدم اليها انكرته
وقالت : هذا ليس ولدي هذا زنجي وحين تأكدت انه ولدها شهقت وماتت في مكانها
وقد هلك في حبسه خمسون الف رجلا وثلاثون الف امرأة منهن ستة عشر ألفا
مجردة عارية من الثياب ، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد
ولم يكن للسجن سقف يقي المسجونين من حر الشمس ومن المطر والبرد
ناهيك عن أشكال العذاب ، وقد ذكر الخليفة عمر بن عبد العزيز :
لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم
وعن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من آذى مؤمنا ولو بشطر كلمة
جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيساََ من رحمة الله
وكان كمن هدم الكعبة والبيت المقدس
وقتل عشرة آلاف من الملائكة) .
والسؤال هنا لو جاء الحجاج يوم القيامة ماذا سيكتب بين عينيه؟ .
دمتــــــــــــم بخيــــــــــــر
تعليق