بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قال تعالى: «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» (الفرقان: 63)
وقال تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقّاها الا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم» (فصلت: 34 - 35)
ان اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم ) يمتازون عن الخلق بانهم قمم الفضائل فلا يدانيهم احد بها وهذه الفضائل متجسده بسلوكهم وافعالهم قبل اقوالهم بعض المواقف الشاهدة على عظمتهم ونلحظ كيف يرد اهل البيت عليهم السلام على المسيء باسلوب خلاق حكيم عظيم مفحم للمقابل ومقلبه الى الصلاح
فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعائشة عنده، فقال: السام عليكم!.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم.
ثمّ دخل آخر فقال مثل ذلك.
فردّ عليه كما ردّ على صاحبه.
ثمّ دخل آخر فقال مثل ذلك.
فردّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ردّ على صاحبيه.
فغضبت عائشة، فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير.
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عائشة إنّ الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء، إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلاّ زانه، ولم يرفع عنه قطّ إلاّ شانه.
فقالت: يا رسول الله، أما سمعت إلى قولهم السام عليكم؟
فقال: بلى، أما سمعت ما رددت عليهم (عليكم) فإذا سلّم عليكم مسلم فقولوا سلام عليكم، وإذا سلّم عليكم كافر فقولوا عليك
روي أن الخريث بن راشد قال لأمير المؤمنين أيام خلافته: لا أئتم بك، ولن أشهد معك الصلاة، ولن أئتمر بأمرك، ولن يكون لك عليَّ سلطان.
فقال له الإمام: لك ذلك مع عطائك كاملاً (يعني أنه يعطيه راتبه من بيت المال، ولا يقطع حقوقه بسبب موقفه من الإمام)، على شريطة أن لا تعتدي على أحد، فإن اعتديت عاقبتك بما تستحق.
وعنك أغضي
عن الامام السجاد ع انه قد سبّه (عليه السلام) رجل فسكت، فقال: إيّاك أعني.
فقال (عليه السلام): وعنك أغضي. (أي اعفو)
روي أنّه جاء نصراني إلى الإمام الباقر (عليه السلام) وقال له: أنت بقر!.
فقال الإمام (عليه السلام): لا، أنا باقر.
قال: أنت ابن الطبّاخة!
قال: ذاك حرفتها.
قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذيّة.
قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك، فأسلم النصراني
وعن الامام زين العابدين عليه السلام، فقد كان عنده أضياف، فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور، فأقبل به الخادم مسرعاً، فسقط منه على رأس بُنيّ لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة، فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حرّ، فانك لم تتعمده، وأخذ في جهاز ابنه ودفنه (كشف الغمة للأربلي ) وهذا الموقف يجسد الحلم الحقيقي للامام عليه السلام
قال المحدّث القمّي: رأيت في بعض الكتب الأخلاقية ما هذا لفظه: قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي…، فأعجبني سمته ورواؤه، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض، فقلت له: أنت ابن أبي تراب؟
فقال: نعم، فبالغتُ في شتمه وشتم أبيه، فنظر إليّ نظرة عاطف رؤوف ثم قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، (خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، انّ الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مُبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغيّ ثمّ لا يُقصِرون).
ثم قال لي: "خفّض عليك استغفر الله لي ولك، انّك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك".
قال عصام: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
فقال: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين، أمن أهل الشام أنت؟
قلت: نعم.
فقال: "شنشنة أعرفها من أخزم، حيّانا الله وإياك انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند افضل ظنّك إن شاء الله تعالى".
قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي، ثمّ سللت منه لواذاً وما على الأرض أحبّ اليّ منه ومن أبيه.
اللهم صل على محمد وال محمد
قال تعالى: «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» (الفرقان: 63)
وقال تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقّاها الا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم» (فصلت: 34 - 35)
ان اهل البيت ( صلوات الله وسلامه عليهم ) يمتازون عن الخلق بانهم قمم الفضائل فلا يدانيهم احد بها وهذه الفضائل متجسده بسلوكهم وافعالهم قبل اقوالهم بعض المواقف الشاهدة على عظمتهم ونلحظ كيف يرد اهل البيت عليهم السلام على المسيء باسلوب خلاق حكيم عظيم مفحم للمقابل ومقلبه الى الصلاح
فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعائشة عنده، فقال: السام عليكم!.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم.
ثمّ دخل آخر فقال مثل ذلك.
فردّ عليه كما ردّ على صاحبه.
ثمّ دخل آخر فقال مثل ذلك.
فردّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ردّ على صاحبيه.
فغضبت عائشة، فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير.
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عائشة إنّ الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء، إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلاّ زانه، ولم يرفع عنه قطّ إلاّ شانه.
فقالت: يا رسول الله، أما سمعت إلى قولهم السام عليكم؟
فقال: بلى، أما سمعت ما رددت عليهم (عليكم) فإذا سلّم عليكم مسلم فقولوا سلام عليكم، وإذا سلّم عليكم كافر فقولوا عليك
روي أن الخريث بن راشد قال لأمير المؤمنين أيام خلافته: لا أئتم بك، ولن أشهد معك الصلاة، ولن أئتمر بأمرك، ولن يكون لك عليَّ سلطان.
فقال له الإمام: لك ذلك مع عطائك كاملاً (يعني أنه يعطيه راتبه من بيت المال، ولا يقطع حقوقه بسبب موقفه من الإمام)، على شريطة أن لا تعتدي على أحد، فإن اعتديت عاقبتك بما تستحق.
وعنك أغضي
عن الامام السجاد ع انه قد سبّه (عليه السلام) رجل فسكت، فقال: إيّاك أعني.
فقال (عليه السلام): وعنك أغضي. (أي اعفو)
روي أنّه جاء نصراني إلى الإمام الباقر (عليه السلام) وقال له: أنت بقر!.
فقال الإمام (عليه السلام): لا، أنا باقر.
قال: أنت ابن الطبّاخة!
قال: ذاك حرفتها.
قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذيّة.
قال: إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك، فأسلم النصراني
وعن الامام زين العابدين عليه السلام، فقد كان عنده أضياف، فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور، فأقبل به الخادم مسرعاً، فسقط منه على رأس بُنيّ لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة، فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حرّ، فانك لم تتعمده، وأخذ في جهاز ابنه ودفنه (كشف الغمة للأربلي ) وهذا الموقف يجسد الحلم الحقيقي للامام عليه السلام
قال المحدّث القمّي: رأيت في بعض الكتب الأخلاقية ما هذا لفظه: قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي…، فأعجبني سمته ورواؤه، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض، فقلت له: أنت ابن أبي تراب؟
فقال: نعم، فبالغتُ في شتمه وشتم أبيه، فنظر إليّ نظرة عاطف رؤوف ثم قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، (خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم، انّ الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مُبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغيّ ثمّ لا يُقصِرون).
ثم قال لي: "خفّض عليك استغفر الله لي ولك، انّك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك".
قال عصام: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.
فقال: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين، أمن أهل الشام أنت؟
قلت: نعم.
فقال: "شنشنة أعرفها من أخزم، حيّانا الله وإياك انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند افضل ظنّك إن شاء الله تعالى".
قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي، ثمّ سللت منه لواذاً وما على الأرض أحبّ اليّ منه ومن أبيه.
تعليق