بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وال محمد

مسلم بن عوسجة
هو مسلم بن عوسجة بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وكنيته أبو حجل. كان من أصحاب رسول الإسلاممحمد، ومن أصحاب علي بن أبي طالب وولده الحسين. شارك في العديد من الحروب منها فتح أذربيجان، قُتل في معركة كربلاء سنة 61 هـ.وكان من الذين بايعوا رسول الحسين مسلم بن عقيل في الكوفة
له مواقف بطولية في الفتوحات الإسلامية، وهو من عبّاد الكوفة وملازمي جامعها الأعظم.
وكان مسلم بن عوسجة في طليعة الجيش الإسلامي الذي دكَّ حصون الكفر في اذربيجان، وقد شاهد بطولته بعض أهل الكوفة ممن حضر الوقعة. وفي يوم عاشوراء، وبعد مصرعه، ونداء جاريته: يابن عوسجتاه يا سيداه، وتباشر أهل الكوفة بقتله، قال شبث بن ربعي ـ قائد ميمنة ابن سعد ـ لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم امهاتكم! إنما تقتلون انفسكم بأيديكم، وتذلون انفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟! أما والذي أسلمت له لربّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستةً من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟!
وفي الكوفة كان مسلم بن عقيل يأخذ البيعة للحسين (ع) حتى أحصى بديوانه ثمانية عشر الفاً، وقد رتّب مَن يتسلم عنه الأموال، ويشتري السلاح، فكان مسلم بن عوسجة ممن أنيط به بعض ذلك.
وعندما جاء ابن زياد وانقلب الوضع وسيطر سيطر تامة على الكوفة وقبض على الأمر بيد من حديد، واختفى مسلم بن عقيل وانصاره، وصار همّ ابن زياد التفتيش عن مسلم بن عقيل ورؤوس أصحابه، وبثّ العيون والجواسيس، فكان منهم معقل ـ مولى ابن زياد ـ فقد أعطاه ثلاثة آلاف درهم وأمره أن يتوسل بها إلى معرفة مسلم بن عقيل. جاء معقل إلى مسلم بن عوسجة وهو يصلّي في المسجد وجلس إلى جنبه حتى فرغ من صلاته ثم قال: يا عبد الله اني امرؤ من أهــل الشام أنعم الله عليّ بحبّ أهل البيت وحب مَن أحبهم، وتباكى له، وقال : معي ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فكنت أريد لقاءه فلم أجد أحداً يدلني عليه ولا اعرف مكانه، فاني لجالس في المسجد الآن إذ سمعت نفراً من المؤمنين يقولون هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، واني اتيتك لتقبض مني هذا المال وتدخلني على صاحبك، فاني اخ من اخوانك، وثقة عليك، وأن شئت اخذت بيعتي له قبل لقائه. فقال له مسلم بن عوسجة: احمد الله على لقائك اياي، فقد سرني ذلك لتنال الذي تحب، ولينصر الله بك أهل بيت نبيه عليه وعليهم السلام، ولقد ساءني معرفة الناس اياي بهذا الأمر قبل أن يتم مخافة هذا الطاغية وسطوته. فقال له معقل: لا يكون الا خيراً، خذ البيعة علي، فأخذ بيعته، واخذ عليه المواثيق المغلظة ليناصحن وليكتمن، فاعطاه من ذلك ما رضي به، ثم قال: اختلف اليّ اياماً في منزلي فاني طالبٌ لك الإذن على صاحبك، واخذ يختلف مع الناس، فطلب له الاذن، فاذن له فاخذ مسلم بن عقيل بيعته وأمر أبا ثمامة الصائدي بقبض المال منه، وهو الذي كان يقبض أموالهم وما يعين به بعضهم بعضاً ويشتري لهم السلاح وكان بصيراً وفارساً من فرسان العرب ووجوه الشيعة وأقبل ذلك الرجل يختلف إليهم، فهو أول داخل وآخر خارج. ثم أن مسلم بن عوسجة بعد أن قُبض على مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وقتلا حتى اختفى مدة ثم فرّ باهله إلى الحسين (ع) فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه.
وفي كربلاء وبعد أن وافت الإمام الحسين (ع) انباء ردة الكوفة وقتلهم لابن عمه مسلم بن عقيل وهاني بن عروة أخذ يعلن انباء النكسة ويدعو اتباعه إلى الانصراف قائلاً: إن القوم يطلبوني ولو اصابوني لهوا عن طلب غيري، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وقال له أهله وتقدمهم العباس (ع) بالكلام: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً ثم قام مسلم بن عوسجة فقال: انحن نخلي عنك، ولم نعذر إلى الله في أداء حقك؟! أما والله لا أبرح حتى اكسر في صدورهم رمحي واضرب بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ولا افارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. وقد سجّل المؤرخون وأهل المقاتل صور الحرب والقتال فقالوا: ثم خرج مسلم
بن عوسجة الاسدي وهو يقول:
إن تسألوا عني فاني ذو لبد * من فرع قوم من ذرى بني اسد
فمن بغاني صائد عن الرشد * وكافـــــر بديــــــن جبــار صمد
وكان مقتله في بداية الحملة الأولى من المعركة، ولما قتل ذهب إليه الحسين، فقال: "رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" وورد أنه لما دنا منه حبيب بن مظاهر، قال حبيب: "عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم! أبشرْ بالجنة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشرك الله بخير، فقال له حبيب لولا أني اعلم اني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت ان توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين، قال: بل انا أوصيك بهذا رحمك الله واهوى بيده إلى الحسين ان تموت دونه! قال: افعل ورب الكعبة".
أقوالهاللهم صلِّ على محمد وال محمد
مسلم بن عوسجة
مُسلِم بن عَوسَجَة الأسدي(توفي عام 61 هـ / 680 م) من أهل الكوفة.
له مواقف بطولية في الفتوحات الإسلامية، وهو من عبّاد الكوفة وملازمي جامعها الأعظم.
وكان مسلم بن عوسجة في طليعة الجيش الإسلامي الذي دكَّ حصون الكفر في اذربيجان، وقد شاهد بطولته بعض أهل الكوفة ممن حضر الوقعة. وفي يوم عاشوراء، وبعد مصرعه، ونداء جاريته: يابن عوسجتاه يا سيداه، وتباشر أهل الكوفة بقتله، قال شبث بن ربعي ـ قائد ميمنة ابن سعد ـ لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم امهاتكم! إنما تقتلون انفسكم بأيديكم، وتذلون انفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة؟! أما والذي أسلمت له لربّ موقف له قد رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستةً من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟!
وفي الكوفة كان مسلم بن عقيل يأخذ البيعة للحسين (ع) حتى أحصى بديوانه ثمانية عشر الفاً، وقد رتّب مَن يتسلم عنه الأموال، ويشتري السلاح، فكان مسلم بن عوسجة ممن أنيط به بعض ذلك.
وعندما جاء ابن زياد وانقلب الوضع وسيطر سيطر تامة على الكوفة وقبض على الأمر بيد من حديد، واختفى مسلم بن عقيل وانصاره، وصار همّ ابن زياد التفتيش عن مسلم بن عقيل ورؤوس أصحابه، وبثّ العيون والجواسيس، فكان منهم معقل ـ مولى ابن زياد ـ فقد أعطاه ثلاثة آلاف درهم وأمره أن يتوسل بها إلى معرفة مسلم بن عقيل. جاء معقل إلى مسلم بن عوسجة وهو يصلّي في المسجد وجلس إلى جنبه حتى فرغ من صلاته ثم قال: يا عبد الله اني امرؤ من أهــل الشام أنعم الله عليّ بحبّ أهل البيت وحب مَن أحبهم، وتباكى له، وقال : معي ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فكنت أريد لقاءه فلم أجد أحداً يدلني عليه ولا اعرف مكانه، فاني لجالس في المسجد الآن إذ سمعت نفراً من المؤمنين يقولون هذا رجل له علم بأهل هذا البيت، واني اتيتك لتقبض مني هذا المال وتدخلني على صاحبك، فاني اخ من اخوانك، وثقة عليك، وأن شئت اخذت بيعتي له قبل لقائه. فقال له مسلم بن عوسجة: احمد الله على لقائك اياي، فقد سرني ذلك لتنال الذي تحب، ولينصر الله بك أهل بيت نبيه عليه وعليهم السلام، ولقد ساءني معرفة الناس اياي بهذا الأمر قبل أن يتم مخافة هذا الطاغية وسطوته. فقال له معقل: لا يكون الا خيراً، خذ البيعة علي، فأخذ بيعته، واخذ عليه المواثيق المغلظة ليناصحن وليكتمن، فاعطاه من ذلك ما رضي به، ثم قال: اختلف اليّ اياماً في منزلي فاني طالبٌ لك الإذن على صاحبك، واخذ يختلف مع الناس، فطلب له الاذن، فاذن له فاخذ مسلم بن عقيل بيعته وأمر أبا ثمامة الصائدي بقبض المال منه، وهو الذي كان يقبض أموالهم وما يعين به بعضهم بعضاً ويشتري لهم السلاح وكان بصيراً وفارساً من فرسان العرب ووجوه الشيعة وأقبل ذلك الرجل يختلف إليهم، فهو أول داخل وآخر خارج. ثم أن مسلم بن عوسجة بعد أن قُبض على مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وقتلا حتى اختفى مدة ثم فرّ باهله إلى الحسين (ع) فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه.
وفي كربلاء وبعد أن وافت الإمام الحسين (ع) انباء ردة الكوفة وقتلهم لابن عمه مسلم بن عقيل وهاني بن عروة أخذ يعلن انباء النكسة ويدعو اتباعه إلى الانصراف قائلاً: إن القوم يطلبوني ولو اصابوني لهوا عن طلب غيري، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وقال له أهله وتقدمهم العباس (ع) بالكلام: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً ثم قام مسلم بن عوسجة فقال: انحن نخلي عنك، ولم نعذر إلى الله في أداء حقك؟! أما والله لا أبرح حتى اكسر في صدورهم رمحي واضرب بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ولا افارقك، ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. وقد سجّل المؤرخون وأهل المقاتل صور الحرب والقتال فقالوا: ثم خرج مسلم
بن عوسجة الاسدي وهو يقول:
إن تسألوا عني فاني ذو لبد * من فرع قوم من ذرى بني اسد
فمن بغاني صائد عن الرشد * وكافـــــر بديــــــن جبــار صمد
وكان مقتله في بداية الحملة الأولى من المعركة، ولما قتل ذهب إليه الحسين، فقال: "رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" وورد أنه لما دنا منه حبيب بن مظاهر، قال حبيب: "عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم! أبشرْ بالجنة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشرك الله بخير، فقال له حبيب لولا أني اعلم اني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت ان توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين، قال: بل انا أوصيك بهذا رحمك الله واهوى بيده إلى الحسين ان تموت دونه! قال: افعل ورب الكعبة".
«والله لو علمت أني أقتل ثم أُحيي ثم أحرق ثم أُذرى، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة ما تركتك فكيف وإنما هي قتلة واحدة ثم الكرامة إلى الأبد»
المصادر:
أعيان الشيعة -محسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٥٩١
مسلم بن عوسجة موسوعة عاشوراء
معالم المدرستين تأليف مرتضى العسكري - ج ٣ - الصفحة ١٠٦
تعليق