بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بعد ان ثُكل أمير المؤمنين (عليه السلام) بوفاة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها طلب من أخاه عقيل وكان عالماً بانساب العرب أن يخطب له امرأة قد ولدتها الفحول من العرب ليتزوجها لتلد له غلاماًً زكياً شجاعاً لينصر ولده الحسين سيد الشهداء في كربلاء (1)
فذهب عقيل بن أبي طالب الى حزام بن خالد وهو يخطب كريمته فاطمة رضوان الله عليها وأنه لما وصل إليه صاح بأعلى صوته يا حزام لقد جئتك بخير الدنيا والآخرة !
فقال له حزام : وما هو يا عقيل ؟
قال : جئتك خاطباً أبنتك الى أخي علي (عليه السلام)
فقال حزام : لنا الشرف ولكن استشير أمها .
فجاء حزام ليسأل أم فاطمة لأن النساء اعلم ببناتهنّ من الرجال في الأخلاق والآداب وهذه هي نظرة الإسلام في أحترام المرأة واشتراكها بكل أريحية وحرية مع الرجل في صياغة القرار ولما اقترب حزام من المنزل إذا هو يرى فاطمة جالسة بين يدي أمها .
وفاطمة تقول : يا أماه إني رأيت في منامي رؤيا البارحة .
فقالت لها أمها : خيراً رأيت يا بنية
فقالت فاطمة : إني رأيت فيما يرى النائم كأني جالسة في روضة ذات اشجار مثمرة وأنهار جارية وكانت السماء صافيـة والقمر منيراً والنجوم ساطعة وأنا افكر في عظمة خلق الله تعالى من سماء مرفوعة بغير عمد وقمر منير وكواكب زاهرة .
فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه وإذا بي أرى كأن القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري وهو يتلألأ نوراً يغشي الأبصار ، فعجبت من ذلك وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعوا أيضاً في حجري وقد أغشى نورهم بصري فتحيرت في أمري مما رأيت واذا بهاتف قد هتف بي أسمع الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول :
بشراك فاطمة بالسادة الغرر
ثلاثة أنجم والزاهر القمر
أبوهم سيد في الخلق
بعد الرسول قد جاء
فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة . . .
هذه رؤياي يا أماه فما تأويلها
فقالت لها أمها : يا بنية إن صدقت رؤياك فإنك تتزوجين برجل جليل القدر رفيع الشأن عظيم المنزلـة عند الله تعالى مطاع في عشيرته وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر .
فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم وقال : صدقت رؤياك يا بنية .
فقالت له أمها : وكيف ذلك ؟
قال : هذا عقيل بن أبي طالب جاء يخطب أبنتك .
قالت : لمن .
قال : فلال الكتائب ومظهر العجائب وسهم الله الصائب وفارس المشارق والمغارب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
قالت : وما الذي قلته لـه ؟
قال : امهلته حتى أسألك عن أبنتك .
هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة والعلم والآداب و الحكمة ، فإن تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت والا فلا .
فقالت : يا حزام إني قد ربيتها وأحسنت تربيتها وأرجو الله العلي القدير أن يسعدها وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما سمع حزام سر بذلك سروراً عظيماً وأقبل الى عقيل وهو مستبشر .
فقال له عقيل : ما وراءك ؟
قال : كل الخير إن شاء الله ، قد رضينا بأن تكون أبنتنا خادمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال عقيل : لا تقل خادمة بل زوجة كريمة .
ومن هنا بدأت مسيرة أم البنين سلام الله عليها مع أمير المؤمنين لتُسطر أروع صور الوفاء والأخلاص لفاطمة عليها السلام بأن تحفظ أولادها سلام الله عليهـم وقد كافأها الله سبحانه وتعالى على هذا الأخلاص بأن جعلها باب من أبوابه سلام الله عليها فلا يندب طالب حاجة أم البنين إلا وقضى الله حاجته ببركة أم البنين سلام الله عليها وعلى أولادها الأبطال الأربعة .
والحمد لله رب العالمين . . .
_________________________________
1-تنقيح المقال ج 2 ص 128
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بعد ان ثُكل أمير المؤمنين (عليه السلام) بوفاة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله عليها طلب من أخاه عقيل وكان عالماً بانساب العرب أن يخطب له امرأة قد ولدتها الفحول من العرب ليتزوجها لتلد له غلاماًً زكياً شجاعاً لينصر ولده الحسين سيد الشهداء في كربلاء (1)
فذهب عقيل بن أبي طالب الى حزام بن خالد وهو يخطب كريمته فاطمة رضوان الله عليها وأنه لما وصل إليه صاح بأعلى صوته يا حزام لقد جئتك بخير الدنيا والآخرة !
فقال له حزام : وما هو يا عقيل ؟
قال : جئتك خاطباً أبنتك الى أخي علي (عليه السلام)
فقال حزام : لنا الشرف ولكن استشير أمها .
فجاء حزام ليسأل أم فاطمة لأن النساء اعلم ببناتهنّ من الرجال في الأخلاق والآداب وهذه هي نظرة الإسلام في أحترام المرأة واشتراكها بكل أريحية وحرية مع الرجل في صياغة القرار ولما اقترب حزام من المنزل إذا هو يرى فاطمة جالسة بين يدي أمها .
وفاطمة تقول : يا أماه إني رأيت في منامي رؤيا البارحة .
فقالت لها أمها : خيراً رأيت يا بنية
فقالت فاطمة : إني رأيت فيما يرى النائم كأني جالسة في روضة ذات اشجار مثمرة وأنهار جارية وكانت السماء صافيـة والقمر منيراً والنجوم ساطعة وأنا افكر في عظمة خلق الله تعالى من سماء مرفوعة بغير عمد وقمر منير وكواكب زاهرة .
فبينما كنت في هذا التفكير ونحوه وإذا بي أرى كأن القمر قد انقض من كبد السماء ووقع في حجري وهو يتلألأ نوراً يغشي الأبصار ، فعجبت من ذلك وإذا بثلاثة نجوم زواهر قد وقعوا أيضاً في حجري وقد أغشى نورهم بصري فتحيرت في أمري مما رأيت واذا بهاتف قد هتف بي أسمع الصوت ولا أرى الشخص وهو يقول :
بشراك فاطمة بالسادة الغرر
ثلاثة أنجم والزاهر القمر
أبوهم سيد في الخلق
بعد الرسول قد جاء
فلما سمعت ذلك ذهلت وانتبهت فزعة مرعوبة . . .
هذه رؤياي يا أماه فما تأويلها
فقالت لها أمها : يا بنية إن صدقت رؤياك فإنك تتزوجين برجل جليل القدر رفيع الشأن عظيم المنزلـة عند الله تعالى مطاع في عشيرته وترزقين منه أربعة أولاد يكون أولهم وجهه كأنه القمر وثلاثة كالنجوم الزواهر .
فلما سمع حزام ذلك أقبل عليهما وهو مبتسم وقال : صدقت رؤياك يا بنية .
فقالت له أمها : وكيف ذلك ؟
قال : هذا عقيل بن أبي طالب جاء يخطب أبنتك .
قالت : لمن .
قال : فلال الكتائب ومظهر العجائب وسهم الله الصائب وفارس المشارق والمغارب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
قالت : وما الذي قلته لـه ؟
قال : امهلته حتى أسألك عن أبنتك .
هل تجدين فيها كفاءة بأن تكون زوجة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأعلمي أن بيته بيت الوحي والنبوة والعلم والآداب و الحكمة ، فإن تجديها أهلاً لأن تكون خادمة في هذا البيت والا فلا .
فقالت : يا حزام إني قد ربيتها وأحسنت تربيتها وأرجو الله العلي القدير أن يسعدها وأن تكون صالحة لخدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما سمع حزام سر بذلك سروراً عظيماً وأقبل الى عقيل وهو مستبشر .
فقال له عقيل : ما وراءك ؟
قال : كل الخير إن شاء الله ، قد رضينا بأن تكون أبنتنا خادمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال عقيل : لا تقل خادمة بل زوجة كريمة .
ومن هنا بدأت مسيرة أم البنين سلام الله عليها مع أمير المؤمنين لتُسطر أروع صور الوفاء والأخلاص لفاطمة عليها السلام بأن تحفظ أولادها سلام الله عليهـم وقد كافأها الله سبحانه وتعالى على هذا الأخلاص بأن جعلها باب من أبوابه سلام الله عليها فلا يندب طالب حاجة أم البنين إلا وقضى الله حاجته ببركة أم البنين سلام الله عليها وعلى أولادها الأبطال الأربعة .
والحمد لله رب العالمين . . .
_________________________________
1-تنقيح المقال ج 2 ص 128
تعليق