خروج الحسين ( عليه السلام ) /الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
وبعد:
إن موكب الثورة الحسينية حافل بالصور المشرقة والمعطرة والمواقف الخالدة سجلها التاريخ على وجه صفحاته ليفخر فيها ويحتفي بها المجد ،أحداثا وشخصيات رسالة وتضحيات بها نقتدي وبإمام الحق والهدى الحسين ( عليه السلام ) نهتدي لأنه أقام صرح الدين بإحيائه لدين جده الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونحن نحيي ذكراه وذكرى أصحابه الكرام الذين ساروا على نهجه .
فهناك جماعة حاولوا منع الحسين(عليه السلام) من الخروج إلى كربلاء خوفا عليه من الغدر والقتل ومنهم رأي أم سلمة (رضي الله عنها).
قالت أم المؤمنين أم سلمة(رضي الله عنها) : لا تحزنني بخروجك إلى العراق فإني سمعت جدك رسول الله يقول : يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء وعندي تربتك في قارورة دفعها إليّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فقال الحسين(عليه السلام) ياأماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلماً وعدوانا وقد شاء الله عزوجل أن يرى حرمي ورهطي مشردين وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا.
قالت أم سلمة(رضي الله عنها) : واعجبا فأنى تذهب وأنت مقتول ؟!
قال ( عليه السلام ) : ياأماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا وإن لم اذهب في غد بعد غد وما من الموت والله بد وإني لأعرف اليوم الذي أقتل فيه والساعة التي أقتل فيها والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك وانظر إليها كما أنظر إليك وإن أحببت يا أماه أن أريك مضجعي ومكان أصحابي,فطلبت منه ذلك فأراها تربة أصحابه[1] . ثم أعطاها من تلك التربة وأمرها أن تحتفظ بها في قارورة فإذا رأتها تفور دما تيقنت قتله ! وفي اليوم العاشر بعد الظهر رأت القارورتين فإذا هما يفوران دما. [2]
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
1-مقتل الحسين للمقرم ص136 نقلاً عن مدينة المعاجز ص244 عن ثاقب المناقب لمؤلفه الجليل أبي جعفر محمد بن علي بن محمد المشهدي الطوسي كما في دار السلام للنوري ج1 ص102 وحكى في روضات الجنا ص593 نسبة الكتاب إليه عن كامل البهائي وعلى ما في دار السلام من ذكر روايته عن جعفر بن محمد الديويستي الراوي عن المفيد في سنة 401 يكون من أعلام القرن الخامس.
-الخرايج في باب معجزاته ومقتل العوالم ص47 . 2
تعليق