خروج الحسين(عليه السلام)/الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على اعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
وبعد:
ولكن ابن زياد سيطر على الوضع بالكوفة بالترهيب والترغيب والمال والخديعة حتى بقي مسلم بن عقيل(عليه السلام) وحيدا بلا ناصر ولا معين بعد تفرق الناس عنه , والتجائه إلى بيت المرأة الصالحة طوعة , وهجوم جيش ابن زياد عليه واشتداد بسالته في قتالهم لكنهم أوقعوه في الأسر بعد أن أثقلهم بالقتلى والجرحى وجيء به إلى ابن زياد فرأى على باب القصر قلة مبردة فقال اسقوني من هذا الماء فقال له ابن عمر الباهلي[1], لا تذوق منها قطرة وأدخلوه على ابن زياد ولم يسلم مسلم عليه فقال له الحرسي : ألا تسلم على الأمير ؟ قال له : اسكت انه ليس لي بأمير[2]فقال له ابن زياد : سلمت أو لم تسلم إنك مقتول[3] فقال مسلم(عليه السلام) : أن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني .
ثم أمر ابن زياد رجلا من أتباعه[4] أن يصعد به إلى أعلى القصر ويضرب عنقه ويرمي برأسه وجسده إلى الأرض , وأشرف بمسلم ذلك الرجل وضرب عنقه ورمى برأسه وجسده إلى الأرض ( رحمه الله ) فكان أول شهيد من الشهداء الثورة الحسينية .
ثم أمر ابن زياد بقتل هاني ابن عروة في مكان من السوق يباع فيه الغنم وهو مكتوف فقتل[5] وأمر ابن زياد بسحب مسلم وهاني بالحبال من أرجلهما في الأسواق .[6] وكان مسلم قد كتب إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأرسله مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته وانتظارهم لقدومه وفيه يقول : الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي[7] وفي كتاب أهل الكوفة للحسين , عجل القدوم يا ابن رسول الله فإن لك بالكوفة مائة ألف سيف فلا تتأخر .[8]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
[1] ( مقتل الحسين للمقرم ص161 نقلاً عن كامل ابن الأثير ج4 ص 126 حوادث سنة 71هجرية تاريخ الطبري ج 7 ص 185 حوادث سنة 71 هجرية الطبعة الأولى ) .
[2] ( نفس المصدر الأول نقلاً عن اللهوف ص 30 وتاريخ الطبري ج 6 ص 212 ) .
[3] ( نفس المصدر نقلاً عن المنتخب ص 300 ) .
[4] (نفس المصدر ص 163 ننقلا عن مقتل الخوارزمي ج 1 ص 213 )
[5] ( مقتل الحسين للمقرم نقلاً عن تاريخ الطبري ج 6 ص 214 ) .
[6] ( نفس المصدر نقلاً عن المنتخب ص 301 وتاريخ الخمس ج 2 ص 266) .
[7] ( نفس المصدر ص 148 نقلاً عن الطبري ج6 ص 210 )
[8] 17 ( نفس المصدر نقلاً عن ج 10 ص 185)
تعليق