بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد واله الطيبين الطاهرين :ضرورة التعبئة العلمية والاخلاقية : قال احد طلبة العلم ،
سالني شخص من عامة الناس في احد الايام عن الدليل على وجود الله سبحانه وتعالى ، ففكرت قليلا ثم رأيت أنه لاينبغي عليه هنا ان اتحدث هكذا من دون أي علم ،ثم يتبين للشخص على انني لااعرف شيئا ، فنتزعت نفسي من بداية الامر وقلت له :إن هذا ليس من ضمن اختصاصي .فهل هذا لائقا بطالب العلم ؟ اوليس من واجباته ارشاد من كان جاهلا بابسط معلومة عقائدية ؟ بل اوليس وجود الله تعالى وتوحيده اساس كل الدين واهم اصل في اصوله ؟ وان الكثير من مطالب اصول الدين يشعر الفرد ـ وحتى الكثير من اصحاب العلم ـ الحاجة الى التعلم سواء بالدراسة او بالمطالعة او بالمباحثة ، وكذلك الحال بالنسبة الى اكثر الاحكام الشرعية . كما نحن الان وفي كل وقت بامس الحاجة الى التعبئة العلمية للمعرفة الغزيرة لاغلب الاحكام الشرعية وخصوصا ما كان منها محل ابتلائنا ، وكذا الامر في الهداية والارشاد وتعلم وتعليم تلك الاحكام الشرعية ، وكذا مواجهة اصحاب المذاهب والملل الباطلة ذات الافكار المنحرفة . وكل هذا يعد من الواجب العيني التي يجب على كل فرد مسلم ان يسعى اليها ويتعلمها . لقد ورد في الاحاديث المأثورة عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم بقوله الشريف ( اطلبوا العلم ولوبالصين ) وهل تعلمون كم هي المسافة بين الحجاز والصين ، وكم هية صعوبة قطعها ، خصوصا في مثل تلك الايام ، ولغاية بالوصف لبعد هذه المسافة المتصورة حينذاك ،وذلك لاهمية العلم الشرعية والعرفية في حياة الانسان . ولاينبغي علينا كطلبة علوم ( كي يصدق علينا نحن طلبة علوم دينية ) ان نقتصر على الدرس والتدريس فترة من الزمن فحسب ـ وان كان كل هذا لاباس فيه ـ بل يجب على كل انسان مؤمن ان يتعلم ، الى جنبة دروسه ، كل الاحكام من حلال وحرام ،والاهم اضافة اليه أصول الدين والاخلاق والاداب الاسلامية .
فلا احد ان يتصور أن الاخلاق الاسلاميه جميعها علوم لااقتضائية ، فالكثير ما يعبر عنه اصطلاحا بالاخلاق بل انما هو من الواجبات ،ونقيضه من المحرمات ، فالتكبر مثلا والعجب ليس من المكروهات ـ بالمعنى الاخص ـ وانما هم من المحرمات وكذا المراء ـ وهو الجدل بالباطل ـ وغيره ما يوصف بالاخلاق الذميمة .
مثلا ، لو قال احد منا كلمة وكانت مطابقة لمعناه حقا ، وانه يعلم بانها كذلك ،ثم عارضه اخر ، فنوى رده ،فان كان الرد مجرد ليثبت به الغلبة او الفضيلة ،فهذا هو المرائي الذي اكدت عليه النصوص والروايات على حرمته مازال مصحوبا بهذه النية حتى وان كان لثبوت حق ودفع الباطل ،الا ان يكون الرد هدفه لاثبات الحق نفسه ،فلا خلاف في صحة ذلك ،وقد يكون واجبا عينيا . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .
تعليق