تويت
بسن الله الرحمن الرحيم
موقف العزاء والاخذ بيد المعزى عندما يكون بالتعايش مع المعزى واستشعار حزنه وألمه.. وليس بأن يكون المُعزي على هيئة المحاظر بما لايصح ولا يجوز .. فأن لكل مقام مقال ولكل مناسبة حديث .. وما يأتي في غير محله يكون ضرره اكثر من نفعه .. وقبل ان نستعرض الارشادات والنصائح في الاسلوب الامثل للتعزية لابد من الاشارة الى قول بعض الناس من ان هذا الكلام يخالف اوامر الدين الاسلامي والحث على الصبر على المصائب ومابه من الاجر والثواب الذي يناله الصابر والمحتسب .. وليس هو حالة تعايش واستغراق في خضم احزان المفجوع والمنكوب .. والا لصرنا جميعاً ضحية الجزع والأسى او على الاقل قمنا بفتح ذلك الباب لصاحب المصيبة ولاريب في صحة الحث على الصبر والنهي عن الوصول الى الجزع .. لما ورد في الروايات عن اهل البيت (عليهم السلام) من مزية الصبر في الخُلق الاسلامي ولما ترتقي بالانسان الى درجة القوة والشمم .. والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف على ما روي ولكن رد الاعتراض يكمن في ان البكاء لاينافي الصبر على ما ورد وماهو الا حالة انفعال عاطفي وتفريغ للنفس مما تكبته من الآلام والاحزان لو دام كبتها لتلك الاحزان لاصابها الضرر والاذى .. والدلَيل على ذلك بكاء الزهراء (عليها السلام) على ابيها (صلى الله عليه واله سلم) حتى عُدَتْ من البكائين وكذلك زين العابدين (عليه السلام) وبكاؤه على ابيه الحسين (عليه السلام) وقبلهم الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) الذي بكى ابنه ابراهيم وقال حينها ان القلب ليحزن والعين لتدمع ولكن لانقول ما يسخط الرب
... ::: جملة من النصائح والارشادات ::: ...
اولاً : لاتحاول ان ترفع المعنويات ذلك بأنك في عملك انما تزيد الطين بلة وتزيد من الآم المفجوع اذا قلت له مثلا : قليل من الشجاعة يااختي او يااخي قليلاً من الشجاعة يا اخي لاتيأس هكذا .. ان كان الزوج (مثلاً) الذي فقد شريكة حياته (وكان يحبها ) يشعرطبعاً بالاسى والحزن فاذا ما شئت ان ترفع معنوياته فانك تحمله على الاعتقاد بانك لاتقدر حق قدرها وقيمة الخسارة التي اصابته .. بل قل له صراحة : اجل انها لمحنةٌ قاسية انا اعرف ذلك جيداً فبذلك تجعله يفصح عن ألمه ويتغلب عليه فعبارة (لا تيأس ولاتحزن) تمنعه من اطلاق العنان لانفعال طبيعي وتسد الطريق على تلك القدرة من التنفيس التي هي هبه وهبها الله تعالى للمفجوع ..
ثانياً : لاتحاول ان (تلهيه )عن مصابه كثيرون من الناس عندما يقومون بتقديم التعازي يتجنبون قصداً الاشارة الى الغاية من زيارتهم فيروحون يثرثرون في شتى المواضيع عن الاوضاع الراهنة وعن اخبار الاقارب وهكذا يطرقون كل موضوع ممكن بإستثناء الموضوع الاساسي .. فإن من العبث محاولة تمويه الموت فالموت حق على كل مؤمن ومؤمنة وان من الواجب من يأتي معزياً مهما يكن مؤلماً وثقيلاً .. هذا الواجب هو قبل كل شيء مواجهة الموت وجهاً لوجه في حقيقته الملموسة وانه ليستحسن ان يلتزم المرء الصمت بدلاً من بذل الجهود الظاهرة لالهاء صاحب العزاء فهذا ليس ساذجاً .. وتراه عندما يخلو الى نفسه يرزح تحت وطأة الواقع التي تزداد ثقلا عندئذ ..
ثالثاً : لاتخش التحدث عن الفقيد .. يحاذر الاصدقاء ذوو النيات الحسنة استعادة ذكرى الفقيد ظناً منهم ان الاشارة الى ذلك امراً مخيف والحقيقة انك اذا شئت ان تكون معزياً حقيقياً فلا تتردد في التحدث عن الفقيد كما تتذكره عندما كان حياً يرزق فترسم بذلك صورة حيه تخفي صورة الموت ..
رابعاً : لاتخش ان تبعث على البكاء .. احتسب احد الرجال ابنه .. فقال له صديقه المعزي بضع كلمات حملت الدمع اليه واعترف الصديق من ثم امام احد رجال الدين وهو يروي على مسمعة ما حدث له بانه كان اخرق فكان جوابه ورده : لا انك مخطيء في اعتقادك هذا فلقد اتحت امام الرجل فرصة لتخفيف عن حزنه وألمه بالطريقة الطبيعية السليمة فلو انه حاول كبت ألمه في حضرتك لكان سيحس به اكثر وبصورة اشد بعد انصرافك .. الواقع انه لاشيء يجعل الناس اسوأ مايكون قدرة على التعزيه مثل الخوف من (التسبب في بكاء المفجوع ) فاذكر انك اذا تلفظت باقوال تبعث على ذرف الدموع فان هذه الدموع لهي نافعة ومفيدة .. ونحن اذا استلهمنا بعض هذه النصائح على الاقل عندما تنزل باصدقائنا وجيراننا مصيبة لاسامح الله تعالى فاننا يجب ان نكون لهم خير سند وعون ..
موقف العزاء والاخذ بيد المعزى عندما يكون بالتعايش مع المعزى واستشعار حزنه وألمه.. وليس بأن يكون المُعزي على هيئة المحاظر بما لايصح ولا يجوز .. فأن لكل مقام مقال ولكل مناسبة حديث .. وما يأتي في غير محله يكون ضرره اكثر من نفعه .. وقبل ان نستعرض الارشادات والنصائح في الاسلوب الامثل للتعزية لابد من الاشارة الى قول بعض الناس من ان هذا الكلام يخالف اوامر الدين الاسلامي والحث على الصبر على المصائب ومابه من الاجر والثواب الذي يناله الصابر والمحتسب .. وليس هو حالة تعايش واستغراق في خضم احزان المفجوع والمنكوب .. والا لصرنا جميعاً ضحية الجزع والأسى او على الاقل قمنا بفتح ذلك الباب لصاحب المصيبة ولاريب في صحة الحث على الصبر والنهي عن الوصول الى الجزع .. لما ورد في الروايات عن اهل البيت (عليهم السلام) من مزية الصبر في الخُلق الاسلامي ولما ترتقي بالانسان الى درجة القوة والشمم .. والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف على ما روي ولكن رد الاعتراض يكمن في ان البكاء لاينافي الصبر على ما ورد وماهو الا حالة انفعال عاطفي وتفريغ للنفس مما تكبته من الآلام والاحزان لو دام كبتها لتلك الاحزان لاصابها الضرر والاذى .. والدلَيل على ذلك بكاء الزهراء (عليها السلام) على ابيها (صلى الله عليه واله سلم) حتى عُدَتْ من البكائين وكذلك زين العابدين (عليه السلام) وبكاؤه على ابيه الحسين (عليه السلام) وقبلهم الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) الذي بكى ابنه ابراهيم وقال حينها ان القلب ليحزن والعين لتدمع ولكن لانقول ما يسخط الرب
... ::: جملة من النصائح والارشادات ::: ...
اولاً : لاتحاول ان ترفع المعنويات ذلك بأنك في عملك انما تزيد الطين بلة وتزيد من الآم المفجوع اذا قلت له مثلا : قليل من الشجاعة يااختي او يااخي قليلاً من الشجاعة يا اخي لاتيأس هكذا .. ان كان الزوج (مثلاً) الذي فقد شريكة حياته (وكان يحبها ) يشعرطبعاً بالاسى والحزن فاذا ما شئت ان ترفع معنوياته فانك تحمله على الاعتقاد بانك لاتقدر حق قدرها وقيمة الخسارة التي اصابته .. بل قل له صراحة : اجل انها لمحنةٌ قاسية انا اعرف ذلك جيداً فبذلك تجعله يفصح عن ألمه ويتغلب عليه فعبارة (لا تيأس ولاتحزن) تمنعه من اطلاق العنان لانفعال طبيعي وتسد الطريق على تلك القدرة من التنفيس التي هي هبه وهبها الله تعالى للمفجوع ..
ثانياً : لاتحاول ان (تلهيه )عن مصابه كثيرون من الناس عندما يقومون بتقديم التعازي يتجنبون قصداً الاشارة الى الغاية من زيارتهم فيروحون يثرثرون في شتى المواضيع عن الاوضاع الراهنة وعن اخبار الاقارب وهكذا يطرقون كل موضوع ممكن بإستثناء الموضوع الاساسي .. فإن من العبث محاولة تمويه الموت فالموت حق على كل مؤمن ومؤمنة وان من الواجب من يأتي معزياً مهما يكن مؤلماً وثقيلاً .. هذا الواجب هو قبل كل شيء مواجهة الموت وجهاً لوجه في حقيقته الملموسة وانه ليستحسن ان يلتزم المرء الصمت بدلاً من بذل الجهود الظاهرة لالهاء صاحب العزاء فهذا ليس ساذجاً .. وتراه عندما يخلو الى نفسه يرزح تحت وطأة الواقع التي تزداد ثقلا عندئذ ..
ثالثاً : لاتخش التحدث عن الفقيد .. يحاذر الاصدقاء ذوو النيات الحسنة استعادة ذكرى الفقيد ظناً منهم ان الاشارة الى ذلك امراً مخيف والحقيقة انك اذا شئت ان تكون معزياً حقيقياً فلا تتردد في التحدث عن الفقيد كما تتذكره عندما كان حياً يرزق فترسم بذلك صورة حيه تخفي صورة الموت ..
رابعاً : لاتخش ان تبعث على البكاء .. احتسب احد الرجال ابنه .. فقال له صديقه المعزي بضع كلمات حملت الدمع اليه واعترف الصديق من ثم امام احد رجال الدين وهو يروي على مسمعة ما حدث له بانه كان اخرق فكان جوابه ورده : لا انك مخطيء في اعتقادك هذا فلقد اتحت امام الرجل فرصة لتخفيف عن حزنه وألمه بالطريقة الطبيعية السليمة فلو انه حاول كبت ألمه في حضرتك لكان سيحس به اكثر وبصورة اشد بعد انصرافك .. الواقع انه لاشيء يجعل الناس اسوأ مايكون قدرة على التعزيه مثل الخوف من (التسبب في بكاء المفجوع ) فاذكر انك اذا تلفظت باقوال تبعث على ذرف الدموع فان هذه الدموع لهي نافعة ومفيدة .. ونحن اذا استلهمنا بعض هذه النصائح على الاقل عندما تنزل باصدقائنا وجيراننا مصيبة لاسامح الله تعالى فاننا يجب ان نكون لهم خير سند وعون ..
تعليق