إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(الحسين بن موسى الكاظم (عليه السلام))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (الحسين بن موسى الكاظم (عليه السلام))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    (الحسين بن موسى الكاظم (عليه السلام))

    *قال الشيخ المفيد في ( الإرشاد ): وكان لأبي الحسن موسى عليه السّلام سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى، منهم: عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، وإبراهيم، والعبّاس، والقاسم، لأمّهات أولاد.
    وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسين، لأمّ ولد..

    *أمّا الشيخ ابن شهرآشوب فقال في ( مناقب آل أبي طالب ) في أحوال وتواريخ الإمام الكاظم عليه السّلام: أولاده ثلاثون فقط، ويقال: سبعة وثلاثون. فأبناؤه ثمانية عشر: عليّ الإمام، وإبراهيم، والعبّاس، والقاسم، وعبدالله، وإسحاق، وعبيدالله، وزيد، والحسن، والفضل، من أمّهات أولاد..
    ***
    (الحسين بن موسى الكاظم (عليه السّلام))

    تحتضن مدينة « طَبَس » مرقداً من مراقد أهل البيت الأطهار عليهم السّلام، هو مرقد الحسين بن موسى الكاظم عليه السّلام أخي الإمام الرضا عليه السّلام ثامن أئمّة ..
    وتقع مدينة طَبَس إلى الجنوب الغربيّ من مدينة مشهد المقدّسة، وسط صحراء فسيحة تُدعى بـ « صحراء لُوط »، إلى الجنوب من مدينة « قايِن » التاريخيّة.

    ***
    *نمضي من مركز مدينة طبس باتّجاه الصحن الطاهر، يُعرف بـ « باب السلام » وهناك أبواب أخرى للصحن الشريف، منها « باب الرضا » يقع في الجانب الشرقيّ من الصحن في الاتجاه المقابل لمشهد الإمام الرضا عليه السّلام في خرسان. ويزجد باب آخر في أقصى الصحن، إلى الجانب الشرقيّ منه، يُدعى « باب الشهداء »، يقابله إلى الجانب الغربيّ من الصحن الطاهر باب آخر يُدعى « باب الحوائج »، تيمّناً بالإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام . ويقابل باب الرضا عليه السّلام باب يقع في الجانب الغربيّ من الصحن، يُدعى بـ « باب الغدير » .
    ***
    *تشير جملة من الاخبار إلى تاريخ تشييد المرقد الطاهر للحسين بن موسى (عليه السّلام) يرجع إلى القرن الخامس الهجري، وهناك صخرة من الرُّخام تُشير إلى تاريخ 444 هـ، وهو ما يُقارن فترة حكم الملك السلجوقي طغرك بيك ، ومع بداية انتشار التشيّع في إيران باعتباره المذهب الرسميّ للبلاد، أُعيد ترميم وإعمار المرقد الطاهر، وأضيف إليه الصحن وأعيد إعمار القبّة الشريفة وتعيين مجموعة من الأوقاف رُصدت عائداتها لتأمين نفقات المرقد الشريف ،وقد أُعيد حديثاً بناء المرقد الطاهر والصحن الملحق به.
    ***
    *تشير جملة من المصادر التاريخية، من جملتها الرسالة التي بعث بها الإمام أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) إلى عامل طبس في شهر شعبان لسنة 199 هـ، إلى أنّ الحسين بن موسى الكاظم عليه السّلام وُلد في أواخر القرن الثاني الهجري، وفي حدود سنة 178 هـ؛ فقد كان العلويّون والشيعة آنذاك مُلاحَقون من قِبل عمّال بني العبّاس، الأمر الذي دفع بالحسين ـ وكان حينذاك فتى صغيراً ـ إلى التواري والتخفيّ.
    ***
    *يقول النسّابة المعروف السيّد المرعشي النجفي رضي الله عنه في هذا الشأن:
    لظاهر من كتب الأنساب والمشجّرات أنّ الحسين بن موسى هو من أولاد الإمام موسى بن جعفر بلا فصل، وليس في هذا الأمر شكّ لدى علماء الأنساب. ويعتقد طائفة من النسّابة أنّ الحسين كان له عَقِب، وأنّ ذريّته قد عاشوا منذ تلك الفترة في نفس مدينة طبس.
    ***
    *وكان جماعة من أهل البيت ومن ولد الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام )قد لجأوا سرّاً إلى « شيراز » و « وَرامين » و « كاشْمَر »، و « طَبَس »، ثم استشهدوا في تلك المناطق على أيدي عمّال المأمون.
    ولمّا بلغ الإمامَ الرضا عليه السّلام أنّ أخاه الحسين سار إلى خراسان، كتب رسالةً إلى عامر بن زروامهر ( مَرزبان طبسين ) ـ وكان الإمام يثق به على الظاهر ـ للعثور على أخيه الحسين.

    ***
    *ومن خلال مطالعة سطور هذه الرسالة يتبيّن لنا جلالة قدر الحسين بن موسى ومنزلته عند أخيه الرضا (عليه السّلام) حيث كتب عليه السّلام إلى مرزبان طبس يُخبره أنّهم فقدوا غلاماً راهَقَ الحُلُم ابن اثنتي عشرة سنة ـ وهو (الحسين بن موسى) ـ وأنّ فقده قد أورث الإمام الرضا (عليه السّلام) الحزن والأسى، ثمّ يطلب عليه السّلام من مرزبان طبس ومن معه من أوليائه أن يبحثوا عن الحسين في تلك الناحية، وأن يتعاهدوه إن هم عثروا عليه أن يبرّوه ويلطفوا به ويُخبروا الإمام الرضا (عليه السّلام) بخبره إلى أن يردّ الله تعالى هذا الغلام المفقود إلى عائلته التي دخلها الاضطراب لفقده. ثمّ يختتم الإمام الرضا (عليه السّلام ) رسالته إلى مرزبان طبس بتذكيره ايّاه بالآية الكريمة
    إنّ اللهَ يأمُركُم أن تُؤدّوا الأماناتِ إلى أهلِها ، وفي ذلك إشارة إلى أنّ أهل البيت (عليه السّلام) ـ والحسينُ بن موسى منهم ـ أمانة إلهيّة مُستودَعة لدى الناس، وأنّ عليهم تَعاهدَ هذه الأمانة الكريمة حتّى يردّوها إلى أهلها(1).
    ***
    *وصفه الإمام الرضا (عليه السّلام) في رسالته إلى مرزبان طبس بأنّه أسمر اللون، طويل، في بياض عينه اليمنى نقطة حمراء، قاني الوجنتَين، سَبْط الشعر طويل الساعدَين.
    ***
    * روى الكشّيّ في رجاله بإسناده عن أبي عبدالله الحسين بن موسى بن جعفر، قال: كنتُ عند أبي جعفر [ الجواد ] (عليه السّلام ) بالمدينة وعنده عليّ بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: مَن هذا الفتى ؟ ـ وأشار إلى أبي جعفر (عليه السّلام )ـ قلتُ: هذا وصيّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
    قال: يا سُبحان الله! رسولُ الله صلّى الله عليه وآله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنة، وهذا حَدَث، كيف يكون هذا وصيَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟!
    قلتُ: هذا وصيّ عليّ بن موسى، وعليّ وصيّ موسى بن جعفر، وموسى وصيّ جعفر بن محمّد، وجعفر وصيّ محمّد بن عليّ، ومحمّد وصيّ عليّ بن الحسين، وعليّ وصيّ الحسين، والحسين وصيّ الحسن، والحسن وصيّ عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن أبي طالب وصيّ رسول( الله صلّى الله عليه وآله).
    قال: ودنا الطبيب ليقطع له العِرف، فقام عليّ بن جعفر فقال: يا سيّدي، يبدأ بي ليكون حدّة الحديد في قبلك. قال قلتُ: يَهنيك، هذا عمّ أبيه.
    قال: فقطع له العرق، ثمّ أراد أبو جعفر (عليه السّلام) النهوض، فقام عليّ بن جعفر عليه السّلام فسوّى له نعلَيه حتّى يلبسهما(2).
    ***
    *وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السّلام بإسناده عن الحسين بن موسى بن جعفر (عليه السّلام)، قال:
    خرجنا مع أبي الحسن الرضا عليه السّلام إلى بعض أملاكه في يومٍ لا سحاب فيه، فلمّا برزنا قال: حَمَلتم معكم المَماطِر ؟ قلنا: لا، وما حاجتُنا إلى المَماطر وليس سحاب ولا نتخوّف المطر ؟! فقال: لكنّي حَمَلتُ وستُمطَرون.
    قال: فما مَضَينا إلاّ يسيراً حتّى ارتفعت سحابةٌ ومُطِرنا حتّى أهَمَّتنا أنفسُنا، فما بقي منّا أحدٌ إلاّ ابتلّ(3)
    .
    ***
    *وروى الكليني بإسناده عن الحسين بن موسى، قال:
    كان أبو الحسن عليه السّلام مع رجالٍ عند قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله، فنظر إليه وقد أخذ الحنّاء من يدَيه، فقال بعض أهل المدينة: أما تَرَون إلى هذا كيف أخذ الحنّاء من يدَيه! فالتفت إليه فقال له: فيه ما تَخبره وما لا تَخبره، ثمّ التفت إليّ فقال: إنّه من أخذ من الحنّاء بعد فراغه من إطلاء النورة من قَرنه إلى قدمَيه، أمِن من الأدواء الثلاثة: الجنون والجُدَام والبرص
    (4).
    ***
    * الكليني أيضاً بإسناده عن الحسين بن موسى، عن أمّه وأم أحمد بنت موسى قالتا: كنّا مع أبي الحسن عليه السّلام بالبادية ونحن نريد بغداد، فقال لنا يوم الخميس: اغتسلا اليوم لغدٍ يوم الجمعة، فإنّ الماء بها غداً قليل. فاغتسلنا يوم الخميس ليوم الجمعة(5).
    ***
    *اختلف علماء الأنساب في عقب الحسين بن موسى، فمنهم من قال: إنّه لم يعقب، ومنهم من ذكر أنّه أعقب، وأن نسبه ينتهي إلى عبدالله وأحمد ابنَي محمّد بن عبدالله بن عمر بن أحمد ابن الحسين بن موسى، ولهما ( لعبدالله وأحمد ) عقب في طبس، منهم أبو طالب العالم الشاعر ابن أحمد المذكور(6).

    ***
    --------------------------------

    1-مكاتيب الإمام الرضا عليه السّلام 209 ـ 210 / الرقم 157.

    2 ـ رجال الكشّي 728:2 ـ 729 / الرقم 804. معجم رجال الحديث، للسيّد الخوئي 317:12.
    3 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام 221:2 / ح 37 ـ باب دلالات الرضا عليه السّلام.
    4 ـ الكافي للكليني 509:6 / ح 5 ـ باب الحّنّاء بعد النورة.
    5ـ الكافي 42:3 / ح 6.
    6 ـ الفخري، لعزيز الدين المروزي الأزوقاني 2؛ منتقلة الطالبيّة، للنسّابة ابن طباطبا 218 ـ 219؛ عمدة الطالب، لابن عنبة 178.
    التعديل الأخير تم بواسطة هدى الاسلام ; الساعة 05-04-2015, 05:44 PM. سبب آخر:
يعمل...
X