إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فيلسوفٌ وشهيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلسوفٌ وشهيد

    فيلسوفٌوشهيد



    تقريرٌ
    يسلط الضوء على خيال طيف السيرة العطرة لفيلسوف الأمة الإسلامية وشهيدها سماحة آية الله العظمى
    السيد محمد باقر الصدر ((قدس سره الشريف))


    للمستشار القانوني
    رامي احمد الغالبي

    امين سر رابطة المستشارين القانونيين




    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))

    سورة الأحزاب : 23


    الإهداء

    إلى فيلسوف الإمة وشهيدها ,الذي لم تنجب دنيا الإسلام المعاصر افضل منه.
    كتبت بخجلٍ هذه الكلمات القصار التي لم تسلط الضوء إلا على خيال طيف سيرتك العطرة.
    فأرجو الله ان اكون قد وفقت في ما كتبته.



    المقدمة

    الحمد لله والحمد حقه حمداً كثيراً دائماً ابدا لا تحصي له الخلائق عددا, وصلاته وسلامه على خير خلقه محمدا, وعلى آله الطيبين الطاهرين صلاة وسلاما دائماً سرمدا.
    اما بعد.
    لا يخفى على كل متتبعٍ لسيرة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره), ما لهذه الشخصية الفذة من رصيدٍ ضخمٍ في كافة الأصعدة المعرفية, فليس بالغريب ان يبتدأ الباحث متعثراً في ايجاد كلماتٍ تتناسب والمقام الكريم لشهيدنا المفدى, فاللسان عاجزٌ لا محال ولولا الاستعانة بالله والتوكل عليه, لما استطعنا ان نبتدأ بهذه المقدمة الموجزة بحق فيلسوف الأمة وشهيدها.
    اذ ان بصمته (قدس سره) في الواقع العلمي واضحة المعالم الى يومنا هذا, ليس في العراق فحسب بل في اغلب انحاء العالم العلمي, فقد جمع بإمتيازٍ فائقٍ بين العبقرية الفذّة والعقليّة الكبيرة، وبين الروح المتسامية والأخلاقية المتواضعة.
    ففي المعادلات الطبيعية عندما يتضخّم العقل المعرفي تتراجع القيم الأخلاقية في نفس الإنسان؛ حيث يشعر المرء بعظمته وعلوّ شأنه، ويترتّب على هذه الحالة الشائعة استخفافٌ بالنمط الفكري لدى الطرف الآخر، والتسرّع في إصدار الحكم بشأنه وعدم إنصافه، بل واحتقاره والسخرية منه.
    وعليه فإنّ الجمع بين العبقرية العقليّة والتواضع العلمي يعدّ أمراً في غاية التعقيد والصعوبة، كما أنّه في الوقت نفسه مؤثّر جداً في الإنتاج الصحيح للعلم.
    هذا من الجانب العلمي, اما الجانب الحركي فقد كان شهيدنا المفدى (قدس سره) الوحيد في عصره الذي اعطى ترجماناً حقيقياً لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في العراق, فقد افتى جهاراً نهارا, بمقارعة الطاغية وحرمة الإنتساب إلى حزبه الكافر, معلناً البداية الحقيقية لسقوط الطاغية, وهذا ما حدث بالضبط.
    حيث ان تأريخ 9/4/1980م, لم يكن تأريخ استشهاد ((محمد باقر الصدر واخته الطاهرة بنت الهدى)) بل كان تأريخ سقوط عرش الطاغية هدام اللعين, إلا ان الارادة الإلهية شاءت أن يكون سقوطه إلى 9/4/2003م.
    كذب الموت ان صدرنا مخلدُ كلما مر الزمان ذكره يتجددُ, نعم ابا جعفرٍ, ذكراك كجدك الإمام الحسين (عليه السلام) تتجدد كل عامٍ متأسين بك وبأختك الطاهرة النقية التقية, التي سارت على نهج امها الزهراء ومولاتها زينب الحوراء (عليهما السلام).
    كما وتقتضي الأمانة العلمية أن أؤكد انه ليس لي من فضلٍ في هذا البحث الموجز إلا إبراز ما دونه تلامذة واحباء ومريدي السيد الشهيد (قدس سره), الذين تشرفت بتقرير وتدوين ومتابعة كتاباتهم النيرة.
    وإن كان لي من إضافةٍ في هذا المجال ، فهو جهد المقل الذي لا يكاد يذكر ، وحسبي أني جمعت المقالات والتقريرات بقدر ما استطعت للخروج بهذا البحث اليسير.
    وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلِ اللهم على خير خلقك ابا الزهراء محمد الأمين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا.


    ولادته ونشأته:

    ولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في مدينة الكاظمية المقدسة في (الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ)، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الإسلام البارزين.
    وكان جده لأبيه وهو السيد إسماعيل الصدر، زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
    أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.
    بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته.

    دراسته وأساتذته:

    تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية المقدسة وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ.
    بدأ بدراسة المنطق وهو في سن الحادية عشرة من عمره، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية.
    في بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأصول عند أخيه السيد إسماعيل الصدر، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه: إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم.
    في سنة 1365 هـ. هاجر شهيدنا المفدى من الكاظمية المقدسة إلى النجف الأشرف، لإكمال دراسته، وتتلمذ عند شخصيتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره)، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره).
    أنهى دراسته الفقهية عام 1379 هـ والأصولية عام 1378 هـ. عند آية الله السيد الخوئي (قدس سره).
    بالرغم من أن مدة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز (17 أو 18 عاماً)، إلا أنها من حيث نوعية الدراسة تعدّ فترة طويلة جداً، لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامه ليلاً, كان يتابع البحث والتفكير، حتى عند قيامه وجلوسه ومشيه.

    تدريسه:

    بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول (بتأريخ 12 / جمادى الآخرة / 1378 هـ), وأنهاها بتأريخ ( 12 / ربيع الأول / 1391هـ)، وشرع بتدريس الدورة الثانية في ( 20 رجب من نفس السنة، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة 1381هـ).
    وخلال هذه المدة استطاع شهيدنا المفدى أن يربي طلاباً امتازوا عن الآخرين من حيث العلم والأخلاق والثقافة العامة، لأن تربية السيد الصدر لهم ليس منحصرة في الفقه والأصول، بل أنّه يلقي عليهم في أيام العطل والمناسبات الأخرى محاضراته في الأخلاق، وتحليل التأريخ، والفلسفة، والتفسير لذا أصبح طلابه معجبين بعلمه وأخلاقه، وكماله إلى مستوىً منقطع النظير، ولهذا حينما يجلس السيد بين طلابه يسود بينهم جو مليء بالصفاء والمعنوية.


    طلابه:
    من أبرز طلابه ما يأتي ذكرهم:
    1 . آية الله السيد كاظم الحائري.
    2 . آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
    3 . آية الله السيد محمد باقر الحكيم.

    سيرته وأخلاقه :
    ان السيرة العطرة لشهيدنا المفدى تفوق هذا البحث الا اننا نستطيع ان نسلط الضوء على اهم مميزاته وصفاته (قدس سره) وهي :
    1 . حبه وعاطفته:
    إن من سمات شخصية السيد الشهيد (قدس سره) تلك العاطفة الحارة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة، تراه يلتقيك بوجه طليق، تعلوه ابتسامة تشعرك بحب كبير وحنان عظيم، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره، وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة، وكان سماحته يقول: إذا كنا لا نسع الناس بأموالنا فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا؟
    2 . زهده :
    لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا، لأنه كان لا يملك شيئاً منها، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته، فصار الزهد خياره القهري، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه. وكأنه يقول (يا دنيا غري غيري): فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله لم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير (آنذاك)، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يحبونه ويودونه، لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه.
    3 . عبادته:
    من الجوانب الرائعة في حياة السيد الصدر (قدس سره) هو الجانب العبادي، ولا يستغرب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات.
    وكانت السمة التي تميّز تلك العبادات هي الإنقطاع الكامل لله سبحانه وتعالى، والإخلاص والخشوع التامين، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات، إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين.
    4 . صبره وتسامحه:
    كان السيد الصدر أسوة في الصبر والتحمل والعفو عند المقدرة فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال، وكان يصفح عمن أساء إليه بروح محمديّة.
    5 . نبوغه:
    كانت علائم النبوغ بادية على وجهه منذ طفولته، وعلى سبيل المثال نذكر هذه القصة التي حدثت في بداية الحياة الدراسية للسيد الصدر وكان السيد الصدر يدرس عند الشيخ محمد رضا آل ياسين، وحينما وصل الأستاذ في بحثه إلى مسألة أن الحيوان هل يتنجس بعين النجس، ويطهر بزوال العين، أو لا يتنجس بعين النجس؟
    فذكر الشيخ آل ياسين أن الشيخ الأنصاري ذكر في (كتاب الطهارة) : أنه توجد ثمرة في الفرق بين القولين تظهر بالتأمل، ثم أضاف الشيخ آل ياسين: إن أستاذنا المرحوم السيد إسماعيل الصدر حينما انتهى بحثه إلى هذه المسألة، طلب من تلاميذه أن يبيّنوا ثمرة الفرق بين القولين، ونحن بيّنا له ثمرة في ذلك، وأنا أطلب منكم أن تأتوا بالثمرة غداً بعد التفكير والتأمل.
    وفي اليوم التالي حضر السيد الصدر قبل الآخرين عند أستاذه، وقال له: إنّي جئت بثمرة الفرق بين القولين، فتعجب الشيخ آل ياسين من ذلك كثيراً، لأنه لم يكن يتصور أن حضور تلميذه إلى الدرس حضوراً اكتسابيا، وإنما هو حضور تفنني.
    فبين شهيدنا الصدر ثمرة الفرق بين القولين، وحينما انتهى من بيانه دهش الأستاذ من حِدّة ذكاء تلميذه ونبوغه، وقال له: أعد بيان الثمرة حينما يحضر بقية الطلاب، وحينما حضر الطلاب سألهم الشيخ: هل جئتم بثمرةٍ ؟ ,, فسكت الجميع ولم يتكلم أحد منهم، فقال الأستاذ: إن السيد محمد باقر قد أتى بها، وهي غير تلك التي بيّناها لأُستاذنا السيد إسماعيل الصدر.
    ثم بيّن السيد الشهيد الصدر ما توصل إليه من ثمرة الفرق بين القولين، وقد نفذ السيد بنبوغه هذا إلى صميم القلوب بصفته شخصية علمية وفكرية بارزة، وحاز على اعتراف فضلاء وعلماء الحوزة العلميّة.

    مواقفه ضد نظام البعث الحاكم في العراق :

    للسيد مواقف مشرفة كثيرة ضد النظام العراقي العميل نوجزها بما يلي:
    1 . في عام 1969 م، وفي إطار عدائها للإسلام، حاولت زمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية آية العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) من خلال توجيه تهمة التجسس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم، الذي كان يمثل مفصلا مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها، فكان للسيد الشهيد الموقف المشرف في دعم المرجعية الكبرى من جانب، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر، فأخذ ينسق مع المرجع السيد الحكيم (قدس سره) لإقامة اجتماعٍ جماهيري حاشد، ويعبر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية وامتدادها في أوساط الأمة، وقوتها وقدرتها الشعبية وحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان حاشداً ومهيباً ضمّ كل طبقات المجتمع العراقي وأصنافه.
    ولم يقف دعمه عند هذا الحد، بل سافر إلى لبنان ليقود حملة إعلامية مكثفة دفاعاً عن المرجعية، حيث قام بإلقاء خطاب استنكر فيه ما يجري على المرجعية في العراق، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي ألصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت.
    2 . في صباح اليوم الذي قرر سماحة آية العظمى السيد الخميني (قدس سره )، مغادرة العراق إلى الكويت قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت السيد لتوديعه، بالرغم من الرقابة المكثفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله، وفي الصباح ذهب لزيارته، ولكن للأسف كان السيد قد غادر قبل وصوله بوقت قليل.
    والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
    3 . بعد حادثة اغتيال الشهيد (مرتضى مطهري) في إيران على أيدي القوات المضادة للثورة الإسلامية في إيران، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة.
    4 . ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران (1399 هـ، 1979 م)، إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من إيران، ومنها برقية السيد الخميني (قدس سره)، علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي.


    وكان من حق السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب، فمن هو في وضعه لا يُتوقع منه جواباً على برقية، لكن لم يسمح له إباؤه فعبّر عن دعمه المطلق، وتأييده اللامحدود للسيد الخميني ( قدس سره), والثورة الإسلامية الفتية المباركة، مسجلاً بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر.
    5 . تصدى (قدس سره) إلى الإفتاء بحرمة الإنتماء لحزب البعث، حتى لو كان الإنتماء صورياً، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك، وحزب البعث في أوج قوته وكان ذلك جزءاً من العلة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده.



    رسالتان متبادلاتنا بين طاغية العصر والشهيد الصدر (قدس سره)

    نص رسالة الطاغية صدام

    لعلك تعلم ان مبادئ حزبنا منبثقة عن روح الإسلام وان شعاراتنا التي نطرحها هي شعارات ذلك الدين السمح لكن بلغة العصر .
    وان الذي نريد تطبيقه على واقع الحياة في وقتنا هذا هو أحكام الشريعة الغراء ولكن بلون متطور رائد يلائم هذه الحياة الصاعدة .
    واننا نحب علماء الإسلام وندعمهم ما داموا لا يتدخلون في ما لا يعنيهم من شؤون السياسة والدولة ولا ندري بعد ذلك لماذا حرّمتم حزبنا على الناس؟ ولماذا دعوتم الى القيام ضدنا؟ ولماذا أيدتم أعداءنا في إيران؟ وقد أنذرناكم ونصحنا لكم واعذرنا إليكم في هذه الأمور جميعاً غير إنكم أبيتم وأصررتم ورفضتم الا طريق العناد مما يجعل قيادة هذه الثورة تشعر بأنكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وأنتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها.
    وقد اقترحت رأفة بكم ان نعرض عليكم أموراً ان أنتم نزلتم على رأينا فيها أمنتم حكم القانون وكان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة والجاه الكبير والمنزلة الرفيعة لدى الدولة ومسؤوليها تُقضى بها كل حاجاتكم وتُلبى كل رغباتكم، وان أبيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم سارياً عليكم مهما كانت الأحوال وأمورنا التي نختار منها ثلاثة لا يكلفكم تنفيذها اكثر من سطور قليلة يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسمية وحديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعودوا بعد ذلك مكرمين معززين من حيث أنتم أتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم والتكريم ما لم تره عيونكم وما لم يخطر على بالكم. - أول تلك الأمور هو ان تعلنوا عن تأييدكم ورضاكم عن الحزب القائد وثورته المظفرة.
    ثانيهما ان تعلنوا تنازلكم عن التدخل في الشؤون السياسية وتعترفوا بأن الإسلام لا ربط له بشؤون الدولة.
    ثالثهما ان تعلنوا تنازلكم عن تأييد الحكومة القائمة في ايران وتظهروا تأييدكم لموقف العراق منها
    ,وهذه الأمور كما ترون يسيرة التنفيذ، كثيرة الاثر، جمة النفع لكم من قبلنا، فلا تضيعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم.

    الملفات المرفقة

  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    محمد باقرالصدر في حياة محمد حسين فضل الله:

    قال : عندما جئت إلى لبنان، لم تكن الحرب الأهلية قد بدأت، فكانت أول سنة سافرت فيها إلى لبنان، في عام 1952، وقد شاركت في تأبين المرحوم السيد محسن الأمين، وشاركت بقصيدة في أربعينه، الى أن قال .... ثم عدت إلى النجف وأكملت دراستي الحوزوية على مستوى الخارج، حيث تتلمذت في هذه المرحلة على أستاذنا السيد أبو القاسم الخوئي، والشيخ حسين الحلي، والسيد محسن الحكيم.

    وهكذا التقيت بالشهيد السيد محمد باقر الصدر، الذي كانت علاقتي بأخيه السيد اسماعيل الصدر قويةً، وكذلك كانت علاقتي مع آل الصدر بالمستوى الحميم جداً، وأذكر أنه طلب مني تقريرات ما كتبته من بحث درس السيد الخوئي، وقال: إنني أريد أن أثبت للسيد الخوئي أن في العرب فضلاء. وأخذ مني التقرير وأقرأه للسيد الخوئي، وكما ذكر لي، كان انطباع السيد الخوئي جيداً حول هذا الموضوع. وانطلقنا معاً في الحركة الإسلامية في النجف من خلال هذا التجمع الإسلامي الحركي الذي كان يضم نخبةً من الشباب المؤمن المجاهد، كالمرحوم عبد الصاحب دخيّل، والمرحوم أبو حسن السبيتي، والسيد مهدي الحكيم... إلى آخره، وكان الشهيد الصدر هو المنظِّر للحركة الإسلامية، وكنا معاً في الإشراف على مجلة الأضواء التي كانت تصدر باسم جماعة علماء النجف الأشرف، وكان السيد الشهيد الصدر يكتب الافتتاحية الأولى بعنوان "رسالتنا"، وكنت أكتب الافتتاحية الثانية بعنوان "كلمتنا".وهكذا كنا نعيش هذا الجو الإسلامي الحركي الذي كان يؤكد أن الإسلام قاعدة للفكر والعاطفة والحياة.
    *********************
    حديث الشريف «إذا مَات العالِم ثُلِمَ في الإسلام ثُلمَةً لاَ يَسُدُّها شَيء»

    ***********
    الاخ الفاضل-الغالبي-

    دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

    يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

    تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي.....
    ***


    تعليق


    • #3
      تشرفت بك اختاه هدى الاسلام ولمرورك المبارك علينا, قدس الله روح فيلسوفنا الشهيد محمد باقر الصدر واخته الطاهرة بنت الهدى

      تعليق


      • #4
        فيلسوفٌ وشهيد
        تقريرٌ يسلط الضوء على خيال طيف السيرة العطرة لأية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر ((قدس سره الشريف))


        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5



          باقرالصدر منا سلاما

          اي باغا سقاك الحماما

          انت ايقظتنا كيف تغفوا


          انت اقسمت ان لن تناما

          تعليق

          يعمل...
          X