بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
قصة ونموذج من غيرة النساء ..
غيرة النساء أمر كثر الكلام فيه هل أنه امر بالفطرة أم أنه سلوك أكتسبه الإنسان مثله مثل الكثير من السلوك المتعلم حتى أصبح عادة سيئة وتقليد تحاول أن تسير عليه النساء . بينما الحق هو ما ورد في الكافي ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : في حديث قال : (( والغيرة للرجال ، و لذلك حرم على المرأة إلا زوجها و أحل للرجل أربعا فإن الله أكرم من أن يبتليهن بالغيرة و يحل للرجل معها ثلاثا )) .
وسوف ننقل قصة ونموذج من الغيرة وقعت مع زوجة الإمام الجواد عليه السلام ترويها زوجته أم الفضل بنت المأمون العباسي - وينقلها الفقيه المحدث والمفسر الكبير قطب الدين الراوندي في كتابه الخرائج والجرائح ج1 - فتقول :
(( بينا أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة ، فقلت : من أنت ؟ وكأنها قضيب بان أو غصن خيزران قالت : أنا زوجة لابي جعفر . قلت : من أبو جعفر ؟ قالت : محمد بن الرضا عليهما السلام وأنا امرأة من ولد عمار بن ياسر . قالت : فدخل علي من الغيرة ما
لم أملك نفسي ، فنهضت من ساعتي ، فصرت إلى المأمون ، وقد كان ثملا من الشراب ، وقد مضى من الليل ساعات ، فأخبرته بحالي وقلت : إنه يشتمني ويشتمك ، ويشتم العباس وولده ، قالت : وقلت ما لم يكن . فغاضه ذلك مني جدا ، ولم يملك نفسه من السكر ، وقام مسرعا فضرب بيده إلى سيفه ، وحلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده ، وصار إليه . قالت : فندمت عند ذلك ، وقلت في نفسي : ما صنعت ، هلكت وأهلكت . قالت : فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع ، فدخل إليه ، وهو نائم ، فوضع فيه السيف ، فقطعه قطعة قطعة ، ثم وضع السيف على حلقه فذبحه ، وأنا أنظر إليه وياسر الخادم ، وانصرف وهو يزبد مثل الجمل . قالت : فلما رأيت ذلك هربت على وجهي حتى رجعت إلى منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلى أن أصبحت . قالت : فلما أصبحت دخلت إليه وهو يصلي ، وقد أفاق من السكر ، فقلت له : يا أمير المؤمنين هل تعلم ما صنعت الليلة ؟ قال : لا والله ، فما الذي صنعت ؟ ! ويلك قلت : فإنك صرت إلى ابن الرضا عليهما السلام وهو نائم ، فقطعته إربا إربا وذبحته بسيفك ، وخرجت من عنده ، قال : ويلك ما تقولين ؟ ! قلت : أقول ما فعلت . فصاح : يا ياسر ، وقال : ما تقول هذه الملعونة ويلك قال : صدقت في كل ما قالت . قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، هلكنا وافتضحنا ، ويلك يا ياسر بادر إليه فائتني بخبره . فركض إليه ، ثم عاد مسرعا فقال : يا أمير المؤمنين البشرى ! قال : فما وراك ؟ قال : دخلت إليه ، فإذا هو قاعد يستاك ، وعليه قميص ودواج فبقيت متحيرا في أمره ، ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شيء من الاثر ، فقلت له : أحب أن تهب لي هذه القميص الذي عليك أتبرك به . فنظر إلي وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك فقال
:أكسوك كسوة فاخرة . فقلت : لست أريد غير هذا القميص الذي عليك . فخلعه وكشف لي بدنه كله ، فو الله ما رأيت أثرا . فخر المأمون ساجدا ، ووهب لياسر ألف دينار ، وقال : الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه ....... الخ )) . الى اخر القصة وما فيها من كرامة للإمام الجواد عليه السلام ..
وهذه القصة تظهر كرامة من كرامات الإمام الجواد عليه السلام .
ولكن السؤال هو : لو لم يكن هذا الرجل الامام الجواد وكان غيره ، فإنه قد قتل بسبب هذه الغيرة المفرطة التي لم تراقب فيها هذه المرأة الله ولقتلت رجلاً بريئاً بسبب هذه الغيرة .
ولذلك ورد في الكافي عن أبى عبدالله عليه السلام قال : (( ان الله عز وجل لم يجعل الغيرة للنساء ، وانما تغار المنكرات منهن ، فأما المؤمنات فلا ، انما جعل الله الغيرة للرجال لأنه احل للرجال أربعا وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة الا زوجها فاذا ارادت معه غيره كانت عند الله زانية )) .
وهناك الكثير من القصص والنماذج عن غيرة النساء وما فعلت بهن وما فعلت في بيوتهن وما فعلت بحياتهن ، فعلى المرأة أن لا تدفعها غيرتها إلى ما يحرم عليها ولا تجترأ أكثر وتفعل الأفاعيل وترتكب الأباطيل والمحرمات ..
وفق الله المؤمنات للخير وللرفق بأزواجهن وعدم المبالغة والافراط في الغيرة ..
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف ألأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
تعليق