بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
الحر الرياحي يضايق الحسين ( عليه السلام ) في الطريق :
وسار الإمام الحسين ( عليه السلام ) حتى نزل شراف طلع عليهم الحرالرياحي مع ألف فارس بعثه ابن زياد ليحبس الحسين(عليه السلام) عن الرجوع إلى المدينة أينما يجده أو يقدم به الكوفة فوقف الحر وأصحابه مقابل الحسين في حر الظهيرة[1].
فلما رأى سيد الشهداء ما بالقوم من العطش أمر أصحابه أن يسقوهم ويرشفوا الخيل فسقوهم وخيولهم عن آخرهم . ثم أخذ القوم يملأون القصاع والطاس ويدنونها من الفرس فإذا عب فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت وسقي آخر حتى سقوا الخيل كلها [2].
وكان علي بن الطعان المحاربي مع الحر فجاء آخرهم وقد أضربه العطش فقال الحسين(عليه السلام) :انخ الراوية وهي الجمل بلغة الحجاز ولما أراد أن يشرب جعل الماء من السقاء فقال له (ريحانة الرسول) أخنت السقاء فلم يدر ما يصنع لشدة العطش فقام (عليه السلام) بنفسه وعطف السقاء حتى ارتوى وسقى فرسه.
وهذا لطف وحنان من أبي الضيم على هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة التي تعز فيها الجرعة الواحدة وهو عالم بحراجة الموقف ونفاذ الماء وإن غدا دونه تسيل النفوس ولكن العنصر النبوي والكرم العلوي لم يتركا صاحبها إلا أن يجوز الفضل وبعد كل هذا قال الحر إني أمرت أن لا أفارقك إذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد.
فقال الحسين(عليه السلام):الموت أدنى إليك من ذلك وأمر أصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف إلى المدينة فقال الحسين(عليه السلام) للحر )ثكلتك أمك ما تريد منا؟).
قال الحر:أما لو غيرك من العرب يقولها وهو على مثل هذا الحال ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما أقدر عليه.
ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة حتى أكتب إلى ابن زياد فلعل الله أن يرزقني العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
[1] مقتل الحسين للمقرم ص182 نقلاً عن مقتل الخوارزمي في ج1 ص230.
[2] نفس المصدر نقلاً عن تاريخ الطبري ج6 ص226 والطاس جمع طس(طبقات البحرين للنبيذي ص50،وأما طست مجمعه طسات).
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
الحر الرياحي يضايق الحسين ( عليه السلام ) في الطريق :
وسار الإمام الحسين ( عليه السلام ) حتى نزل شراف طلع عليهم الحرالرياحي مع ألف فارس بعثه ابن زياد ليحبس الحسين(عليه السلام) عن الرجوع إلى المدينة أينما يجده أو يقدم به الكوفة فوقف الحر وأصحابه مقابل الحسين في حر الظهيرة[1].
فلما رأى سيد الشهداء ما بالقوم من العطش أمر أصحابه أن يسقوهم ويرشفوا الخيل فسقوهم وخيولهم عن آخرهم . ثم أخذ القوم يملأون القصاع والطاس ويدنونها من الفرس فإذا عب فيها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت وسقي آخر حتى سقوا الخيل كلها [2].
وكان علي بن الطعان المحاربي مع الحر فجاء آخرهم وقد أضربه العطش فقال الحسين(عليه السلام) :انخ الراوية وهي الجمل بلغة الحجاز ولما أراد أن يشرب جعل الماء من السقاء فقال له (ريحانة الرسول) أخنت السقاء فلم يدر ما يصنع لشدة العطش فقام (عليه السلام) بنفسه وعطف السقاء حتى ارتوى وسقى فرسه.
وهذا لطف وحنان من أبي الضيم على هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة التي تعز فيها الجرعة الواحدة وهو عالم بحراجة الموقف ونفاذ الماء وإن غدا دونه تسيل النفوس ولكن العنصر النبوي والكرم العلوي لم يتركا صاحبها إلا أن يجوز الفضل وبعد كل هذا قال الحر إني أمرت أن لا أفارقك إذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد.
فقال الحسين(عليه السلام):الموت أدنى إليك من ذلك وأمر أصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف إلى المدينة فقال الحسين(عليه السلام) للحر )ثكلتك أمك ما تريد منا؟).
قال الحر:أما لو غيرك من العرب يقولها وهو على مثل هذا الحال ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما أقدر عليه.
ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردك إلى المدينة حتى أكتب إلى ابن زياد فلعل الله أن يرزقني العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
[1] مقتل الحسين للمقرم ص182 نقلاً عن مقتل الخوارزمي في ج1 ص230.
[2] نفس المصدر نقلاً عن تاريخ الطبري ج6 ص226 والطاس جمع طس(طبقات البحرين للنبيذي ص50،وأما طست مجمعه طسات).
تعليق