بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
ضرورة أن نفهم أن بين الأفراد هناك فروق فردية ..
الفروق الفردية بين الأفراد أمر قد يغيب عن ذهن الكثير ، وقد لا يكون للكثير معرفة ودراية بأن هناك فوارق جسمية وعقلية ونفسية متعددة وكثيرة بين الأفراد وحتى في الأسرة الواحدة أو في داخل الصف الدراسي الواحد . فنرى بأنه هناك القصير والطويل ونرى أيضاً أن هناك الموهوب الذكي وغيره متوسط الذكاء وثالث قليل الذكاء وضعيف ، وهذا الأمر قد يغيب عن الكثير من المعلمين والمدرسين فنراه يعاتب قليل الذكاء ويريد منه أن يصل إلى مستوى زميله صاحب الذكاء العالي وكأن الأمر بيد هذا الطالب المسكين . وكذلك قد يغيب عن الاباء والأمهات فيوجهون اللوم لأبنائهم ويطلبون من بعض أبنائهم أن يكونوا مثل أخوتهم الآخرين وبمستواهم العلمي والدراسي .
ولقد أنتبه علم النفس الحديث لهذه المسألة وأجرى الكثير من الدراسات والبحوث حتى تمخض عن كل هذه الدراسات ولادة ونشوء علم جديد من علوم النفس المختلفة وهو ما أسموه بـ( علم النفس الفارق ) وهو يبحث في الفروقات بين الأفراد ، وتتحدد مجالات هذا العلم بالمجالات التالية :
1 – قياس الذكاء .
2 – قياس الشخصية .
3 – قياس القدرات الخاصة .
وتعريف الفروق الفردية كما يذكره الدكتور عطوف محمود ياسين في كتابه ( اختبارات الذكاء والقدرات العقلية بين التطرف والاعتدال ) هو : (( إن الفروق الفردية هي الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة في صفة أو أخرى جسمية أو عقلية أو نفسية ، وقد يكون مدى هذه الفروق صغيراً أو كبيراً )) .
وهو يرى أن هناك نوعين رئيسيين للاختلاف في الفوارق هما :
1 – فارق في الدرجة : كالفوارق الجسدية من طول وقصر ، أو النفسية من انطواء وانبساط .2 – فارق في النوع : كاختلاف الطول عن الوزن وهذا لا يخضع لقياس لافتقاد صفة مشتركة يمكن خضوعها لمقياس واحد .
ويرى علماء علم النفس الفارق أن هناك خمسة عوامل تؤثر في تكوين هذه الفوارق بين الأفراد وهي : الوراثة ، العمر الزمني ، الجنس ذكراً او انثى ، البيئة الأسرية والعائلة ، المستوى العقلي المعرفي .
وهذه الفوارق هي التي تجعل من البعض علماء وأطباء ومن البعض الآخر قادة وتجعل من آخرين غيرهم مجرمين ومتخلفين وعمال بناء وعمال تنظيف وعمال مطاعم وغيرهم ..
وهذا التباين وهذه الفروقات بين الأفراد هو الذي يكون التفاعل الاجتماعي بين ابناء المجتمع لأنه لو كان الجميع على مستوى واحد من الذكاء ومن العقلية الفذة المتقدة لأختل توازن المجتمع ولهذا لا بد من وجود هذه الفروق كما أراد الله سبحانه وتعالى لها أن تكون بين الأفراد . وهذا ما نراه حقيقة في كل المجتمعات البشرية .
نتمنى أن يفهم هذه الحقيقة الاباء والأمهات والمربين وأن لا يلوموا أبنائهم كثيرا بسبب مستوياتهم ، وإنما عليهم أن يتابعوا دراستهم وأن يهيئوا كل ما من شأنه أن يساعدهم على الارتقاء في دراستهم وفي حياتهم العلمية والدراسية .
وفق الله جميع المؤمنين لتقديم الكثير للأبنائهم .. ووفق الله الأبناء لبذل المزيد من الجهد ولكي لا يضيعوا تعب وجهد وسهر آبائهم وأمهاتهم .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
تعليق