(( بسم الله الرحمن الرحيم )) (( اللهم صل على محمد وال محمد )) قال الله تعالى في محكم كتابة : (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ))غافر الآية (15).....ان الكلمات لتذوب في يد خالقها وتصطف وتتراصف في معمار فريد في خصائصه في وحدة نسيج متكاملة لا مثيل لها .((عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال)).. اذا كانت العبارة القرآنية لاتقع على آذاننا اليوم موقع السحر والعجب والذهول ذلك بسبب التعود والمعايشة منذُ الطفولة وابتعادنا عن اصول لغتنا كذلك حياتنا العصرية التي طغت عليها المادة وصدأت فيها الروح .. ولكن على رغم من ذلك عندما نستمع الى آيات القرآن الكريم بلحظة صفاء النفس ونقاء الروح فأن هذا كفيل ان يُعيد الينا ذلك الطعم الفريد والنكهة المذهلة والايقاع الجميل رغم مرور اكثر من الف واربعمائة سنة على نزول هذه الآيات كأنما تنزل لساعتها وتوها كشجرة ثمارها ناضجة طازجة .. قطوفها تُسقى من عين آنية . ((والليل أذا عسعس والصبح أذا تنفس ))التكوير آية (17,,18).. هذه الحروف الاربعة (عسعس) تصور الليل بكل مايحتويه من ظلام دامس ووصف مطلق لـِ الليل بجوانبه كافة وتعطي هذه الكلمة البسيطة التكوين الكبيرة المعنى وتصويراً كاملاًوكافياً دلالةً على الموصوف كله ثم تأتي ((والصبح أذا تنفس ))انه ضوء الفجر...بداية الصباح.. زرقة الفجر وبداية يوم جديد بكل ما يحمل من معنى لضوء النهار كأنه مرئي ومسموع اي انك تكاد تسمع زقزقة العصافير وصيحة الديك وحركة الكون التي توصف ذلك الشيء العظيم انها رسالة الحدث سمعية ومرئية عبر آيات القرآن الكريم لتحتوي وتلملم بكل جوانب الحدث وادق دقائق التكوين ...((وأما عادٌ فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حُسوماً فترى القوم صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية )).. وعندما نسمع هذه الايه تصر فيها الرياح وتسمع فيها اصطفاف الخيام واعجاز النخل الخاوية وصورة الارض الخراب ...صورة كاملة لهذا الخراب بهذه الكلمات البسيطة فأنك تعيش في هذة الحالة بكل حرارتها وتكوينها من الرياح عالية وتصر وتضرب كل مكان وتطيح بأعالي الاشجار والجدران بأيام طوال سود مقيتة كأن اليوم بسنة كاملة فترى البشر يتصادمون ويوقع احدهم الاخر من هول هذا الوضع فالقوم صرعى كالنخل الخاوي الذي يكون جذعه مأكله السوس فسبحان الله رب العالمين على هذا الوصف العظيم والصورة القرأنية كلها تجدها مرسومة بهذه اللمسات السريعة والظلال المحكمة والالفاظ التي لها صوت مجسم وصورة ناطقة وعليه ولهذه الاسباب مجتمعة كان القرآن كتابا لايترجم انه قرآن في لغتة ..والا كيف نستطيع ان نترجم آية مثل : (الرحمن على العرش استوى )).. نحن لسنا امام معني فقط وانما نحن بالدرجة الاولى امام معمار تكوين وبناء ولهذه انفردت الآية القرآنية بخاصية عجيبة .. انها تُحدث الخشوع والطمأنينة في النفس بمجرد ان تلامس الاذن وعندها يبدأ العقل يتأمل ويكتشف تدريجياً اشياء جديدة وهذه هي المحطة الثانية التي قد تحَدث وتُحدث عند القراءة المتأنية ويبقى القرآن معماراً فريداً في الكلام بنياناً من طراز خاص بالوصف .. يُبهر القلب لانه القاه عليك مَن خلق اللغة وعرف اسرارها فترى تكرار الكلمات القرانية ربما مئات المرات ثم نكتشف انها لاتتكرر ابداً !! كيف ذلك؟؟
حيث انها في كل مرة تحمل مشهداً جديداً ومعنى يقارب الحدث القرآني بكل ما يحمل من معنى فهو مثل البذرة التي تُعطي جذوراً وساقاً ثم اغصاناً ثم اوراقاً ثم براعم ثم ازهاراً ثم تعطينا الثمرة.. ذلك هو الترابط العضوي في القرآن الكريم او المعمار الحي يشبه كائناً حياً هو الترابط القرآني يتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد تكمل بعضها بعضاً ونجد كل كلمة تكمل الاخرى دون تكرار وزيادة او نقصان بحيث يصبح القرآن الكريم كأنه جسم مؤلف من خلايا متماسكة ليس فيها زيادة او لغو او تكرار او اختلاف وتناقص وكمثال على ذلك نجد كلمة الجنة تكرر142 مرة في القرآن الكريم .. لكن لو دققنا النظر وجدناها تقدم كل مرة مشهداً مختلفاً فهي مرة جنات وعيون وجنات وانهار وجنات ونخيل واعناب .. ثم يبدأ العرض بمشاهد الجنة الحرير والاستبرق والذهب والفضة والعسل واللبن والكؤوس التي مزاجها الكافور والزنجبيل والمساكن الطيبة والولدان المخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون وثمار الجنة ولحوم الطير وماء مسكوب وسدر مخضود وظل ممدود وكذلك كلمة النار تتكرر142مرة لكنها تقدم مشاهد مختلفة منها نار الله الموقدة .. نار السموم .. مارج من نار .. شواظ من نار .. النار ذات الوقود سرابيل من قطران .. اما مشاهد النار حيث يبدأ العرض الزقوم والضريع مقامع من حديد الاغلال في اعناقهم ثياب من النار .. فهذا القرآن الكريم بنيان محكم من الالفاظ لاتستطيع ان ترفع فيه كلمة او تبدلها حيث تتكرر كلماته بحساب وحكمة لكي تكشف عن مكنونها وتبوح بأسرارها ثم ان هذا التنوع والتفصيل يؤدي بالتأكيد الى اتمام الفهم والتصور...فسبحان الله ..
ُ
حيث انها في كل مرة تحمل مشهداً جديداً ومعنى يقارب الحدث القرآني بكل ما يحمل من معنى فهو مثل البذرة التي تُعطي جذوراً وساقاً ثم اغصاناً ثم اوراقاً ثم براعم ثم ازهاراً ثم تعطينا الثمرة.. ذلك هو الترابط العضوي في القرآن الكريم او المعمار الحي يشبه كائناً حياً هو الترابط القرآني يتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد تكمل بعضها بعضاً ونجد كل كلمة تكمل الاخرى دون تكرار وزيادة او نقصان بحيث يصبح القرآن الكريم كأنه جسم مؤلف من خلايا متماسكة ليس فيها زيادة او لغو او تكرار او اختلاف وتناقص وكمثال على ذلك نجد كلمة الجنة تكرر142 مرة في القرآن الكريم .. لكن لو دققنا النظر وجدناها تقدم كل مرة مشهداً مختلفاً فهي مرة جنات وعيون وجنات وانهار وجنات ونخيل واعناب .. ثم يبدأ العرض بمشاهد الجنة الحرير والاستبرق والذهب والفضة والعسل واللبن والكؤوس التي مزاجها الكافور والزنجبيل والمساكن الطيبة والولدان المخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون وثمار الجنة ولحوم الطير وماء مسكوب وسدر مخضود وظل ممدود وكذلك كلمة النار تتكرر142مرة لكنها تقدم مشاهد مختلفة منها نار الله الموقدة .. نار السموم .. مارج من نار .. شواظ من نار .. النار ذات الوقود سرابيل من قطران .. اما مشاهد النار حيث يبدأ العرض الزقوم والضريع مقامع من حديد الاغلال في اعناقهم ثياب من النار .. فهذا القرآن الكريم بنيان محكم من الالفاظ لاتستطيع ان ترفع فيه كلمة او تبدلها حيث تتكرر كلماته بحساب وحكمة لكي تكشف عن مكنونها وتبوح بأسرارها ثم ان هذا التنوع والتفصيل يؤدي بالتأكيد الى اتمام الفهم والتصور...فسبحان الله ..
ُ
تعليق