تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
الشبهة / النص على العباس كالنص على علي ( عليه السلام ) وإبطال النص على العباس يبطل النص على علي ( عليه السلام )
إن النص على خلافة العباس لا وجود أساسا له لا مسندا ولا مرسلا سوى حديثين أوردهما ابن الجوزي في الموضوعات ، الأول بسنده عَنْ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جده عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( الْعَبَّاسُ وَصِيِّي وَوَارِثِي )
والحديث الثاني أخرجه بسنده مُحَمَّدُ بْنُ الضَّوْءِ بْنِ الصَّلْصَالِ بْنِ الدَّلَهْمَسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: ( كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلع عَبَّاس بن عبد المطلب فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: هَذَا الْعَبَّاس بن عبد المطلب أَبِي وَعَمِّي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي )
والحديثان حكم عليهما ابن الجوزي بالوضع ، قال : ( هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَضعه قوم ليقابلوا بِهِ مَا وضع لعلى عَلَيْهِ السَّلامُ وكلا الْحَدِيثين بَاطِل )
وظهر القول بخلافة العباس في زمن المنصور والمهدي حيث يذكر في فتح الباري لابن حجر العسقلاني إن الفرقة التي ادعت ذلك هي الفرقة ( الراوندية ) وقد انقرضت هذه الفرقة من دون أن يبقى منها أثر ولا للنص الذي ادعته ، ثم أن العباس لم يطلب الخلافة لنفسه بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعدم وجود النص عليه ، بل انه كان قد طلب من أمير المؤمنين عليه السلام أن يبايعه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ورد في الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري قول العباس للعلي عليه السلام : (أبسط يدك أبايعك، فيقال: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبايعك أهل بيتك ) كما أن النصوص الشرعية على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من الكتاب والسنة كآية الولاية وحديث الغدير وحديث المنزلة وغيرها لا يعارضها ويسقطها دعوى فارغة وهي أن هناك نصا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خلافة العباس ، لأنه مجرد الاختلاف في المضمون بين نصين لا يكفي لحدوث المعارضة بينهما وتساقطهما ، بل لابد من دراسة قيمة كلا النصين لتتضح صلاحيتهما للتعارض وبالتالي التساقط .
تعليق