إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يحتمل عقلا أن يكون المسلمون أطوع لنص أبي بكر من نص رسول الله صلى الله عليه وآله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يحتمل عقلا أن يكون المسلمون أطوع لنص أبي بكر من نص رسول الله صلى الله عليه وآله



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين


    الشبهة / لا يحتمل عقلا أن يكون المسلمون أطوع لنص أبي بكر من نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


    إن الكثير من المخالفات ارتكبت ولم يمتثل الصحابة والقريبون من عصر الرسالة الأوامر الإلهية المتمثلة ببيانات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإطاعة أوامره . وكانت هذه المخالفات في أخريات حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الوقت الذي يفترض أن الأمة قد استوعبت مفاهيم الرسالة ، فتعجب القفاري في أنه كيف يمكن ان يطيعوا ابا بكر ولا يطيعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعجب في غير محله .


    ومن أهم المخالفات التي حدثت هي حادثة رزية الخميس التي أخرجها البخاري في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : ( يَوْمُ الْخَمِيسِ ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا » . فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدَ نَبِىٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ « دَعُونِى فَالَّذِى أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِى إِلَيْهِ » ) فيظهر حجم مخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما أراد أن يكتب للأمة كتابا لن تضل أبدا فمنعوه وهذا الكتاب الذي يعصمهم من الضلال هو ما أخرجه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ) ومن الشواهد الصريحة أيضا مخالفتهم الإحلال من الحج فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن عَطَاءٌ انه سَمِع جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِى أُنَاسٍ مَعَهُ قَالَ : ( أَهْلَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى الْحَجِّ خَالِصًا لَيْسَ مَعَهُ عُمْرَةٌ - قَالَ عَطَاءٌ قَالَ جَابِرٌ - فَقَدِمَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ ذِى الْحِجَّةِ فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَحِلَّ وَقَالَ « أَحِلُّوا وَأَصِيبُوا مِنَ النِّسَاءِ » . قَالَ عَطَاءٌ قَالَ جَابِرٌ وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لَهُمْ فَبَلَغَهُ أَنَّا نَقُولُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلاَّ خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ إِلَى نِسَائِنَا فَنَأْتِى عَرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَذْىَ قَالَ وَيَقُولُ جَابِرٌ بِيَدِهِ هَكَذَا وَحَرَّكَهَا فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّى أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ وَلَوْلاَ هَدْيِى لَحَلَلْتُ كَمَا تَحِلُّونَ فَحِلُّوا فَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِى مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ » )

    كما ووصف صلى الله عليه وآله وسلم بعض الصحابة بالعصاة فقد أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري : (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال : أولئك العصاة أولئك العصاة )

    وقد ذكرت المصادر الحديثية والتاريخية أن نص أبي بكر على عمر لم يكن خاليا من معارضة بعض المهاجرين والأنصار حيث شددوا النكير على أبي بكر لاستخلافه عمر ومن هذه النصوص :

    1- اعتراض علي عليه السلام وطلحة

    روى ابن سعد في الطبقات الكبرى بسنده عن عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ( لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ فَقَالا: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: عُمَرُ. قَالا: فَمَاذَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ؟ قَالَ: أبا لله تُفَرِّقَانِي؟ لأَنَا أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَبِعُمَرَ مِنْكُمَا. أَقُولُ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ ) وقد ذكر ابن تيمية هذا النص في منهاج السنة ، قال : (وقد تكلموا مع الصديق في ولاية عمر وقالوا ماذا تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا...)



    2- اعتراض بعض المهاجرين

    روى ابن راهويه في مسنده ، والطبري في تأريخه ، وابن عساكر في تأريخه : ( عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: " دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَشْتَكِي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتُخْلِفَ عَلَيْنَا عُمَرُ وَقَدْ عَتَا عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ، فَكَيْفَ لَوْ مَلَكَنَا؟ كَانَ أَعْتَا وَأَعْتَا، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسْنَاهُ، فَقَالَ: أَنَّا لِلَّهِ يُفَرِّقُنِي، فَإِنِّي أَقُولُ إِذَا لَقِيتُهُ: اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ )



    3- اعتراض الناس

    روى ابن أبي شيبة في المصنف وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : ( عَنْ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إلَى عُمَرَ لِيَسْتَخْلِفَهُ ، قَالَ : فَقَالَ : النَّاسُ : أَتَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا فَظًّا غَلِيظًا , فَلَوْ مَلَكَنَا كَانَ أَفَظَّ وَأَغْلَظَ , مَاذَا تَقُولُ لِرَبِّك إذَا أَتَيْته وَقَدْ اسْتَخْلَفَتْهُ عَلَيْنَا ، قَالَ : تُخَوِّفُونِي بِرَبِّي , أَقُولُ : اللَّهُمَّ أَمَّرْت عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِك )

    وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب في عمر بن الخطاب : ( وبايع المسلمون عمر بالخلافة بين راض ومتكره ومطمئن ومتخوف ، وجميعهم ينظرون ما يكون من عمر في اليوم الجديد ، وهل يحمل الناس على سياسته العمرية التي عرفوها فيه ؟ .. وأيا كان الأمر فأنه بعد أن تمت البيعة لعمر ، طاف بالناس طائف من الوجوم والانكسار ، وخيم على المدينة جو من الركود والسآمة ، لا يدري الناس ما يطلع به عليهم عمر من أمور )

    4- اعتراض معاوية

    لقد طعن معاوية بن أبي سفيان في خلافة عمر أيضا وادعى أنه أحق بها منه ، وهذا ما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر : ( خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلَّا أَجَبْتَهُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي، وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ ) ومقالة معاوية هذه لا تخلو من أحد أمرين :



    الأول / أن يكون ما يدّعيه معاوية حقا ، فمعنى هذا أن عمر قد ارتكب خطأ في أخذه الخلافة .



    الثاني / أن يكون ما يقوله معاوية باطلا ، فكيف جاز له التحكم في رقاب المسلمين .



    فيتضح مما تقدم أن هناك خلافا وعدم رضا ، بل هناك اعتراض من كبار الصحابة على تنصيب عمر للخلافة ، وهذا يدحض قول القفاري من أنه لم يختلف اثنان في إمامة عمر .

    نعم ، قد يدعى أن الخلاف في نص أبي بكر أقل من الخلاف في نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لاختلاف الظروف الزمانية والمكانية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها بعد وفاة أبي بكر .


يعمل...
X