بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد واله الطاهرين :
اما بعد :
ان السير في خط الجهاد طويل جدا ولعله يصيب البعض من المجاهدين التضجور ولكن عليهم بالاستئناس بقول الله عز وجل {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}}ال عمران 200.
والسير في خط الجهاد مضني للفؤاد وليس له دواء الاقوله تعالى {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }}محمد(7)والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد واله الطاهرين :
اما بعد :
ان السير في خط الجهاد طويل جدا ولعله يصيب البعض من المجاهدين التضجور ولكن عليهم بالاستئناس بقول الله عز وجل {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}}ال عمران 200.
وقوله تعالى {{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}}ال عمران (160)
ان طريق الجهاد من اشق الطرق واصعبها والذي يخفف لنا من ذلك ويهون لنا الخطب قوله تعالى {{ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }}النساء(104).
بعد هذه المقدمه الصغيرة نشرع على بركة الله في الموضوع وهو السنن الالهية في الجهاد :
ان الله عز وجل اوجد الحياة وخلقها وفق سنن ابتدعها هو وحده وهذا الابتداع الالهي لم يكن عن عبث او لهوا باطلا وانما هو سنة من سننه الواضحة في الخلق وفي الوجود وفي حياة المجاهد خاصة وذلك ان لكل فرد _مجاهد_ يذب عن مقدساته وارضه بعزيمة واخلاص فبالتاكيد يكون النصر والسيطره حليفه بلا شك ولاريب .
ومن الواضح الجلي ان كل من يتقاعس ويستلسم الى حب الهوى والدنيا والدنانير فلا يجد الا الذل والعار والهوان وهذا خارج عن كون العدد كبير لن يكون يغني من النصر شيا والحال هذه لقوله تعالى {{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}}البقرة (249)
ولكن السنن الالهيه في الجهاد باقيه كسنة الاختبار والابتلاء فالحكمة الربانيه والرحمة الالهية للعباد لابد ان يبتلى عبادة وذلك لكي رفع درجتهم ويكمل من ايمانهم ويكون البلاء بالنسبة للمجاهد هو ان يخسر في الحرب وقد ورد في الحديث النبوي الشريف (عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خيروليس ذلك لاحدالا للمؤمن ان اصابته سرا شكر فكان خيرا له وان اصابته ضرا صبر فكان خيرا له )مستدرك الوسائل.
فقد تكون من مصلحة الانسان المرض او الفقر او الهزيمة في المعركة لهذا فالايام دول بين الناس يوم لك ويوم عليك ويوم للمؤمن ويوم للكافر فلا يكون النصر لطرف دون طرف ولا الخسران كذلك ولكن الامر المهم هو كيف مايكون فان الفوز للمؤمن وذلك قوله تبارك وتعالى{{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}}المجادلة (21)
وفي الحديث الشريف ( قال رسول الله :
قال الله عزوجل
:ان عبادي لعبادا لايصلح لهم امردينهم إلابالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم
بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم امر دينهم ، وان من عبادي المؤمنين عبادا
لايصلح امر دينهم إلابالفاقة والمسكنة والسقم في ابدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة
والسقم فيصلح عليهم امر دينهم وانا اعلم بما يصلح عليه امردين عبادي المؤمنين )مشكاة الانوار،
وان المجاهد قد عقد عقد بيع من الله تبارك وتعالى حيث قال تعالى {{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}}التوبة (111).
فالنصر هو كرم من كرمات الله وفضل تفضل به على العباد والبلاد وان المجاهد قد باع على الله النفس وسلمها من اشتراها وثمن ذلك هي الجنة التي عرضها السماوات والارض . وهذا المفهوب يجب ان يطلع عليه المجاهد وان يفهمه بوضوح وليعرف ان هذه السنة الالهيه وهي النصر والهزيمة جرت على الانبياء والاوصياء والامم السالفه وقد جرت على نبينا محمد صلى الله عليه واله وجرت على اصحابه وجرت على اهل بيته الطاهرين وستجري علينا نحن .
وليعرف المجاهد انه يسير على درب لا يرده امر عن امره ولا تصده عن الجهاد عائقة وفتنه وما النصر الا من عند الله وما الشهادة الا في سبيل الله وان المجاه ينظر وهو من مكان مكرم ارفع من الناس جميعهم ولكن بشرط كونه مؤمنا مستيقن الايمان ولا تؤثر فيه الخسارة مرة او مرات لانه على يقين تام ان للاسلام كره وللحق دوله والناس تموت والبلاد تخرب وهو سيستشهد ويرتفع الى الرفيق العلى حيث الجنان والحور الحسان نسال الله العلى القدير النصر على العداء انه حسبنا ونعم الوكيل .
تعليق