بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
وصلنا في البحث إلى العبارة المقدسة التالية :-
(إني أسألك)
(إني ) بمعنى (أنا) وليس المقصود بها الأنا الفرعونية بل هي الأنا المتجردة من كل الأنانية بل هي إشارة إلى أنية الطبيعة والعقل المتجردة من الأنانية والغرور والتي لا تتمتع بالاستقرار والاستقلال أبداً إنما مرتبطة ارتباطاً تبعيا ومسلمه استسلاما تاماً أي أنها (أنا) معنوية تجسد الفقر الذاتي والعوز و الحاجة الدائمة .
أي لا يمكن التعبير عنها بما هي نفسها لأنه باطل من هذه الجهة لان إثبات الانيه بما هي انيه من أعظم الخطايا .
وكما يقول الشاعر : -
بيني وبينك إني ينازعني
فرفع بلطفك إني من البين
وقول أخر : -
إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة
وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
(شرح الأسماء الحسنى للملا هادي السبزواري)
ومن منظار أخر
إن إثبات السائل لنفسه الإنية إشعار من انه ممسوس من أنية الإثبات وإشارة إلى انه ممسوس بالوجود . وهذا الامتساس من أعظم النعماء التي انعم الله بها , فحدث بهذه النعمة العظمى والمنة القصوى امتثالاً لقوله تعالى " أما بنعمة ربك فحدث " . . . الضحى (11)
ولما كان المقام مقام تضرع وسؤال وابتهال كما قال تعالى " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " الأعراف 55
وقال تعال أيضاً " َاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " الأعراف 205
أشار إلى إن السائل ليس ممن كتم ما انعم الله وتباهياً بالزيادة وغير ذلك بل اعترافاً منه بأنه من المستغرقين بآلائه تعالى , وإقراراً منه عند منعمه وتعظيماً لاكرامه وحامداً لانعامه قائلا بلسان حاله (لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ).
ومن منظار أخر :-
(إني) بمعنى (أنا) وهي إشارة إلى النفس وعلوها وغرورها وفرعنتها وإنيتها وكل هذه الصفات العالية المقام أي إلى أوج العلو والارتفاع .
ولما كان السؤال هو إشارة إلى الفقر والعوز والاحتياج والعجز وقد يصل إلى اللا شيئية أي إلى أعلى .. أعلى درجات الفقر والعوز والعجز ,إذن هنا عند اقتران الإشارة إلى الذات ومع الإشارة إلى السؤال فمجموعها يشير إلى انعدام انية السائل بالنسبة إلى المسئول وإذلال فرعونيتها وجبروتها وتحويل كل الصفات العالية إلى أسفل سافلين وتقر كل الإقرارات إلى علو شأن المسئول وارتفاع مقامه ومعناه عدم احتياجه , لان الكاف في (أسألك) تدل على إقرار السائل بأنه محتاج الى الغني الذي لا يفقر والجواد الذي لا يبخل .
وبالجملة كل استعمالات (إني) و(أنا) في هذه الإطلالات الملكوتية مدلولها الحقيقي إذا أطلق على الإنسان فهي من أعظم الخطايا , ولهذا تمتد الأيادي إلى صاحب الملك الحقيقي إلى صاحب الانية الحقيقية التي تدل على الكبرياء والعظمة والجود والجبروت.
بعد أن روينا شيء من عطشنا من هذا المقطع ننتقل إلى مقطع مقدس أخر ألا وهو (برحمتك التي وسعت كل شيء) وفقنا الله للبحث فيها في الحلقة القادمة . والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما أحصاه علمك
وصلنا في البحث إلى العبارة المقدسة التالية :-
(إني أسألك)
(إني ) بمعنى (أنا) وليس المقصود بها الأنا الفرعونية بل هي الأنا المتجردة من كل الأنانية بل هي إشارة إلى أنية الطبيعة والعقل المتجردة من الأنانية والغرور والتي لا تتمتع بالاستقرار والاستقلال أبداً إنما مرتبطة ارتباطاً تبعيا ومسلمه استسلاما تاماً أي أنها (أنا) معنوية تجسد الفقر الذاتي والعوز و الحاجة الدائمة .
أي لا يمكن التعبير عنها بما هي نفسها لأنه باطل من هذه الجهة لان إثبات الانيه بما هي انيه من أعظم الخطايا .
وكما يقول الشاعر : -
بيني وبينك إني ينازعني
فرفع بلطفك إني من البين
وقول أخر : -
إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة
وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
(شرح الأسماء الحسنى للملا هادي السبزواري)
ومن منظار أخر
إن إثبات السائل لنفسه الإنية إشعار من انه ممسوس من أنية الإثبات وإشارة إلى انه ممسوس بالوجود . وهذا الامتساس من أعظم النعماء التي انعم الله بها , فحدث بهذه النعمة العظمى والمنة القصوى امتثالاً لقوله تعالى " أما بنعمة ربك فحدث " . . . الضحى (11)
ولما كان المقام مقام تضرع وسؤال وابتهال كما قال تعالى " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " الأعراف 55
وقال تعال أيضاً " َاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " الأعراف 205
أشار إلى إن السائل ليس ممن كتم ما انعم الله وتباهياً بالزيادة وغير ذلك بل اعترافاً منه بأنه من المستغرقين بآلائه تعالى , وإقراراً منه عند منعمه وتعظيماً لاكرامه وحامداً لانعامه قائلا بلسان حاله (لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ).
ومن منظار أخر :-
(إني) بمعنى (أنا) وهي إشارة إلى النفس وعلوها وغرورها وفرعنتها وإنيتها وكل هذه الصفات العالية المقام أي إلى أوج العلو والارتفاع .
ولما كان السؤال هو إشارة إلى الفقر والعوز والاحتياج والعجز وقد يصل إلى اللا شيئية أي إلى أعلى .. أعلى درجات الفقر والعوز والعجز ,إذن هنا عند اقتران الإشارة إلى الذات ومع الإشارة إلى السؤال فمجموعها يشير إلى انعدام انية السائل بالنسبة إلى المسئول وإذلال فرعونيتها وجبروتها وتحويل كل الصفات العالية إلى أسفل سافلين وتقر كل الإقرارات إلى علو شأن المسئول وارتفاع مقامه ومعناه عدم احتياجه , لان الكاف في (أسألك) تدل على إقرار السائل بأنه محتاج الى الغني الذي لا يفقر والجواد الذي لا يبخل .
وبالجملة كل استعمالات (إني) و(أنا) في هذه الإطلالات الملكوتية مدلولها الحقيقي إذا أطلق على الإنسان فهي من أعظم الخطايا , ولهذا تمتد الأيادي إلى صاحب الملك الحقيقي إلى صاحب الانية الحقيقية التي تدل على الكبرياء والعظمة والجود والجبروت.
بعد أن روينا شيء من عطشنا من هذا المقطع ننتقل إلى مقطع مقدس أخر ألا وهو (برحمتك التي وسعت كل شيء) وفقنا الله للبحث فيها في الحلقة القادمة . والحمد لله رب العالمين