تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
أحذر من عدم رد التحية ؟
وصلت إلى أحدى نقاط التفتيش ، وعندما سلمت أخذ الشخص القائم على التفتيش جهازاً كان مثبت في حزامه ، وتكلم به قائلاً : ( أأمر أخي ) ، وانشغل بالاستماع له وفتشني ولم يرد تحيتي ، فقلت في نفسي سبحان الله أمر البشر فوق أمر الله ؟ ، الله يقول : (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) . ما بال هذا الشخص لم يرد تحيتي ؟ ومما يزيد الطين بلة أن هذا الذي لم يرد التحية يحسب من خدام الإمام الحسين عليه السلام .. ويمتثل لأمر المخلوق ولا يمتثل لأمر الخالق .
فبدأت أجد له الأعذار في نفسي ، عذراً تلو عذر ، قلت ربما نادوا عليه لأمر مهم ، أو ربما لم يسمع سلامي جيداً أو... أو .... أو.... أو ..... أو .... حتى كثرت الأعذار التي أوجدتها .. ولكن لا ادري لماذا تبادرت إلى ذهني عبارة وردت في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام التي يصف فيها المتقين وهي : ( عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دون ذلك ) . وقلت في نفسي كم يستغرق من الوقت رد السلام ، وهل في رد السلام تكلفة . حتى انه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما مضمونه : ( ليس هناك ابخل ممن بخل بالسلام ) .. وصادف ان وجدت الأمر – عدم رد التحية - في أكثر من مكان من الأماكن التي تختص بخدمة الزوار ، وعللت السبب بأنهم ينشغلون بالخدمة ولا يسمعوا التحية والسلام جيداً ، ولكن لا أدري لماذا لم يقتنع عقلي بهذه الأعذار التي اختلقتها . ونصادف هذا الأمر كثيراً عند دخولنا لدوائر الدولة ، وكذلك نجد هذا الأمر عند سلامنا على نقاط التفتيش ونحن بالسيارة . تألمت كثيراً لهؤلاء الناس فإنهم في ابتلاء ولكن لا يشعرون . وحمدت الله كثيراً أنني لم نكن في هذا الابتلاء ..
أتمنى أن ينتبه الناس والأخوة المؤمنون جيداً لضرورة رد السلام حيث أن رد السلام واجب ، وأنه يكون واجب أيضاً حتى عند انشغال الانسان بالصلاة وعدم وجود من يرد التحية غيره . هكذا هي عظيمة تحية الإسلام ( السلام عليكم ) . ولكن للأسف هناك من يتهاون في ردها أو لا يردها بالضابطة التي يحددها الله سبحانه وتعالى بأمرين هما : أحسن منها أو ردوها . كما انه يشترط فيها الإسماع أيضاً ( أي إسماع رد التحية للشخص الذي سلم ).
دعائنا لكل المؤمنين ولكل خدمة المراقد المقدسة بأن يوفقهم الله للانتباه لهذا الأمر جيداً . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق