بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة وسلام على خاتم النبيين واله الطاهرين
هل يوجد نص في الكتاب على النهي عن تخلف الناس عن خلافة الأمير؟؟
من المسائل القرانية كون القران يفسر بعضه بعضا ( يَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ )[1]وهي مسألة مهمة لما لها من اثر في احقاق الحق في الشبهات والمشكوكات وهي مُبتنية على ضابطة ان القران لا تناقض فيه وهذه ثابتة للمؤمنين به، لما ورد فيه (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[2]وكذا(وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[3] ويقدم تفسير القران -بعضه لبعض - على غيره من الادلة الروائية كون اياته كلها مقطوعة الصدور وليس الامر ذاته في الروايات,وللمثال نذكر كيف فسرامير المؤمنين (عليه السلام) الحمل للمرأة -المتعارف ان حملها تسعة اشهر- انه يمكن يكون ان يكون حملها ستة اشهر على خلاف المعتاد،حيث ورد (أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْسَ ذَلِكَ عَلَيْهَا " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [4] وَقَالَ {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[5] فَالْحَمْلُ يَكُونُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَا رَجْمَ عَلَيْهَا ". فَبَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي أَثَرِهَا فَوَجَدَهَا قَدْ رُجِمَتْ[6].والصلاة وسلام على خاتم النبيين واله الطاهرين
هل يوجد نص في الكتاب على النهي عن تخلف الناس عن خلافة الأمير؟؟
ان ما ذكرته مثالا مستفاد من ايتين دون الحاجة الى شيء خارجي ولكن من يريد ان يستفيد من قوله تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[7] في ان المراد من (أَنْفُسَنَا)النبي (صلى الله عليه واله) وعلي(عليه السلام) وانه (عليه السلام)كنفسه (صلى الله عليه واله) لابد من الرجوع الى السنة في التشخيص ،وهي ثابته عند كلا الفريفين حيث اتى النبي-بعد نزول الاية- بعلي وفاطمة وولديهما [8]وهذا ما استفاده الشيخ حسن[9] في حتجاجه مع الالوسي – بعدما اخذ الشيخ منه ان المراد من انفسنا في الاية محمد وعلي(صلى الله عليهما والهما) فقد جاء في كتاب تطور علم الفقه[10]أن المفتي الألوسي صاحب التفسير سأله –اي الشيخ حسن- في محضر جماعة من العلماء عن وجود نص في الكتاب على النهي عن تخلف الناس عن خلافة الأمير (عليه السلام) فأجابه المرحوم الشيخ حسن : ( نعم ) فتعجب الحاضرون فقال المفتي : فأت به فقرأ الشيخ حسن آية المباهلة فقال المفتي : وما الدلالة فيها ؟ قال الشيخ حسن : أسألك ما المراد بأنفسنا قال المفتي : المراد النبي و الإمام علي قال الشيخ حسن : قال الله تعالى (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) و أراد الله بلفظ ( نفسه) هو الإمام علي (عليه السلام) لا الرسول (صلى الله عليه واله) وإلا لقال ( عنه ) فإنه أوجز و أبلغ و أصرح . وعليه فيكون أهل المدينة بعد الرسول(صلى الله عليه واله) قد فعلوا ما نهوا عنه وهو التخلف عن نفس الرسول والرغبة عنها .
[1] قال الإمام علي (عليه السلام): «كِتَابُ اَللهِ تُبْصِرُونَ بِهِ، وَتَنْطِقُونَ بِهِ، وَتَسْمَعُونَ بِهِ، وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَخْتَلِفُ فِي اَللهِ » ( نهج البلاغة خطبة 133) .
[2] فصلت 42.
[3] النساء 82.
[4] الأحقاف: 15.
[5] البقرة: 233.
[6] موطأ مالك ج2 باب ما جاء في الرجم حديث 11 و1763وجاء في السنن الكبرى للبيهقي باب ج 7 ص727 ح15551.
[7] ال عمران (61)
[8] لا يلتفت الى من شذ ممن ضاق صدره من المفسرين فضيق فاخرج علي خوفا من معنى انفسنا مع ان علي لا يحمل الا عليها فلا يصح حمله على الابناء وان حملها بمشقة الالوسي و لاينظر بمن وسع فادخل عمر وابناءه وابو بكر وابناءه كذبا لمعرفة انها فضيلة عظيمة لهم-اهل البيت(عليهم السلام)- فاشرك غيرهم معهم.
[9] الشيخ حسن المتوفى سنة 1262 هـ الولد الرابع للشيخ كاشف الغطاء وهوصاحب أنوار الفقاهة .
[10] الشيخ علي كاشف الغطاء.
تعليق