أطفال شهداء حول الإمام الحسين (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
تمتاز الثورة الحسينية بكم هائل من الخصوصيات الفريدة ,كل واحدة من هذه الخصوصيات تحمل دلالات عميقة ترسم للمجتمع البشري آفاقاً من رياض التزود بالتقوى والاستقامة وبناء الحياة الفاضلة على مر الزمن . وكيف لا تكون هكذا وقد أضحت سجلات مشرقة من المواقف المبدئية والعطاء الكبير لنوع الإنسان وحفظ كرامته , إنها الثورة – حقاً – التي أعادت العز والشرف للإنسان المسلم بل لعموم الخلق .
ومن تلكم الخصوصيات النادرة , انها ثورة شاملة غطت بشموليتها مساحة الإنسان كل الإنسان كما وتجاوزت الظرف المحدد يوم عاشوراء سنة 61 هجرية في أرض كربلاء , لتقف بكل تفاصيلها حجة بالغة تحاكي العقول والعواطف , وتصوغ بلباقة عالية طرق النجاة وأساليب الخلاص بعد أن تتزلزل الأرض تحت أقدام المتسلطين فترتفع من خلال المعاناه المؤلمة رايات الجهاد والإيمان في كل زمان ومكان نعم ... كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء .
فترى الطاقات بكامل تشعباتها تجندت يوم عاشوراء تحت توجيه مباشر للإمام سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام ) , لتدافع عن الإسلام والإنسان .
إنها ثورة شاملة لكل طبقات المجتمع عرضاً وعمقاً , شملت الرجال والنساء , الشباب والأشبال والأطفال الكهول والرضع , ومن أبرز ما استوقفني موقف الأطفال حول الإمام الحسين ( عليه السلام ) في المسيرة الجهادية حيث العطاءات المتواصلة .
فالأطفال يمثلون شريحة التفاؤل والأمل في الحياة بما يملكون من قدرات الإبداع وبراءة التطلع , وقوة التأثير فهم طاقات هائلة إذا زجت في الميدان تحفر في وجدان الأمة والتاريخ أعمق الآثار , وتنتزع التعاطف حتى من القلوب الصخرية الجامدة , فتسيل من خلال ذكريات مواقفها دموع الرحمة وخشوع الفؤاد .
تروي لنا سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) فتقول : عز ماؤنا في التاسع من المحرم حتى كظّنا العطش ونفذ الماء كله وخلت الأواني وجفت القرب ويبست من الحر .. في المساء ذهبت إلى عمتي زينب مع بعض الفتيات لأخبرها بعطشنا فوجدتها في خيمتها وفي حجرها أخي الرضيع , تقوم تارة وتجلس أخرى وهو يضطرب اضطراب السمكة في الماء ويصرخ وهي تقول له : ( صبراً صبراً ياابن أخي , وأنى لك الصبر , يعز على عمتك أن تسمعك فلا تنفعك ) .
فلما سمعت انتحبت باكية ،قالت :سكينة ما يبكيك؟قلت :حالة أخي الرضيع ،ولم أعلمها بعطشي خشية أن يزيد همها.
قلت لها :لو أرسلت إلى بعض عيالات الأنصار ربما يكون عندهم ماء، فقامت وأخذت الطفل بيدها ومرّت بخيم عمومتي فلم تجد عندهم ماء،فرجعت وتبعها بعض أطفالهم ،ثم جلست في خيمة أولاد عمي الحسن(عليه السلام)وأرسلت إلى خيم الأصحاب فلم تجد ماء ،فلما أيست رجعت إلى خيمتها ومعها ما يقرب من عشرين صبياً وصبية فأخذت بالعويل والصراخ[1].
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله تعالى
[1] أسرار الشهادات واكسير السعادات :ج2 ص724-725.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
تمتاز الثورة الحسينية بكم هائل من الخصوصيات الفريدة ,كل واحدة من هذه الخصوصيات تحمل دلالات عميقة ترسم للمجتمع البشري آفاقاً من رياض التزود بالتقوى والاستقامة وبناء الحياة الفاضلة على مر الزمن . وكيف لا تكون هكذا وقد أضحت سجلات مشرقة من المواقف المبدئية والعطاء الكبير لنوع الإنسان وحفظ كرامته , إنها الثورة – حقاً – التي أعادت العز والشرف للإنسان المسلم بل لعموم الخلق .
ومن تلكم الخصوصيات النادرة , انها ثورة شاملة غطت بشموليتها مساحة الإنسان كل الإنسان كما وتجاوزت الظرف المحدد يوم عاشوراء سنة 61 هجرية في أرض كربلاء , لتقف بكل تفاصيلها حجة بالغة تحاكي العقول والعواطف , وتصوغ بلباقة عالية طرق النجاة وأساليب الخلاص بعد أن تتزلزل الأرض تحت أقدام المتسلطين فترتفع من خلال المعاناه المؤلمة رايات الجهاد والإيمان في كل زمان ومكان نعم ... كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء .
فترى الطاقات بكامل تشعباتها تجندت يوم عاشوراء تحت توجيه مباشر للإمام سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام ) , لتدافع عن الإسلام والإنسان .
إنها ثورة شاملة لكل طبقات المجتمع عرضاً وعمقاً , شملت الرجال والنساء , الشباب والأشبال والأطفال الكهول والرضع , ومن أبرز ما استوقفني موقف الأطفال حول الإمام الحسين ( عليه السلام ) في المسيرة الجهادية حيث العطاءات المتواصلة .
فالأطفال يمثلون شريحة التفاؤل والأمل في الحياة بما يملكون من قدرات الإبداع وبراءة التطلع , وقوة التأثير فهم طاقات هائلة إذا زجت في الميدان تحفر في وجدان الأمة والتاريخ أعمق الآثار , وتنتزع التعاطف حتى من القلوب الصخرية الجامدة , فتسيل من خلال ذكريات مواقفها دموع الرحمة وخشوع الفؤاد .
تروي لنا سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) فتقول : عز ماؤنا في التاسع من المحرم حتى كظّنا العطش ونفذ الماء كله وخلت الأواني وجفت القرب ويبست من الحر .. في المساء ذهبت إلى عمتي زينب مع بعض الفتيات لأخبرها بعطشنا فوجدتها في خيمتها وفي حجرها أخي الرضيع , تقوم تارة وتجلس أخرى وهو يضطرب اضطراب السمكة في الماء ويصرخ وهي تقول له : ( صبراً صبراً ياابن أخي , وأنى لك الصبر , يعز على عمتك أن تسمعك فلا تنفعك ) .
فلما سمعت انتحبت باكية ،قالت :سكينة ما يبكيك؟قلت :حالة أخي الرضيع ،ولم أعلمها بعطشي خشية أن يزيد همها.
قلت لها :لو أرسلت إلى بعض عيالات الأنصار ربما يكون عندهم ماء، فقامت وأخذت الطفل بيدها ومرّت بخيم عمومتي فلم تجد عندهم ماء،فرجعت وتبعها بعض أطفالهم ،ثم جلست في خيمة أولاد عمي الحسن(عليه السلام)وأرسلت إلى خيم الأصحاب فلم تجد ماء ،فلما أيست رجعت إلى خيمتها ومعها ما يقرب من عشرين صبياً وصبية فأخذت بالعويل والصراخ[1].
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله تعالى
[1] أسرار الشهادات واكسير السعادات :ج2 ص724-725.
تعليق