تويت
قال تعالى في كتابه الكريم : (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)) سورة الرحمن
وعن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال : ( لا تكن ممن يرجوالاخرة بغيرعمل ) الاداب والاخلاق الاسلامية
هناك اقسام عدة للخوف فمن الخوف ماهو ممدوح وهو الخوف من الله سبحانه ومن عظمته وكبريائه وهذا يسمى بالخشية والرهبة أو يكون من جناية العبد باقترافه المعاصي .
وكلما زادت معرفة العبد بجلال الله وعظمته وتعاليه وبعيوب نفسه وجنايته ازداد خوفه إذ ادرك القدرة القاهرة والعظمة الباهرة والقوة القوية ولا ريب ان عظمة الله وقدرته وسائر صفاته الجمالية والجلالية غيرمتناهية وكلما كان العبد أكثر معرفة بالله عز وجل كان منه اخوف ،
ولذا قال تعالى في كتابه الحكيم : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )) سورة فاطر
وقال سيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا اخوفكم من الله ) جامع السعادات ..
وان الخوف منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين وان خوف العبد من ربه يرفعه درجات وإن أدنى درجات الخوف الورع وهناك أقسام عدة للخوف الممدوح واثاره في اصلاح النفوس واستقامتها لما فيه من زجر النفس عن ارتكاب المعاصي وتصفيتها لنيل الفيوضات الالهية .
كما ان هناك قسم آخر للخوف يكون غير ممدوح ومذموم بجميع اقسامه وهو الذي لم يكن من الله عز وجل ولا من صفاته المقتضية للهيبة والرعب ولا من معاصي العبد وجنايته كالخوف الذي يمنع الانسان عن أداء الواجبات التي أمره الله تعالى بها كامتناعه عن الجهاد مثلاً وغير ذلك من الأمور الدينية والدنيوية التي يتوجب عليه الاقدام عليها أي لا يكون خوفاً مفرطاً يؤدي به الى الجبن او قد يؤدي به في بعض الاحيان الى اليأس من رحمة الله كما جاء في قوله تعالى :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِاللَّهِ )) سورة الزمر
وهذا الخوف قد تجاوز الحدود الشرعية ووصل الى حد اليأس والقنوط ، وقد نهى الباري عز وجل عن ذلك
[ ويروى ان عيسى (عليه السلام) مر بثلاثة نفر قد نحلت ابدانهم وتغيرت الوانهم فقال لهم : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الخوف من النار ، فقال : حق على الله ان يؤمن الخائفين ثم جاوزهم الى ثلاثة اخرين فإذاهم اشد نحولاً وتغيراً، فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟ ، قالوا : الشوق الى الجنة فقال : حق على الله ان يعطيكم ما ترجون .
ثم مر بثلاثة اخرين فاذإ هم اشد نحولاً وتغيراً كأن على وجوههم المرآيا من النور فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟
فقالوا نحن نحب الله عز وجل فقال : انتم المقربون انتم المقربون ] الآداب والأخلاق الاسلامية
كما ان للخوف فوائد في الحياة الاجتماعية فهو يمنع الانسان من التجاوز على الاخرين وحرياتهم خوفاً من العقوبة التي سوف توجه اليه ازاء ذلك العمل ، وكلما كانت العقوبة أشد وأقسى كان اشد خوفاً من الاقدام عليه ، وربما لا يفكر فيه اصلاً
وبذلك سوف يأمن الناس من شره وسطوته
ولذلك وضعت القوانين لكي تحمي حياة الناس وممتلكاتهم ولكي ينعموا بحياة طيبة .
تعليق