بسم لله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
جهاز بشري لكشف النفاق
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
جهاز بشري لكشف النفاق
هناك جهازا بشريا جعله الله تعالى لكشف النفاق في زمان الاسلام الاول والى الان وهذا الجهاز من خصائصه ان لا يبغضه مؤمن ولا يحبه منافق [1] وبالتالي صار هو الامتحان والابتلاء لمدعي الاسلام هل اسلامهم عن ايمان خالط قلوبهم فأنيرت به ام ان قلوبهم لم يدخلها الايمان وبقيت في ظلامها الدامس .
انه علي ،علي الذي يطرب قلب المؤمن لسماع اسمه ،علي الذي يحرن ويكتأب قلب المنافق لسماع لذكره ، من خصائص هذا الجهاز البشري ان يكشف هل الولد ابن ابيه الشرعي ام لا وهو لا يحتاج الى الفحص عن الـ (دي ان اي) بل بمجرد ان يقول (نعم) عندما توجه له هذا السؤال هل تحب علي ؟ تعرف انه ولد شرعي، وهذا ما كان الصحابة يفعلوه بعدما سمعوا كلام رسول الله (صلى الله عليه واله):يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم قال أنس بن مالك وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاه وأومأ بإصبعه أي ابني تحب هذا الرجل المقبل فإن قال الغلام نعم قبله وإن قال لا خرق به الأرض وقال له الحق بأمك ولا تلحق أبيك بأهلها فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن أبي طالب[2] وعن جابر بن عبداللَّه: فكنّا نعرض حبّ عليّ(عليه السلام) على أولادنا، فمن أحبّ عليّاً علمنا أنّه من أولادنا، ومن أبغض عليّاً انتفينا منه.[3]
ان هناك من كشف نفاقه من خلال ما صرح به قولا بكراهته لعلي (عليه السلام) كالذين خرجوا لقتال امامنا الحسين (عليه السلام) فانهم اجابوه حين سألهم يوم عاشوراء « بِأَيِّ ذَنْب تُقاتِلوني ؟ قالوا له : إنّما نقاتلك بغضاً منّا لأبيك » وهناك من كتم ذلك ولكن افعاله فضحته فبان بسبب افعاله كذبه ونفاقه مثل الذي يذرف الدموع عند ذكره عائشة فانه احبها لبغضها لعلي وان لم يصرح بذلك وبغضها ابين من الشمس في رابعة النهار فقد كانت حريصة على قتل علي ولا يوجد بغض اشد واقوى من بغض يوصل الانسان الى قتل انسان اخر.
[1] جاء في كتاب فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل بسنده عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» حديث 1102.
[2] محمد الريشهري ،موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ باب صفات مبغضيه نقلا عن تاريخ دمشق.
[3] المصدر السابق نقلا عن شرائع الاسلام.
تعليق