
ورد عن الرسول صل الله عليه وال وسلم أنه قال
((إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام))(1)
((إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام))(1)
من أجمل الأدوارالتي يؤدّيها الإنسان في حياته الإجتماعية أن يكون مصلحاً بين الناس، غير ساع في القطيعة والعداوة بينهم
ولهذا نرى في مجتمعاتناالإنسانية صنفين من الناس
صنف تحركهم رجاحة عقولهم وحكمتهم،،وصنف تحركهم أهواؤهم وغرائزهم،،
فالذي يتحرك بعقله الراشد يبحث دائماً عن حلقات وصل بين المتخاصمين ويجهد نفسه في تذليل كافة العقبات من أجل تحقيق مصالحة حقيقية بين المتعادين،ويأتي بالكلام الطيب من أحدهما إلى الآخر لكي يلين قلبهما وترجع المودة بينهما بدل الحقد الذي نشاء من وراء مشاجرة
ولكن عند سعيه للإصلاح يجب أن يكون قربة إلى الله تعالى وليس ليُبين نفسه هو الأفضل لكي لا يضيع آجره
والذي تحركه غرائزه وشهواته الشيطانية فإنه لا يرى شيئاً جميلاً بالآخر فيسعى إلى إيجاد قطيعة وشقاق بين الناس،
فإن هذا الشخص يفرح بما يجري بين المتخاصمين وتره يزيد بينهما بنقل الكلام الجارح من بعضهما لبعض وربما يزيد بالكلام أكثر فلكلمة تصبح عشرة ليزيد الحقد والظغينة بينهما متناسي لعنة الله عليه وقد كتب اسمه مع النمامين
ولمَّا كان الإحتكاك الإجتماعي أمراً دائمَ الوقوع فإنَّ توقع حصول النزعات بين الأفراد والجماعات محتملٌ في أي ساعة من ساعات الحياة
وعند وقوع المخاصمات يأتي المصلحون ليقوموا بدورهم الإصلاحي،ودور هؤلاء لايقل أهمية عن الدور الذي يقوم به الأطباء عند حدوث الأمراض
والملفت في هذا الأمر أن الإسلام اعتنى عناية شديدة باستحباب الإصلاح بين الناس،
وقد ورد عن الإمام علي عليه السلام((لئن أصلح بين اثنين أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بدينارين))
وعن الرسول صل الله عليه وال وسلم قال((مَن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع وأعطى ثواب ليلة القدر،ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر،مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب))
والذي ينبغي أن نلتفت إليه،أنّنا لسنا مجتمعاً ملائكياً لا يعرف الخطاء إنما نحن بشر نصيب ونخطىء ومهما بلغ الإنسان من مراتب العلم والمعرفة يبقى الخطاء متوقعاً منه،
ولهذا ينبغي أن يكون بيننا أشخاص مصلحون يبادرون إلى حلّ قضايا الناس بطريقة حكيمة
ويؤسفنا القول،إن عدد المصلحين تضاءل كثيراًفي مجتمعاتنا لأن العقيدة السائدة في أيامنا تقوم على أساس إهمال الحياة الإجتماعية العامة والإهتمام بالحياة الشخصية فقط
فنجد أنهم لا يبالون بفضيلة الإصلاح والجمع بين الناس بل نراهم يكتفون باللجوء إلى الجهات القانونية،أو جهة العشائر لأجل الفصل لأي مشاجرة كانت واذا لم يفصل يهدد بأن يعمل به هكذا وهكذا
ولذلك نحن بحاجة إلى مصلحين في أي مكان كنّا، بيوتنا وقُرانا، وأماكن عَملِنا والمطلوب منا أن ننمّي عقيدة الإصلاح وتربية الأجيال على حبِّ الإصلاح وبغض القطيعة بين الناس
وآخر دعوانا الحمدلله رب العالمين
1-المصدر:الفقه الإجتماعي
تعليق