بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتقبَّلْ ذلك منّي وأجرني على ذلك أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليِّك يا أرحمَ الرَّاحمين.
مرارة الدنيا وحلاوة الآخرة
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ((مرارة الدنيا وحلاة الآخرة وحلاوة الدنيا ومرارة الآخرة))
استعمل الإمام(عليه السلام) كلمتين متضادتين هما المرارة والحلاوة
توجد في الدنيا أشياء كثيرة متضادة ففيها الخير والشر وفيها عافية وضدها المرض وفيها غنى وضده الفقر.... وكما قيل تعرف الأشياء بأضدادها من أين نعرف ضوء النهار؟ من ظلمة الليل ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ))
هذه هي الدنيا ، طبعا ، فهي متغيرة لا الشر فيها يدوم ولا الخير فيها يدوم بخلاف الآخرة فهي دار البقاء ، أهل الجنة هم فيها خالدون وأهل النار هم فيها خالدون ولنعم ما قيل :
طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
نحن لانعرف الحلو والمر من المأكولات إلا بالذوق فكيف نعرف الحلو والمر من الدنيا؟ وما هي حلاوة الدنيا وما هي مرارتها؟
يجيب على ذلك أمير المؤمنين نفسه فيقول(عليه السلام) عن تجربته:
فمن يذق الدنيا فأني طعمتها وسيق ألينا عذبها وعذابها
فلم أراها إلا غرور وباطلا كما لاح في ارض الفلاة سرابها
وما هي إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب هممن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
وهذا عين ما ورد عنه (عليه السلام) في حكمته قائلا : ((الدنيا جيفة وطلابها كلاب))
يدخل النبي (ص) على ابنته(عليه السلام) يراها تعمل إعمال البيت وإنها طحنت بالرحى حتى مجلت يداها وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ويتأملها ويقول(ص) : بنية ..! تجرعي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة
وروي عن الصدوق في الإمالي قال : كان النبي إذا قدم من السفر بدأ بفاطمة فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة من سفره فصنعت فاطمة مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وسترا لباب البيت لقدوم ابيها وزوجها ، فلما قدم الرسول الله دخل عليها فوقف اصحابه على الباب فخرج عليهم وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة إنه لما فعل ذلك لما رأئ من المسكتين والقلادة والقرطين والستر فنزعت ذلك وبعثت به الى رسول الله وقالت للرسول: قل له تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : فعلت فداها ابوها ثلاث مرات ليس الدنيا من محمد ولا ال محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقي فيها كافرا شربه ماء ثم قام فدخل عليها .
وفي هذه القضية دروس بلغية لهذه الأمة لكي لا تطغى بالذبح والترف وتنساق وراء الملذات الدنيوية التي لا تقف عند حد كل ذلك لتتهذب البشرية بهذه الأداب المحمدية وهذه السيرة العطرة فالذي يترك الدنيا لاجل الاخرة هو الذي يفوز برضوان الله تعالى والذي يترك الآخرة لأجل الدنيا فسيخسرهما معا.
لذا نجد ان أولياء الله لا تخدعهم الدنيا ويتحملون مرارتها لينالوا حلاوة الآخرة وأعرضوا عن زهرة وحلاوة الدنيا ، أنظر إلى أصحاب الحسين (ع) كيف اختاروا الآخرة واعرضوا عن زهرة وحلاوة الدنيا في سبيل نصرة الدين ونصرة الحسين (عليه السلام)
فشمر لما يرضى المهيمن فعله فكل امريءِِ يجزي بما كان يكسب
كما شمرت بالطف صحب ابن فاطمِِِِِِِِ فراحت بها الأمثال للحشر تضرب
الحمد لله رب العالمين
اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتقبَّلْ ذلك منّي وأجرني على ذلك أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليِّك يا أرحمَ الرَّاحمين.
مرارة الدنيا وحلاوة الآخرة
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ((مرارة الدنيا وحلاة الآخرة وحلاوة الدنيا ومرارة الآخرة))
استعمل الإمام(عليه السلام) كلمتين متضادتين هما المرارة والحلاوة
توجد في الدنيا أشياء كثيرة متضادة ففيها الخير والشر وفيها عافية وضدها المرض وفيها غنى وضده الفقر.... وكما قيل تعرف الأشياء بأضدادها من أين نعرف ضوء النهار؟ من ظلمة الليل ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ))
هذه هي الدنيا ، طبعا ، فهي متغيرة لا الشر فيها يدوم ولا الخير فيها يدوم بخلاف الآخرة فهي دار البقاء ، أهل الجنة هم فيها خالدون وأهل النار هم فيها خالدون ولنعم ما قيل :
طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
نحن لانعرف الحلو والمر من المأكولات إلا بالذوق فكيف نعرف الحلو والمر من الدنيا؟ وما هي حلاوة الدنيا وما هي مرارتها؟
يجيب على ذلك أمير المؤمنين نفسه فيقول(عليه السلام) عن تجربته:
فمن يذق الدنيا فأني طعمتها وسيق ألينا عذبها وعذابها
فلم أراها إلا غرور وباطلا كما لاح في ارض الفلاة سرابها
وما هي إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب هممن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
وهذا عين ما ورد عنه (عليه السلام) في حكمته قائلا : ((الدنيا جيفة وطلابها كلاب))
يدخل النبي (ص) على ابنته(عليه السلام) يراها تعمل إعمال البيت وإنها طحنت بالرحى حتى مجلت يداها وكنست البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ويتأملها ويقول(ص) : بنية ..! تجرعي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة
وروي عن الصدوق في الإمالي قال : كان النبي إذا قدم من السفر بدأ بفاطمة فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة من سفره فصنعت فاطمة مسكتين من ورق وقلادة وقرطين وسترا لباب البيت لقدوم ابيها وزوجها ، فلما قدم الرسول الله دخل عليها فوقف اصحابه على الباب فخرج عليهم وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة إنه لما فعل ذلك لما رأئ من المسكتين والقلادة والقرطين والستر فنزعت ذلك وبعثت به الى رسول الله وقالت للرسول: قل له تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : فعلت فداها ابوها ثلاث مرات ليس الدنيا من محمد ولا ال محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقي فيها كافرا شربه ماء ثم قام فدخل عليها .
وفي هذه القضية دروس بلغية لهذه الأمة لكي لا تطغى بالذبح والترف وتنساق وراء الملذات الدنيوية التي لا تقف عند حد كل ذلك لتتهذب البشرية بهذه الأداب المحمدية وهذه السيرة العطرة فالذي يترك الدنيا لاجل الاخرة هو الذي يفوز برضوان الله تعالى والذي يترك الآخرة لأجل الدنيا فسيخسرهما معا.
لذا نجد ان أولياء الله لا تخدعهم الدنيا ويتحملون مرارتها لينالوا حلاوة الآخرة وأعرضوا عن زهرة وحلاوة الدنيا ، أنظر إلى أصحاب الحسين (ع) كيف اختاروا الآخرة واعرضوا عن زهرة وحلاوة الدنيا في سبيل نصرة الدين ونصرة الحسين (عليه السلام)
فشمر لما يرضى المهيمن فعله فكل امريءِِ يجزي بما كان يكسب
كما شمرت بالطف صحب ابن فاطمِِِِِِِِ فراحت بها الأمثال للحشر تضرب
تعليق