
أراد أحد التجار العراقيين أن يذهب إلى الحج ، فجمع أمواله المنقولة ووضعها في صندوق ، ثم جاء عن طريق النجف .
سأل من أصدق الناس ؟ ، فأودع أمواله عنده . وبما أنه رجل موثوق ، فلم يأخذ منه ورقة تثبت هذه الوديعة .
وقبل أن تنطلق القافلة إلى الحج ، كان صاحب الصندوق يأتي كل يوم إلى الشخص ويطمئن على صندوقه . بعد أن سارت القافلة ،
فتح الشخص الصندوق ليرى ما فيه ، فوجد فيه مجوهرات . فصمم على أخذها وإنكار الصندوق .
رجع التاجر من حجه واتجه مباشرة إلى الشخص وقال له : أعطني الصندوق . قال : أي صندوق ؟ لا علم لي به .
احتار أين يذهب ، إذ ليست عنده أية بينة على أنه صاحب الصندوق . فتوجه إلى مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وبعد الزيارة
قال له : أنا ضيفك ، وفلان فعل بي كذا وكذا . من شدة التألم والمناجاة وكثرة البكاء والاستنجاد ، غفا إلى جانب الضريح ، فرأى
في منامه أمير المؤمنين (عليه السلام) . قال له : اذهب إلى السيد سلمان الحطاب يخلص لك حقك !
في اليوم التالي كرر العمل ، فسمع الكلام نفسه . ثم كرره ثلاثاً ، فسمع الكلام ذاته .
عندما ذهب وسأل عن السيد سلمان الحطاب ؟ فقالوا : هذا محله ، وقد ذهب ليأتي ببعض الحطب . ولما رجع قال له : أنت سلمان
الحطاب ؟ قال : بلى ، وإني ما زلت أنتظرك من أيام ، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمرني أن أقضي حاجتك !
السد سلمان كان عنده كل يوم مجلس وعظ فيه محاضرة ، جاء العصر إلى صحن الإمام علي (عليه السلام) ، فاجتمع الناس حوله .
قال : سوف أقص عليكم ما رأيت في عالم الرؤيا :
رأيت أن القيامة قامت ، وبدأ الحساب والمرور على الصراط ، حتى جاء دوري في الحساب ، فحاسبوني بسرعةٍ لأنه ليس عندي شيء
غير قليل من التمر والحطب . وقبل أن أذهب إلى الجنة ظهر شخص من النار ، وإذ هو جاره البقال وقال : قف ، لي عندك نصف
قرش ، وأريده الآن .
قال سلمان : من أين آتيك بنصف قرش الآن ؛ قال : إما أن تعطيني حقي أو أطفىء إصبعي في جسمك !.
قال : افعل ما بدا لك . فأطفأ إصبعه في جسمي ، فاحترقتُ بنارها .
ثم قال سلمان للحضور : فمن كان عنده صندوق ليس له فليرده إلى صاحبه . فقام الشخص وأعطى التاجر صندوقه .
**************
العبرة من هذه العبرة : نستفيد من هذه القصة :
1- أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يغفر أو يسامح بحقوق الناس فيما بينهم ، فهذا حقهم الخاص .
2- وأن هناك على الصراط يوم القيامة موقفاً اسمه (المرصاد) مخصص لأخذ الناس حقوقهم من بعضهم ،
والحساب هناك دقيق عسير .
************

تعليق