
قصة الفقير والسمكة :
----------------------
كان للإمام علي بن الحسين (عليه السلام) صاحب فقير ، فقال أحد المخالفين للفقير : يزعم إمامك أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء ،
وهو غير قادر على أن يسعف فقيراً مثلك . فأتى الصاحب إلى دار الأمام وذكر له ما قاله المخالف له .
فقال (عليه السلام) : لقد أذن الله في فرجك من فقرك .
وأمر خادمه أن يعطيه القرصين اللذين أعدهما لفطوره وسحوره ، وهما من خبز القاسي .. وقال له : خذهما ، فليس عندنا غيرهما ،
فإن الله يكشف عنك الضيق وينيلك خيراً كثيراً .
فأخذهما الرجل ، ودخل السوق ، وهو لا يدري ما يصنع بهما .. فمر بسماك قد بارت سمكته وفسدت رائحتها ؛ فقال له : إن
سمكتك هذه بائرة عليك ، وأحد قرصي هذين بائر علي ، فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة وتأحذ قرصي البائر ؟! فقال : نعم.
فأعطاه السمكة وأخذ القرص . ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه ، فقال له : هل لك أن تعطيني ملحك هذا المزهود فيه بقرصي
هذا المزهود فيه ؟ قال : نعم .
فجاء الرجل بالسمكة والملح ، أصلحُ هذا بهذا . فلما سبق شق بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين فاخرتين ، فحمد الله عليهما ، ووضعهما
في جيبه . فبينما هو في سروره ذاك ، إذ قُرع بابه ، فخرج ينظر مَن بالباب . فإذا صاحب السمكة وصاحب الملك قد أتيا ،
يقول كلُ واحدٍ منهما له : يا عبد الله ، جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص ، فلم تعمل فيه أسناننا ،
وما نظنك إلا وقد تناهت بك الأمور إلى سوء الحال ، فقد رددنا إليك هذا الخبز ، وسامحناك بما أخذته منا ! فأخذ القرصين منهما .
فلما استقر به الجلوس بعد انصرافهما عنه ، قُرع بابه ؛ فإذا رسول الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول له : إن الله قد أتاك بالفرج،
فاردد إلينا طعامنا ، فإنه لا يأكله غيرنا . وباع الرجل اللؤلؤتين بمالٍ وفير وحسنت حاله .
*************

تعليق