
يُروى أن شخصاً متديناً في العراق اسمه السيد محمد علي القزويني ، يملك خمسمائة ليرة ذهبية ، وهو يعرف أن الخمس
واجب ، ويريد أن يبرئ ذمته تجاه ربه بأن يدفع ما عليه ، ولكنه كلما هم بدفع الخمس لم تطاوعه نفسه وانقطعت حيلته .
ويوماً من الأيام أخذ المال الذي عليه ووصل إلى باب الحاكم الشرعي (العالم) ، فلم تطاوعه نفسه دفع مائة ليرة ذهبية .
فرجع ثم أعاد الكرة عدة مرات دون جدوى .
ويوماً عزم عزماً أكيداً على الدفع . فأخذ المال ووضعه في جيبه . ولما وصل إلى حضرة العالم ، وجد
عنده عدة أشخاص ، فقال للحاضرين : من فضلكم كتفوني ، وأخرجوا المال الذي في جيبي ، وأعطوه للعالم ، فإنني لا
أقوى على إخراجه بنفسي .
فكتفوه وربطوه بالحبل ، وأخرجوا المال من جيبه ، وهو يصيحُ ويصرخ ، فلم يلتفتوا إليه . ثم فكوه بعد
أن أعطوا العالم المبلغ . وفي تلك الحال وبعد أن أيقن أن المال الذي أخذوه منه لم يعد يرجع إليه ، قال : الحمد لله، الآن
خلصتموني من النار ، وفككتم رقبتي من عذاب جهنم .
وهذه القصة تبين مدى تعلق الناس بالمال تعلقاً شديداً ، رغم تدينهم .
وكما قال الشاعر :
قـد بُـلـينا في عصـرنا بـأنـاسٍ
يـظـلـمـون الأنـام ظـلـمـاً عـمـا
يـأكـلـون الـتـراث أكـلاً لـمـا
ويـحـبـون الـمـال حـبـا جـمـا
***************************
تعليق