بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين
اللهم صلِّ على أعلام الدين وقواعد العلم محمد وآله الغر الميامين
لقد تبين في القسمين السابقين لهذا القسم في تعريف الوسواس هو الشيطان وكل المعاني التي ذكرناها مضمونها واحد وحديث الامام الصادق عليه السلام الذي ذكرناه في نهاية القسم الثاني يبين أن الشيطان يتعرض للانسان إذا ابتعد اواهمل العبادة لله تعالى فغرضه الوحيد لعنه الله أبعاد الانسان عن طاعة الله وتضليله ولكن أكثر الأمورالتكليفية العبادية وأهمها التي يتعرض بها الشيطان بوسوسته للانسان هي (( الوضوء الصلاة التي تمثل عمود الدين والتي تحتوي على السجود الذي بسببه طرِد وجرد عن الرحمة الألهية ))
(( أما الوضوء فهو المقدمة التي بدونها لاتقبل صلاة العبد ولاترفع بل يستقر على منخريه في جهنم إن لم يسبغه )) والشواهد على هذا الكلام كثيرة نذكر منها الأكثر وضوحاً والأقرب وصولاً للأذهان والأكثر أبتعاداً عن التفاصيل الفقهية مع ملاحظة هذه الروايات تخص الوسواس في العبادة لاالشك وكثرة الشك فالفرق بينهما شاسع .
عن عبد الله إبن سنان قال : ذكرت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام رجلاً مبتلىً بالوضوء والصلاة وقلت وهو رجل عاقل ؛
فقال عليه السلام : وأي عقل له وهو يطيع الشيطان !
فقلت له : وكيف يطيع الشيطان ؟!
فقال عليه السلام : سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان .
والمقصود الانسان الذي كلما توضأ أعاد وأعاد .
علاج الوسوسة
وردت الكثير من الأيات القرآنية والروايات الشريفة الواردة عن آلِ بيت العصمة صلوات الله عليهم التي تعلمنا كيفية التخلص من هذا المرض الخطير وبطرق سهلة جدا وأهمها الذكر لأننا بينا أن الوسواس يخنس عند ذكر الله تعالى بل يحترق فمن تلك العلاجات :
1- قال تعالى (( قل أعوذ برب الناس وقراءة السورة بالكامل )) .
2- عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء رجلاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يارسول الله أشكو إليك ماألقي من الوسوسة في صلاتي حتى لاأدري ماصليت من زيادة أونقصان !
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :
إذا دخلت في الصلاة فأطعن فخذك الأيسر بأصبعك اليمنى المسبحة ثم قل :
بسم الله وبالله توكلت على الله ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " فإنك
تنحره وتطرده .
وورد في مكارم الأخلاق لوسوسة القلب يقول :
{ فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ويقرأ المعوذتين } ( أي سورتي : الفلق والناس ).
وفي وصية أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب عليه السلام لصاحبه كميل رضي الله عنه :
ياكميل : إذا وسوس لك الشيطان في صدرك فقل :
أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ،وأعوذ بمحمد الرضي من شر ماقدّر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شر الجِنّةِ والناس أجمعين )) .
وسلم تكف مؤونة أبليس والشياطين معه ، ولو أتهم كلهم أبالسة مثله .
ياكميل : إن لهم خدعاً وشقائق وزخارف ووساوس وخيلاء على كل أحد قدر منزلته في الطاعة والمعصية فبحسب ذلك يستولون عليه .
وكثيرة هي الأيات القرآنين والأدعية والأذكار الواردة في كتب الأدعية .
كل هذا علاج الوسواس بالعلاجات المعنوية وأما العلاج المادي للتخلص من الوسوسة
فقد ورد عن الامام الرضا أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
كلوا الرمان ، فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب ، وأخرجت الشيطان أربعين يوماً .
وقال أبو عبد الله عليه السلام :
عليكم بالسواك فإنه يذهب وسوسة الصدر .
وقال أيضاًعليه السلام :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغسل رأسه بالسدر ويقول : أغسلوا رؤوسكم بورق السدر ونقّوا فإنه قدسه كل ملك مقرب ونبي مرسل .
ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله تعالى عنه وسوسة الشيطان سبعين يوماً لم يعصِ الله ومن لم يعصِ دخل الجنة .
فالنتيجة يمكن دفع الوسوسة بــ :
1- التوكل على الله تعالى والأعتصام به وحسن الظن به .
2- تدفع الوسوسة بدوام المراقبة للنفس والأستقامة ، وكثرة الذكر وأدمانه ، قال تعالى { إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } الأعراف : 201
3- وتدُفع أيضاً بالنظر والتفكر في عواقب المعصية من العذاب الأخروي والمصائب الدنيوية .
4- والعمدة في الباب هو معالجة هذا المرض ولاشك في أن المعالجة متوقف على معرفة ماهية المرض .وبالجملة يجب على العبد مخالفة الشيطان والتثبت في جادة الشرع دون أي أفراط وتفريط ولو كان في حكم واحد مثل الطهارة فإن قال الشارع بطهارة الشيء أطاعه ولايكرر هذا العمل حتى للأحتياط حذراً من وقوعه في حبل الشيطان .
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجنبنا وساوس شياطين الجن والإنس
ويقوينا على محاربتهم والنصر عليهم
بحق محمد وآلِ محمد
تعليق