بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف خلقه محمد و اله الطاهرين ...
و بعد ...
فان معنى العرش ـ ربما هو من المعاني غير الواضحة ـ و ربما المبهمة لدى الكثير من الناس ـ و خصوصا عوامهم ـ ...
الكلمات التالية محاولة يسيرة لتسليط الضوء على معنى العرش ... عبر تفسير الاية 7 من سورة هود " و كان عرشه على الماء " فمن اجل ان نفهم تفسير هذه الجملة ينبغي ان نفهم المراد من كلمتي العرش و الماء ...
فالعرش في الاصل يعني السقف او ما يكون له سقف ، كما يطلق على الاسرة العالية كاسرة الملوك و السلاطين الماضين ، و يطلق على خشب بعض الاشجار و غير ذلك .
عرش يعرش عرشا بنى بناءا من خشب و عرش البيت بناه وعرش العرش عمله اعرش بنى عريشا العرش (م) ج اعراش و عرش (بضم العين و الراء) و عروش : سرير الملك
و لكن هذه الكلمة استعملت مجازا بمعنى القدرة ، فيقال استوى فلان على العرش كناية على بلوغه القدرة ، كما يقال فل عرش فلان كناية على ذهاب قدرته ...
كما ان العرش يطلق احيانا على عالم الوجود لان عرش قدرة الله يستوعب جميع هذا العالم .
اما الماء فمعناه معروف و هو السائل المستعمل للشرب و التطهير ، الا انه قد يطلق على كل سائل مائع كالفلزات المائعة و ما اشبه ذلك .
و بضميمة ما قلناه في تفسير هاتين الكلمتين : يستفاد انه في بداية الخلق كان الكون بصورة مواد ذائبة مع غازات مضغوطة للغاية حيث كانت على صورة مواد ذائبة او مائعة و بعدئذ حدثت اهتزازات شديدة و انفجارات عظيمة في هذه المواد المتراكمة الذائبة و اخذت تتقاذف اجزاء من سطحها الى الخارج ، و اخذ هذا الوجود المترابط بالانفصال . ثم نشأت بعد ذلك الكواكب السيارة و المنظومات الشمسية و الاجرام السماوية .
فعلى هذا نقول : ان عالم الوجود و مرتكزات قدرة الله كانت مستقرة بادئ الامر على المواد المتراكمة الذائبة و هذا الامر الذي اشير اليه في الاية 30 من سورة الانبياء (*) و المعنى : كان عرشه يوم خلقهن (السماوات و الارض)على الماء و كون العرش على الماء كناية عن ان ملكه تعالى كان مستقرا يومئذ على هذا الماء الذي هو مادة الحياة ، فعرش الملك مظهر ملكه و استقراره على محل هو استقرار ملكه عليه كما ان استواءه على العرش استواء على الملك و اخذه في تدبيره و قول بعضهم : ان المراد بالعرش البناء اخذا من قوله تعالى "وما يعرشون" اي يبنون فهو بعيد عن الفهم ...
الخلاصة : من خلال ما سبق يمكن ان نخلص ادرلى مايلي :
1) التدرج في النشأة لعوالم الموجودات و انبثاقها بالاصل من الماء (مفهوما) ...
2) ان قدرة الله و ملكه لا تتأثران بحال من الاحوال بوجود الخلق او انعدامهم ، كما تشير الاية بان ملكه مستقر و مستو على الماء او ما اشبه ... قبل ان يخلق الخلق الاخرين فان عرشه قبل خلق السماوات و الارض قائم بقدرة الله .
3) ان ما ورد من تفسير العرش بالبناء لا يصح بحال فهو يستلزم التحيز المؤدي الى التجسيم الباطل .
4) و لعل اهم ما في الاية هو انبساط قدرة الله و ملكه (عرشه) على كل شيء رغم ان الاية لا تشير الى صراحة لهذا بل تذكر الماء الذي هو الاصل لكل شيء حي .
**** و هذا ما توصل اليه فهمنا القاصر ، و نستغفر الله لكل زلل و خطأ ، و عذرا للقارئ الكريم و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1) المنجد في اللغة باب عرش
2) تفسير الامثل السيد مكارم الشيرازي ج 6 ص 323
3) الميزان في تفسير القران العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ج ص 144
4) تفسير القران السيد عبدالله شبر ص 227
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
*تابع الاية 30 من سورة الانبياء ( اولم ير الذين كفروا ان السموات و الارض كانت رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون )
و الصلاة و السلام على اشرف خلقه محمد و اله الطاهرين ...
و بعد ...
فان معنى العرش ـ ربما هو من المعاني غير الواضحة ـ و ربما المبهمة لدى الكثير من الناس ـ و خصوصا عوامهم ـ ...
الكلمات التالية محاولة يسيرة لتسليط الضوء على معنى العرش ... عبر تفسير الاية 7 من سورة هود " و كان عرشه على الماء " فمن اجل ان نفهم تفسير هذه الجملة ينبغي ان نفهم المراد من كلمتي العرش و الماء ...
فالعرش في الاصل يعني السقف او ما يكون له سقف ، كما يطلق على الاسرة العالية كاسرة الملوك و السلاطين الماضين ، و يطلق على خشب بعض الاشجار و غير ذلك .
عرش يعرش عرشا بنى بناءا من خشب و عرش البيت بناه وعرش العرش عمله اعرش بنى عريشا العرش (م) ج اعراش و عرش (بضم العين و الراء) و عروش : سرير الملك
و لكن هذه الكلمة استعملت مجازا بمعنى القدرة ، فيقال استوى فلان على العرش كناية على بلوغه القدرة ، كما يقال فل عرش فلان كناية على ذهاب قدرته ...
كما ان العرش يطلق احيانا على عالم الوجود لان عرش قدرة الله يستوعب جميع هذا العالم .
اما الماء فمعناه معروف و هو السائل المستعمل للشرب و التطهير ، الا انه قد يطلق على كل سائل مائع كالفلزات المائعة و ما اشبه ذلك .
و بضميمة ما قلناه في تفسير هاتين الكلمتين : يستفاد انه في بداية الخلق كان الكون بصورة مواد ذائبة مع غازات مضغوطة للغاية حيث كانت على صورة مواد ذائبة او مائعة و بعدئذ حدثت اهتزازات شديدة و انفجارات عظيمة في هذه المواد المتراكمة الذائبة و اخذت تتقاذف اجزاء من سطحها الى الخارج ، و اخذ هذا الوجود المترابط بالانفصال . ثم نشأت بعد ذلك الكواكب السيارة و المنظومات الشمسية و الاجرام السماوية .
فعلى هذا نقول : ان عالم الوجود و مرتكزات قدرة الله كانت مستقرة بادئ الامر على المواد المتراكمة الذائبة و هذا الامر الذي اشير اليه في الاية 30 من سورة الانبياء (*) و المعنى : كان عرشه يوم خلقهن (السماوات و الارض)على الماء و كون العرش على الماء كناية عن ان ملكه تعالى كان مستقرا يومئذ على هذا الماء الذي هو مادة الحياة ، فعرش الملك مظهر ملكه و استقراره على محل هو استقرار ملكه عليه كما ان استواءه على العرش استواء على الملك و اخذه في تدبيره و قول بعضهم : ان المراد بالعرش البناء اخذا من قوله تعالى "وما يعرشون" اي يبنون فهو بعيد عن الفهم ...
الخلاصة : من خلال ما سبق يمكن ان نخلص ادرلى مايلي :
1) التدرج في النشأة لعوالم الموجودات و انبثاقها بالاصل من الماء (مفهوما) ...
2) ان قدرة الله و ملكه لا تتأثران بحال من الاحوال بوجود الخلق او انعدامهم ، كما تشير الاية بان ملكه مستقر و مستو على الماء او ما اشبه ... قبل ان يخلق الخلق الاخرين فان عرشه قبل خلق السماوات و الارض قائم بقدرة الله .
3) ان ما ورد من تفسير العرش بالبناء لا يصح بحال فهو يستلزم التحيز المؤدي الى التجسيم الباطل .
4) و لعل اهم ما في الاية هو انبساط قدرة الله و ملكه (عرشه) على كل شيء رغم ان الاية لا تشير الى صراحة لهذا بل تذكر الماء الذي هو الاصل لكل شيء حي .
**** و هذا ما توصل اليه فهمنا القاصر ، و نستغفر الله لكل زلل و خطأ ، و عذرا للقارئ الكريم و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1) المنجد في اللغة باب عرش
2) تفسير الامثل السيد مكارم الشيرازي ج 6 ص 323
3) الميزان في تفسير القران العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ج ص 144
4) تفسير القران السيد عبدالله شبر ص 227
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
*تابع الاية 30 من سورة الانبياء ( اولم ير الذين كفروا ان السموات و الارض كانت رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون )
تعليق