بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(في اثبات غيبة الامام الحجة محمد بن الحسن (عليهم السلام))
*قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، من أيّ ولدك ؟ قال : من وَلَدي هذا . وضرب بيده على الحسين» . هذه الرواية في المصادر عن أبي القاسم الطبراني(1) ، وابن عساكر الدمشقي ، وأبي نعيم الاصفهاني ، وابن قيّم الجوزية ، ويوسف بن يحيى المقدسي(2) ، وشيخ الاسلام الجويني(3) ، وابن حجر المكي صاحب الصواعق(4) .
*قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)لبضعته الزهراء سلام الله عليها وهو في مرض وفاته : «ما يبكيك يا فاطمة ، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى الارض إطّلاعة أو اطْلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته إيّاك واتّخذته وصيّاً ، أما علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاك زوّجك أعلمهم علماً ، وأكثرهم حلماً ، وأقدمهم سلماً . فضحكت واستبشرت ، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيدها مزيد الخير ، فقال لها : ومنّا مهدي الاُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه ، ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال : من هذا مهدي الاُمّة» .وهذا الحديث رواه كما في المصادر : أبو الحسن الدارقطني ، أبو المظفر السمعاني ، أبو عبدالله الكنجي ، وابن الصبّاغ المالكي(5)
*قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق ، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً» .
وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد ، والطبراني ، وأبي نعيم ، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر(6) .
هذا بحسب الروايات . وأمّا بحسب أقوال العلماء المحدّثين والمؤرّخين والمتصوفين ، هؤلاء أيضاً يصرّحون بأنّ المهدي ابن الحسين ، أي من ذريّة الحسين ، ويضيفون على ذلك أنّه ابن الحسن العسكري ، وأيضاً مولود وموجود ، هؤلاء عدة كبيرة من العلماء من أهل السنّة في *قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يخرج المهدي من ولد الحسين من قبل المشرق ، لو استقبلته الجبال لهدمها واتّخذ فيها طرقاً» .
وهذا الحديث كما في المصادر عن نعيم بن حمّاد ، والطبراني ، وأبي نعيم ، والمقدسي صاحب كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر(6) .
مختلف العلوم أذكر أشهرهم :
أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري ، المتوفى سنة 279 هـ .
أبو بكر البيهقي ، المتوفى سنة 458 هـ .
ابن الخشّاب ، المتوفى سنة 567 هـ .
ابن الازرق المؤرخ ، المتوفى سنة 590 هـ .
ابن عربي الاندلسي صاحب الفتوحات المكية ، المتوفى سنة 638 هـ .
ابن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة 653 هـ .
سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفى سنة 654 هـ .
الكنجي الشافعي ، المتوفى سنة 658 هـ .
صدر الدين القونوي ، المتوفى سنة 672 هـ .
صدر الدين الحموي ، المتوفى سنة 723 هـ .
(الاستدلال بالايات في بطلان التشكيك)
أمّا الايات فأتمكن أن أقول هي بين خمس إلى ست، طبيعي الايات التي لا تحتاج إلى تفسير من قبل أهل البيت سلام الله عليهم والتي هي ظاهرة بنفسها، وواحدة من تلك الايات ما تلوته على مسامعكم الشريفة: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بأَفْواهِهِمْ)، نور الله هو الاسلام (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)، هذا إخبار من الله عزوجل بأنّ نوره سوف يتمّه على جميع الكرة الارضية، ومصداق ذلك لم يتحقق بعد، وحيث أنّه لا يحتمل في حقه سبحانه عز وجل الاخبار على خلاف الواقع، فلابد وأنّ إتمام النور سوف يتحقق يوماً من الايام، ولا يحتمل تحقّقه إلاّ على يد هذا المصلح وهو الامام صلوات الله عليه، هذه الاية بنفسها ظاهرة بلا حاجة الى تفسير روائي.
ومن هذا القبيل قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أنَّ الارْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُون)(7)، المقصود من الارض جميع الارض، ولحدّ الان لم يرث جميع الارض العباد الصالحون، ولابدّ وأن يتحقق هذا فيما بعد في المستقبل، ولا يحتمل تحققه إلاّ على يد الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه.
(سفراء الامام المهدي (عج)
أنّ الامام (عليه السلام) في فترة الغيبة الصغرى كان وثيق الصلة بقواعده الشعبية، لكن بطريقة تماس تتناسب مع غيبته (عليه السلام)، وهذه الطريقة هي عبارة عن طريقة السفراء.
مسألة السفراء من المسائل المهمّة في واقع الامر، يعني كيف نعرف أنّ هذا الشخص سفير عن الامام سلام الله عليه، لا سيما وأنّنا نعلم أن هنالك من ادعى السفارة كذباً وزوراً، وهذا باب واسع فتحه جملة من العلماء، عقد مثلاً الشيخ الطوسي(8) أعلى الله مقامه أو الشيخ الصدوق(9) أو العلامة المجلسي (10) أعلى الله مقامهم .
وحكم الامام سلام الله عليه في توقيع من توقيعاته المقدسة بضلاله وانحرافه، محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني المعروف ، وأعلن عن ذلك أيضاً سفيره الحسين بن روح النوبختي.
1-لاثبات نيابتهم اتفاق ثقات الرواة والعلماء على نص الامام المعصوم (عليه السلام) على أولهم، ثم شهادتهم على نصّ السابق على اللاحق باعتبار أن مما تجب طاعة النائب واجب الطاعة فيه هو تعيينه لمن يأتي من بعده.
2-ثم لخط الامام سلام الله عليه المعروف، وهذا أيضاً أشار إليه الشيخان الصدوق والطوسي رضوان الله عليهما، قالوا في ضمن كلامهم: ممّا كان يعرف به الناس أنّ هذا سفير الامام سلام الله عليه أنّه كان الوحيد الذي يتصدّى لنقل خط الامام وتوقيعاته المقدسة.
3-ثم قضية الكرامات الكثيرة التي كانت تجري على أيديهم لاثبات سفارتهم، وبعض الكرامات تجري على أيديهم مباشرةً بعنوانهم، وتارةً كانت تجري على أيديهم منسوبةً إلى موكلهم صلوات الله وسلامه عليه، يعني هو النائب يقول: أخبرني بذلك سيدي، كما في القضية المعروفة المنقولة عن أبي علي البغدادي، والرواية يرويها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في إكمال الدين يقول: جاءت أمرأة تسأل عن نائب الامام سلام الله عليه في الغيبة الصغرى،
وكانت أيّام نيابة الحسين بن روح النوبختي، فقال لها رجل من قم: النائب هو الحسين بن روح، فدخلت على أبي القاسم، فكانت معها حقيبة أو محفظة فيها جملة من المجوهرات ـ الذهب وما شاكل ذلك ـ فدخلت عليه وسألته ـ أرادت أن ترى منه كرامة حتى تعرف أنّه هو النائب حقاً ـ قالت له: أخبرني بما تحت عباءتي؟ قال لها: القيه في دجلة ثم اقبلي إلينا لوجهك، يقول أبو علي البغدادى: والله أنّي شاهد هذه القضية ما زدت فيها ولا نقصت حرفاً، فذهبت والقتها في دجلة ثم رجعت بسرعة إلى الحسين بن روح، وإذا بها تجد محفظتها بين يدي الحسين بن روح وبعدها على قفلها لم تفتح، قال: أو أخبرك بما فيها؟ قالت: وما؟ قال: فيها كذا مجوهرات، كذا حلقات ذهب، كذا سوار، كذا خصوصيات إلى آخره، يقول: فوالله لقد دهشت أنا والمرأة وعجبنا وسألناه ممّ علمت ذلك؟ قال: دلّني على ذلك سيدي صاحب الامر صلوات الله عليه(11).
(ما روى في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر عليه السلام )
[وذكر مولانا أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام بعده وانذارهم بها].
*حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا .إسحاق بن سنان، قال: حدثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه(عليه السلام)، قال: " زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين(عليه السلام) فركب هو وابناه الحسن والحسين(عليهم السلام) فمر بثقيف، فقالوا قد جاء على يرد الماء، فقال علي(عليه السلام): أما والله لا قتلن أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم، تمييزا لاهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة ".
نظيره من طرق العامة ما رواه مسلم عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " لا يزال هذا الامر في قريش ما بقى من الناس اثنان " وذلك لانه كما يحتاج الناس إلى الحجة من حيث الاجتماع لامر له مدخل في نظامهم ومعاشهم كذلك يحتاجون اليه من حيث الانفراد لامرله مدخل في معرفة مبدئهم ومعادهم وعباداتهم وانما؟ تم بحجية أحدهما ووجوب اطاعة الاخر له.(المرآة) [أقول: والظاهر أن المراد من امثال هذه الاحاديث أنه لابد للناس من امام ولو كانا اثنين].
*وروي أن في صاحب الامر (عليه السلام) سنة من موسى عليه السلام، قلت وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلى أن أذن الله تعالى بنصره(12). ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة، وأخرى في الغار، وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.
*وروى سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح(13)، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:إن للغلام(14) غيبة قبل أن يقوم، قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف [له](15)، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: [ما ولد ومنهم من يقول:](16) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ فقال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك " إلى آخره(17).
*أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي(18) القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان(19) الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق(20) به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموه(12) بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
عافانا الله وإياكم من الضلالة(22) والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا.
يا هؤلاء ! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون(23)؟ أو ما سمعتم الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوليالامر منكم) *(24)؟ أوما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن(25) الماضين والباقين منهم عليهم السلام؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى أن ظهر الماضي عليه السلام، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون.وإن الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالى لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين(26) منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب.فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل(27) الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة(28) عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالكوالاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(29).
أمّا الايات فأتمكن أن أقول هي بين خمس إلى ست، طبيعي الايات التي لا تحتاج إلى تفسير من قبل أهل البيت سلام الله عليهم والتي هي ظاهرة بنفسها، وواحدة من تلك الايات ما تلوته على مسامعكم الشريفة: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بأَفْواهِهِمْ)، نور الله هو الاسلام (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)، هذا إخبار من الله عزوجل بأنّ نوره سوف يتمّه على جميع الكرة الارضية، ومصداق ذلك لم يتحقق بعد، وحيث أنّه لا يحتمل في حقه سبحانه عز وجل الاخبار على خلاف الواقع، فلابد وأنّ إتمام النور سوف يتحقق يوماً من الايام، ولا يحتمل تحقّقه إلاّ على يد هذا المصلح وهو الامام صلوات الله عليه، هذه الاية بنفسها ظاهرة بلا حاجة الى تفسير روائي.
ومن هذا القبيل قوله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أنَّ الارْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُون)(7)، المقصود من الارض جميع الارض، ولحدّ الان لم يرث جميع الارض العباد الصالحون، ولابدّ وأن يتحقق هذا فيما بعد في المستقبل، ولا يحتمل تحققه إلاّ على يد الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه.
(سفراء الامام المهدي (عج)
أنّ الامام (عليه السلام) في فترة الغيبة الصغرى كان وثيق الصلة بقواعده الشعبية، لكن بطريقة تماس تتناسب مع غيبته (عليه السلام)، وهذه الطريقة هي عبارة عن طريقة السفراء.
مسألة السفراء من المسائل المهمّة في واقع الامر، يعني كيف نعرف أنّ هذا الشخص سفير عن الامام سلام الله عليه، لا سيما وأنّنا نعلم أن هنالك من ادعى السفارة كذباً وزوراً، وهذا باب واسع فتحه جملة من العلماء، عقد مثلاً الشيخ الطوسي(8) أعلى الله مقامه أو الشيخ الصدوق(9) أو العلامة المجلسي (10) أعلى الله مقامهم .
وحكم الامام سلام الله عليه في توقيع من توقيعاته المقدسة بضلاله وانحرافه، محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني المعروف ، وأعلن عن ذلك أيضاً سفيره الحسين بن روح النوبختي.
1-لاثبات نيابتهم اتفاق ثقات الرواة والعلماء على نص الامام المعصوم (عليه السلام) على أولهم، ثم شهادتهم على نصّ السابق على اللاحق باعتبار أن مما تجب طاعة النائب واجب الطاعة فيه هو تعيينه لمن يأتي من بعده.
2-ثم لخط الامام سلام الله عليه المعروف، وهذا أيضاً أشار إليه الشيخان الصدوق والطوسي رضوان الله عليهما، قالوا في ضمن كلامهم: ممّا كان يعرف به الناس أنّ هذا سفير الامام سلام الله عليه أنّه كان الوحيد الذي يتصدّى لنقل خط الامام وتوقيعاته المقدسة.
3-ثم قضية الكرامات الكثيرة التي كانت تجري على أيديهم لاثبات سفارتهم، وبعض الكرامات تجري على أيديهم مباشرةً بعنوانهم، وتارةً كانت تجري على أيديهم منسوبةً إلى موكلهم صلوات الله وسلامه عليه، يعني هو النائب يقول: أخبرني بذلك سيدي، كما في القضية المعروفة المنقولة عن أبي علي البغدادي، والرواية يرويها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في إكمال الدين يقول: جاءت أمرأة تسأل عن نائب الامام سلام الله عليه في الغيبة الصغرى،
وكانت أيّام نيابة الحسين بن روح النوبختي، فقال لها رجل من قم: النائب هو الحسين بن روح، فدخلت على أبي القاسم، فكانت معها حقيبة أو محفظة فيها جملة من المجوهرات ـ الذهب وما شاكل ذلك ـ فدخلت عليه وسألته ـ أرادت أن ترى منه كرامة حتى تعرف أنّه هو النائب حقاً ـ قالت له: أخبرني بما تحت عباءتي؟ قال لها: القيه في دجلة ثم اقبلي إلينا لوجهك، يقول أبو علي البغدادى: والله أنّي شاهد هذه القضية ما زدت فيها ولا نقصت حرفاً، فذهبت والقتها في دجلة ثم رجعت بسرعة إلى الحسين بن روح، وإذا بها تجد محفظتها بين يدي الحسين بن روح وبعدها على قفلها لم تفتح، قال: أو أخبرك بما فيها؟ قالت: وما؟ قال: فيها كذا مجوهرات، كذا حلقات ذهب، كذا سوار، كذا خصوصيات إلى آخره، يقول: فوالله لقد دهشت أنا والمرأة وعجبنا وسألناه ممّ علمت ذلك؟ قال: دلّني على ذلك سيدي صاحب الامر صلوات الله عليه(11).
(ما روى في غيبة الامام المنتظر الثاني عشر عليه السلام )
[وذكر مولانا أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام بعده وانذارهم بها].
*حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا .إسحاق بن سنان، قال: حدثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه(عليه السلام)، قال: " زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين(عليه السلام) فركب هو وابناه الحسن والحسين(عليهم السلام) فمر بثقيف، فقالوا قد جاء على يرد الماء، فقال علي(عليه السلام): أما والله لا قتلن أنا وابناي هذان وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم، تمييزا لاهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة ".
نظيره من طرق العامة ما رواه مسلم عن النبى صلى الله عليه وآله قال: " لا يزال هذا الامر في قريش ما بقى من الناس اثنان " وذلك لانه كما يحتاج الناس إلى الحجة من حيث الاجتماع لامر له مدخل في نظامهم ومعاشهم كذلك يحتاجون اليه من حيث الانفراد لامرله مدخل في معرفة مبدئهم ومعادهم وعباداتهم وانما؟ تم بحجية أحدهما ووجوب اطاعة الاخر له.(المرآة) [أقول: والظاهر أن المراد من امثال هذه الاحاديث أنه لابد للناس من امام ولو كانا اثنين].
*وروي أن في صاحب الامر (عليه السلام) سنة من موسى عليه السلام، قلت وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلى أن أذن الله تعالى بنصره(12). ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة، وأخرى في الغار، وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.
*وروى سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح(13)، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:إن للغلام(14) غيبة قبل أن يقوم، قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف [له](15)، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: [ما ولد ومنهم من يقول:](16) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ فقال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك " إلى آخره(17).
*أخبرني جماعة، عن أبي محمد التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي(18) القمي، قال: حدثني محمد بن علي بن بنان(19) الطلحي الآبي، عن علي بن محمد بن عبدة النيسابوري، قال: حدثني علي بن إبراهيم الرازي، قال: حدثني الشيخ الموثوق(20) به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أن أبا محمد عليه السلام مضى ولا خلف له، ثم إنهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموه(12) بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
عافانا الله وإياكم من الضلالة(22) والفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب أنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمورهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لان الله معنا ولا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا.
يا هؤلاء ! ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنعكسون(23)؟ أو ما سمعتم الله عزوجل يقول: *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوليالامر منكم) *(24)؟ أوما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم عن(25) الماضين والباقين منهم عليهم السلام؟ أوما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى أن ظهر الماضي عليه السلام، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم؟ فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله تعالى أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله سبحانه وهم كارهون.وإن الماضي عليه السلام مضى سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومن هو خلفه ومن هو يسد مسده، لا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أن أمر الله تعالى لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبين(26) منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب.فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الامر إلينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى الشمال، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد علي وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والاشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنا به من منازعة الظالم العتل(27) الضال المتتابع في غيه، المضاد لربه، الداعي ما ليس له، الجاحد حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب.وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءة(28) عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإياكم من المهالكوالاسواء، والآفات والعاهات كلها برحمته، فإنه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليا وحافظا، والسلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما(29).
-----------------------------------
1 -المعجم الكبير 10/166 رقم 10222 باختلاف .
2- عقد الدرر في أخبار المنتظر : 56 ـ انتشارات نصايح ـ قم ـ 1416 هـ .
3- فرائد السمطين 2/325 رقم 575 عن حذيفة بن اليمان ـ مؤسسة المحمودي ـ بيروت ـ 1400 هـ .
4- الصواعق المحرقة : 249 وما بعدها .
5- البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي : 502 (ضمن كفاية الطالب) ـ دار احياء تراث أهل البيت ـ طهران ـ 1404 هـ .
فاصلهالفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي : 296 ـ منشورات الاعلمي ـ طهران .
6- الفتن لنعيم بن حماد 1/371 ح1095 ، عقد الدرر : 282 عن الطبراني وأبي نعيم ، وانظر الحاوي للفتاوي 2/66 عن ابن عساكر .
7- الانبياء.
8ـ الغيبة للطوسي: 397.
9ـ كمال الدين: 485 .
10ـ البحار 51: 367.
11 ـ كمال الدين: 519، الثاقب في المناقب: 602 ح 14.
12-عنه إثبات الهداة: 3 / 509 ح 327.
13- قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان، مولى، كوفي، يكنى أبا عبدالله، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وعنونه الشيخ والبرقي في رجاليهما،(*)
14- في نسخة " ح " للغلام(للقائم خ ل).
15- من نسخة " ف ".
16- من الكمال والبحار.
17- عنه البحار: 52 / 146 ح 70 وعن كمال الدين: 342 ح 24 بأسانيده الثلاثة عن زرارة وغيبة النعماني: 166 ح 6 - باسناده عن زرارة - وعن الكليني باسناده عن زرارة وباسناده الآخر عن عثمان بن عيسى.
وصدره في إثبات الهداة: 3 / 443 ح 18 عن الكافي: 1 / 337 ح 5 باختلاف يسير وعن كتابنا هذا.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 590 عن غيبة النعماني والكافي: 1 / 337 ح 5 وفي ص 588 عن الكافي: 1 / 342 ح 29.
وصدره أيضا في الاثبات المذكور: 444 ح 23 عن الكافي: 1 / 338 ح 9 باختلاف يسير.
وفي الاثبات أيضا ص 472 ح 150 عن الكمال إلى قوله عليه السلام " يرتاب المبطلون ".
وأورده في إعلام الورى: 405 عن أحمد بن محمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى كما في الكمال.وله تخريجات أخر تركناها رعاية للاختصار.(*)
18- في البحار ونسخة " ف " الحسين بن محمد القمي.
19- في البحار: زبيان الطلحي.
20- في نسخة " ف " الموثق.
12- في البحار واعلموا.
22- في نسخة " أ، ف، م " من الضلال.
23- كذا في نسخ الاصل والبحار والاحتجاج، والظاهر " تنتكسون " يقال: انتكس أي وقع على رأسه، وانقلب على رأسه حتى جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره(من حاشية البحار).
24- النساء: 59
25- في نسخ " أ، ف، م " على.
26- في نسخة " ف " ابتهر وفي البحار ونسختي " أ، م " تبهر.
27- في البحار، الظالم العتل جعفر الكذاب، ويحتمل خليفة ذلك الزمان، " انتهى ".
والعتل بضمتين مشدودة اللام الاكول المنيع الجافي الغليظ(القاموس).
28- يقال: أردأه: أهلكه، كقوله: تنادوا فقالوا أردت الخيل نائبا(حاشية البحار).
29- عنه البحار: 53 / 178 ح 9 وعن الاحتجاج: 466.
تعليق