بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِمْ يَا كَرِيِمْ
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

..منذ ان اشرق نور الاسلام نالت المراة اهتماما ملحوظا ، ووجدت لنفسها مكانة كبيرة
انستها ماكانت عليه من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق .
ومن منطلق إشراقة الإسلام أولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
وبعده الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) المرأة اهتماما خاصا في مختلف المجالات والاتجاهات ،
ولتعضيد ذلك نقف عند المرأة في فكر أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) .
إذ كان ( عليه السلام ) يتفكر فيها كأية من آيات الخالق تبارك وتعالى ،
وأكد على أنها تجلِِ من تجلّيات الله (عز وجل) وكان ( عليه السلام ) يصفها بالريحانة حيث يقول
: ( لاتملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها ، فإن المرأة ريحانة وليست قهرمانة )
، وريحانة تعني الرحمة ، وهي حقا ريحانة تعطر جو أسرتها بشذى إدارتها لدفة البيت
بالتعاون مع الزوج والأخ والأب .
والإمام علي ( عليه السلام ) بقوله هذا قد وصف المرأة بأجمل وارق الأوصاف
حين مثلها بالريحانة بكل ماتشتمل عليه هذه اللفظة من معان براقة ولطيفة وجميلة
تسر الناظر إليها ، بخلاف القهرمانة التي تختص بأمور الخدمة والعمل فحسب .
ومن المعلوم أن الإسلام لم يرد للمرأة أن تختص بأمور الخدمة والاشتغال
وإنما أراد لها أن تكون منارا فكريا وتربويا ، وحضنا دافئا في هذه الحياة ،
والإمام علي ( عليه السلام ) انطلق بفكره في شأن المرأة من هذا الجانب ،
فبقوله ( عليه السلام ) :
( لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست قهرمانة )
إنما ركز على إعفاء المرأة من كل عمل شاق وعدم اجبارها على تحمل ما لا يطاق
من المهام والمسؤوليات التي تكلفها ما لا تطيق ؛ لأن مهمتها كأم ومربية للأجيال وزوجة
واسهامها في تكوين أسرة ناجحة تتطلب منها جهدا غير هين .
ومن هنا فليس من حق أحد كائنا من كان أن يلزم المرأة بغير ماكلفها الله تعالى به
إلا إذا وافقت هي بنفسها على ذلك ، وكان الأمر الذي كلفت به موافقا للشريعة
الإسلامية بما يتناسب وكينونتها ، وهذا ما ذهبت إليه الشريعة الإسلامية
واطلقه سيد الاوصياء بتصريحاته وأقواله الخاصة بالمرأة ،
التي جاءت متوافقة ومرضاة الله تبارك وتعالى .
دمتــــــــــــــم بخيــــــــــــــر
تعليق