يظهر من الروايات أنّ النبي يونس عليه السلام كان قد ترك المداراة وفعل غير ما ينبغي فعله من باب الأولوية ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ)ونزل به ما نزل.
فقد روي عن أبي عبدالله الصادق سلام الله عليه أنّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة في ليلتها، ففُقد من الفراش، فدخلها من ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائماً رافعاً يديه يبكي ويقول: اللهم لا تنـزع منـّي صالح ما أعطيتنـي أبداً. اللهم ولا تكلنـي إلى نفسي طرفة عين أبداً. اللهم لا تُشمت بي عدواً ولا حاسداً أبداً. اللهم لا تردّني فيسوء استنقذتنـي منه أبداً.
قال: فانصرفت أمّ سلمةتبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟
فقالت: بأبي أنت وأمّي يارسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، تسأله أن لا يشمت بك عدوّاً أبداً ولا حاسداً وأن لا يردّك في سوء استنقذك منه أبداً، وأن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبداً، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبداً.
فقال: يا أمّ سلمة، ومايؤمننـي، وإنّما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان منه» ).
فما كان ينبغي ليونس عليه السلام أن يستميل قومه للإيمان ثم يتركهم بعد مدّة قصيرة، بل كان الأولى مداراته لهم أكثر، لكنّه ترك الأولى لأنّ الله تعالى ـ كما يقول النبي صلى الله عليه وآله في الحديث المتقدّم ـ أوكله إلى نفسه طرفة عين!
وهذا الأمر يلزم عليناملاحظته أيضاً؛ لأننا في كثير من الأحيان قد نغضب لله تعالى ولكنه غضب عن جهل مركبـ وإن كان لله ـ لذا يجب علينا أن لا نظهر غضبنا بسرعة لئلاّ يحدث ما ربّما لاتُحمد عقباه. وهذا من المداراة أيضاً.
ثم إنّ الناس إمّا مؤمنأو كافر أو منافق، وكلّهم بحاجة إلى المداراة، فأمّا المؤمن فهو بحاجة إلى المداراة ليزداد إيماناً، والكافر يحتاجها ليسلم، والمنافق ليُقلع شيئاً فشيئاً عن نفاقه ويصير مؤمناً.
والمسلم بكلا قسميه يحتاج للمداراة ليثبت على إسلامه ويقوّيه.
فقد روي عن أبي عبدالله الصادق سلام الله عليه أنّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة في ليلتها، ففُقد من الفراش، فدخلها من ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائماً رافعاً يديه يبكي ويقول: اللهم لا تنـزع منـّي صالح ما أعطيتنـي أبداً. اللهم ولا تكلنـي إلى نفسي طرفة عين أبداً. اللهم لا تُشمت بي عدواً ولا حاسداً أبداً. اللهم لا تردّني فيسوء استنقذتنـي منه أبداً.
قال: فانصرفت أمّ سلمةتبكي حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا أم سلمة؟
فقالت: بأبي أنت وأمّي يارسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر، تسأله أن لا يشمت بك عدوّاً أبداً ولا حاسداً وأن لا يردّك في سوء استنقذك منه أبداً، وأن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبداً، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبداً.
فقال: يا أمّ سلمة، ومايؤمننـي، وإنّما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان منه» ).
فما كان ينبغي ليونس عليه السلام أن يستميل قومه للإيمان ثم يتركهم بعد مدّة قصيرة، بل كان الأولى مداراته لهم أكثر، لكنّه ترك الأولى لأنّ الله تعالى ـ كما يقول النبي صلى الله عليه وآله في الحديث المتقدّم ـ أوكله إلى نفسه طرفة عين!
وهذا الأمر يلزم عليناملاحظته أيضاً؛ لأننا في كثير من الأحيان قد نغضب لله تعالى ولكنه غضب عن جهل مركبـ وإن كان لله ـ لذا يجب علينا أن لا نظهر غضبنا بسرعة لئلاّ يحدث ما ربّما لاتُحمد عقباه. وهذا من المداراة أيضاً.
ثم إنّ الناس إمّا مؤمنأو كافر أو منافق، وكلّهم بحاجة إلى المداراة، فأمّا المؤمن فهو بحاجة إلى المداراة ليزداد إيماناً، والكافر يحتاجها ليسلم، والمنافق ليُقلع شيئاً فشيئاً عن نفاقه ويصير مؤمناً.
والمسلم بكلا قسميه يحتاج للمداراة ليثبت على إسلامه ويقوّيه.