بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وسئل عليهالسلام : أي الأعمال أفضل عند الله تعالى؟
فقال (عليه السلام) : ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا ، وإن لذلك شعبا كثيرة وإن للمعاصي شعبا ، فأول ما عصي الله به الكبر ، وهو معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين.
والحسد وهو معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله ، فتشعب من ذلك حب النساء ، وحب الدنيا ، وحب الرئاسة ، وحب الراحة ، وحب الكلام ، وحب العلو ، وحب الثروة ، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا ، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والدنيا دنيا بلاغ ودنيا ملعونة » (١).
والمراد من حب الدنيا الانغماس فيها والتلهي بملذاتها عن عبادة الله تعالى ؛ علما أن فيها ما يحصل به مرضاة الله عز وجل ويبلغ به إلى الآخرة وتدفع به الضرورة والكفاف لكل من عمل عملا متقنا صالحا يفيد نفسه ويفيد الآخرين.
والمراد من لعن الدنيا عندما تبعد الإنسان عن نيل السعادة وكسب الرحمات الإلهية.
وما أكثر الذين يحبون الدنيا في أيامنا هذه فانغمسوا بملذاتها ونسوا نعم الله ، وجمعوا المال وبنوا الدور والقصور وعاشوا ليومهم فإذا أتت ساعتهم ندموا وتحسروا ، ولات ساعة مندم.
(١) أصول الكافي في باب ذم الدنيا وزين العابدين للمقرم ، ص ١٥٢. وأئمتنا لعلي محمد علي دخيّل ، ص ٣٠٤.
الإمام السجّاد جهاد وأمجاد ..الدكتور حسين الحاج حسن.
.
تعليق