بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تفسير الآية: (وكان عرشه على الماء) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
(ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)
كيف كان الكون قبل أن يخلقه الله سبحانه وتعالى؟
(هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) ذكر البخاري في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء).
و للمفسرين و الفلاسفة و المناطقة كلام كثير حول المقصود بالعرش و ما ينطوي عليه من معنى فأحياناً فسروا العرش بمعنى العلم اللامتناهي لله تبارك و تعالى وقالوا هي المالكية والقدرة الإلهية وليس المقصود بها الكرسي.
يقول العلماء إن هناك فرقاً بين العرش والكرسي:
الكرسي هو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى والعرش هو أعظم المخلوقات وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً و بين أيدينا تفاسير أخرى استندت إلى روايات إسلامية ففسرت العرش و الكرسي بأنهما موجودات عظيمة من مخلوقات الله تبارك و تعالى فقالوا إن العرش هو مجموع الأرض والسماء المتجسدة وإن الكرسي جزء من العرش وعن أبي ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض) إي إنهم يفرقون بين العرش والكرسي والله تعالى أعلم فيما إذا كان الكرسي جزء من العرش أو هو العرش نفسه وفي الحالتين دعونا ننظر ما هو حجم هذا الكرسي إن كان منفصلاً أو هو هو العرش.
لنذهب الى قول الله سبحانه وتعالى (وسع كرسيه السموات والأرض) فاذا عرفنا حجم السموات والأرض التي يسعها الكرسي سنعرف حجم هذا الكرسي ومنه سنعرف حجم عرش الرحمن الذي وصف الرسول محمد حجم الكرسي الى العرش إنها كحلقة في فلاة بالنسبة الى العرش: وللننظر كم هو حجم السموات والأرض الذي يسعه هذا الكرسي وطبقاً لقول الله تعالى (وسع كرسيه السموات والأرض ) فان حجم الكرسي سيكون بقدر حجم السموات والأرض فتعالوا نتعرف على حجمهما لنعرف حجم الكرسي الذي هو جزء عرش الرحمن على الماء قبل الخلق ومن هذه الحقائق المذهلة وحجم الكون المكتشف لحد الآن وقد نصل إلى أبعد من ذلك استناداً إلى قول الله سبحانه وتعالى والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) أي إن السموات آخذة بالتوسع وهذه حقائق اكتشفها العلم الحديث نصل أن حجم الكرسي بهذا الحجم المذهل ما هو إلا جزء من العرش وإن قبل الخلق لم يكن في الكون غير الله سبحانه وتعالى وعرشه على الماء فالكون كان لله سبحانه وتعالى والعرش والماء ومن الماء خلق الله كل شيء حي (ثم استوى على العرش (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) لذا لا شك فيه أن هذه الأيام الستة ليست من أيامنا هذه التي يقدر ليل اليوم ونهاره منها بأربع وعشرين ساعة من ساعاتنا المعروفة فإن هذه الأيام إنما وجدت بعد خلق الأرض والشمس وحدوث الليل والنهار فيا لعظمة الخالق سبحانه وتعالى عما يصفون بعد ان تعرفنا الى حجم العرش سنتعرف إلى أهمية الماء في الخلق ولماذا قال الله سبحانه وجعنا من الماء كل شيء حي وما أهمية الماء في حياة الانسان ولماذا فرض الوضوء بالماء وما أهميته في الاغتسال من الجنابة واغتسال المحيض ولم كان الماء ركناً أساسياً في حياة الخلق كل الخلق ( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون) فالماء يكون 70-90 % من أوزان معظم أنماط الحياة وهو سائل شديد التفاعل وله خواص كيمياوية تختلف عن كل السوائل الأخرى والتي تكمن في كل التفاعلات الحيوية التي تحدد كل الخواص البيولوجية للمواد العضوية مثل البروتينات والأحماض النووية وأغشية الخلايا فتغيير نسب الماء قد يدمر كل التفاعلات وبالتالي يدمر الوظائف الحيوية للخلية
وقال تعالى (وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ الماء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً) وسنبين في موضع اخر ماهو الفرق بين (وجعلنا من الماء) وبين (خلق من الماء) عند وصولنا لمبحث الخلق لقد اثبت التقدم العلمي ان مادة (الهيولي) وهي المادة الاساسية للخلية تتالف من 80% من الماء وان كل الكائنات الحية تحتوي على نسبة 50%- 80 % من الماء نسب متفاوتة فكل الحيوانات مخلوقة من الماء (والله خلق كل دابة من ماء – النور 45 ) وان البشر خلق من ماء وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا تبلغ نسبة الماء على الارض 70 % تقريبا والباقي 30 % تراب وهي نفس النسبة في جسم الانسان والماء عنصر حي ولو لم يكن حيا لما كان سببا في بقاء غيره من الكائنات الحية على قيد الحياة والدليل انه عنصر حي فقد قام عالم ياباني باثبات ان الماء يشعر بكل شيء حوله فعند النطق بكلمات طيبة تتشكل اشكال هندسية غاية بالروعة وعند النطق بكلمات سيئة مثل قتل وشيطان تختفي هذه الاشكال الجميلة وتظهر بدلا عنها اشكال بشعة وقام هذا العالم بوضع كوب من الماء على صورة الكعبة الشريفة فظهرت في الماء اشكالا هندسية رائعة حتى من دون نطق كلمات وهنا يكمن السر في القراءة على الماء وشربه والاغتسال به لان القراءات يتم تخزينها في الماء وعند شربه يعطي للجسد طاقة من اعظم الطاقات التي تحملها الايات القرانية ولذلك تبين لنا الان لم فرض علينا الوضوء قبل الصلاة ولماذا فرض الاغتسال من الجنابة وعلى المراة الاغتسال من الحيض لما للماء من قدرة على تنظيف الجسد من نجاسة روحية ومادية وهذا هو السبب في استخدام الماء في الوضوء والاغتسال وفوائده – سبحانك ربي ما خلقت هذا باطلا - وقد صنف القران الكريم انواع الماء الموجود في عالمنا لقد سمّى الله تعالى ماء الأنهار والماء المختزن تحت الأرض والذي نشربه بالماء الفرات، أي المستساغ الطعم، بينما سمّى ماء البحر بالأجاج للدلالة على ملوحته الزائدة، وسمى ماء المطر بالماء الطهور، وبذلك يكون القرآن أول كتاب يعطينا تصنيفاً علمياً للمياه كما في قول الله تعالى (واسقيناكم ماء فراتا) وهو الماء الذي يكون طعمه حلو و الماء الأجاج وهو الماء المالح (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) والماء الطهور الذي يمتلك خصائص التقطير (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) والان بعد ان عرفنا حجم العرش واهمية الماء في الحياة هل من الممكن ان نعرف حجم الماء الذي كان قبل ان يبدأ الله في الخلق نعود الى الاية الكريمة وكان عرشه على الماء وبما اننا عرفنا حجم العرش وبان العرش كان على الماء فلا بد ان تكون للماء مساحة لا نقول بحجم العرش ولكن لا بد ان تسع العرش مساحة لتغطي مكانه ليكون تماما على قدر العرش والله اعلم.
تعليق