تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الطرح الثاني لبحث الاستقبال
ومن الادلة التي تدل على ضرورة التوجه الى القبلة هي ما تقدم من اجماع المسلمين ومن كافة الفرق الاسلامية .
وكذا الاطلاق في كون الصلاة المعادة هي نفسها الصلاة الاداء , فان المعتبر في خارج الوقت هو نفسة المعتبر في داخل الوقت , لان المصلحة والمفسدة في كلا الصلاتين هي واحدة .
ويمكن اعتبار من الادلة هي وجوب التوجه الى القبلة في صلاة الاحتياط فانه يجب التوجه الى القبلة فيه سواء قلنا بانها جزء من الصلاة او ان صلاة الاحتياط هي ركعة مستقلة بحد ذاتها , يسد بها النقص الحاصل في الصلاة .
اما على القول بأنها جزء من الصلاة فان وجوب الاستقبال ظاهر , ومثلة في القول الثاني فان سد الناقص لا يكون الا بإتيان بجميع ما اعتبر من الاجزاء والشرائط . ومن شروط الصلاة هو الاستقبال الى القبلة .
وعلى تصوير الاحتياط التي تكون بها الركعة كاملة هي يجب مراعاة الشروط المذكور في السابق وعلى ذلك اذا لم يقم المكلف بهذه الشروط فقد تنتفي حقيقة صلاة الاحتياط المذكور فلا يكون من حقيقة الاحتياط في شيء سواء كانت ركعة واحدة او اكثر.
توجد بعض الاخبار التي تقول بان ركعة الاحتياط اذا لم تكن مطلوبة فان الله تبارك وتعالى يعده من النوافل للمكلف وهذا لا يضر بوجوب الاستقبال المعتبر في النوافل لعدم اعتبار الاستقبال في النوافل حتى لو كان المكلف مستقر.
وعلى القول بوجوب صلاة الاحتياط ,وعده من النافلة فانه يعتبر الاستقبال في النافلة كما هو الحال بصلاة الفرائض ,ويكون عدم الاستقبال مخل بالنافلة في صحة اعتباره صلاة فلا تعد نافلة لوقوعها على غير المعتبر في الصلاة من شرائط الاستقبال .
وبالجملة في النافلة التي جعلت بالعرض من ركعة الاحتياط في الاصل يعتبر فيها الاستقبال . اما في حالة النوافل بالذات لا يعتبر فيها الاستقرار في الاستقبال لعدم الاستراط فيها .
اما الدليل على اشتراط الاستقبال الى جهة القبلة في صلاة الاحتياط , لأن السجدة التي تكون الاحتياط قضاء عن الغائب هي نفسه سجدة الصلاة فهي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من حقيقة الصلاة حتى في حالة تأخر وقت السجدة عن الصلاة لدي الناسي ,وهذه من الادلة على اشتراط الاستقبال في التوجه الى القبلة في حالة سجدة الاحتياط ايضاً على كل ما اعتبر في اصل الصلاة .
والدليل على ذلك ان المركب هو نفس الاجزاء , فكل ما هو موجود ومعتبر في صحة الصلاة , يجب ان يكون موجود في اجزاء المركب.
عدم اعتبار كون سجدتي السهو من اجزاء الصلاة ,وعلى هذا فلا يجب عليه ما يجب في الصلاة من ضرورة الاستقبال ,كما في باقي الاجزاء المنسي ,ولذا فلو كان الاخلال في الاستقبال في حالة سجدتي السهو عن عمد , فأنها لا تبطل في التقرب بهذه السجدتين لله تعالى, ولا تبطل الصلاة تبعاً لبطلان سجدتي السهو, نعم قد يوجب ذلك اثم على المكلف ,لأنه لم يراعي الاستقبال في حالة سجدتي السهو, وذلك لان سجدتي السهو في الاصل هي عملية انتقالية خارج عن الصلاة , ولعلة لهذه السجدتين هو ارغام انف الشيطان, الذي يكون هو السبب في نسيان المكلف, فيرد المكلف على الشيطان بعمل يغض الشيطان وهو السجود لله نتبارك وتعالى , وعلى هذا سميت بالمرغمتان , كما في المأثور من الاخبار, علماً انه لا يوجد في الاخبار , ما يدل على وجوب الاستقبال في حال سجدتي السهو.
تعليق