يوجه القرأن الحكيم أنظار البشر وعقولهم، الى التأمل والتفكر في دلالات هذا التنوع والتغاير بالمخلوقات مع رجوعها الى أصول ومكونات واحده ، وخلف هذا التنوع اسرار واسباب وعوامل ، على الانسان أن يحرك ذهنه ويبذل جهده لأستنباطها ، وادراكها ، ولن يتوصل اليها الا بالعلم والمعرفه والتدبر في أيات القرأن الحكيم، وسيرة أئمه المسلمين ، ويمكننا ان نستكشف رؤيه واضحه لتعاطي مع موضوع التنوع والاختلاف، أن التنوع بين الناس على نوعين:
الاول :تنوع طبيعي تكويني، فالانسان لايخير قبل مجيئه لهذه الدنيا في أنتمائه العرقي والقومي ، وهذا التنوع الطبيعي يتم بأمر الله ومشيئته لذلك يعبر عنه تعالى (بالجعل):{ ياأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل} الحجرات :13
وثانيا: تنوع اختياري كسبي، يرتبط بقناعات الانسان وأفكاره ونمط سلوكه واتجاهه، فكل أنسان هو الذي يقرر مايعتنقه من دين ،وما يؤمن به من فكر ومايرتضيه لنفسه من ثقافات وسلوك ، وتبعا لذلك تعددت الاديان بين الناس وتختلف المدارس الفكريه وتتنوع التوجهات السياسيه.
وهذا التنوع ناشئ من تقدير الله تعالى وقدرته وحكمته لوجود الانسان في هذه الحياة ليكون في موضع الابتلاء والامتحان ، فيستحق الثواب والعقاب.
يقول تعالى:{ ولوشاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم ). _ويلفت القران الحكيم الانظار ،الى عدم الوقوف في تقويم الاخرين عند حدود المظاهر والاشكال ،بل يجب البحث عن الصفات الفاضلة والسمات الكريمة (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).
ان الحق واحدلايتعدد،وكلمة الفصل مؤجلة الى يوم القيامة ،وفي الدنيا المجال متاح لتعايش والتنوع والاختلاف، بين الاديان والمذاهب والاراء،وحيث تدعي كل جهة ان الحق معها ،وفي حوزتها،اما عن اقتناع او تعصب .
(وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون).(الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) سورة المائدة / اية 48 وهكذا تتضح لنا مشروعية التنوع في رؤية الاسلام، بمعنى الاقرار بحق الاراء والتوجهات المختلفه ، في الوجود والظهور بغض النظر عن صوابيتها وصحتها ، والا فأن الحق واحد ،والدين المقبول عند الله واحد{ أن الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الاخره من الخاسرين } والحمدلله رب العالمين
تعليق