
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
الخوف من الله وحده
ان يهاب الانسان شيئا ويخافه قد يكون امرا طبيعيا مرتبطا بتكوين الانسان ونشأتهِ وتربيتهِ ولكن ان يخاف من كل شيء وفي اكثر الاوقات ومن دون مبرر فذلك امر غير طبيعي ويعتبر مرضا خطيرا ويسبب خللا واضحا في شخصية الانسان ويكون عائقا دون تقدمه في الحياة ، فمثلا ان تخاف من لمس الكهرباء وانتَ مبلل فهذا منطقي بل بديهي لأنك تعلم بعاقبة هذا الامر وهو الهلاك (وهذا لايعنينقص في الايمان)وكذلك خوف رسول الله موسى عليه السلام عندما القى عصاه فاذا هي ثعبان مبين، وعندما القوا حبالهم وعصيهم فأوجس في نفسه خيفة(خوف المفاجأة والوهلة الاولى ) أو الخوف من ارتكاب المعاصي والوقوع في الحرام واستحقاق العقاب الالهي هذه, الامثلة هي لبعض انواع الخوف الطبيعي اما ان يخاف الانسان من السفر لئلا يتعرض لحادث مثلا او يتخلف عن مواجهة العدو والتصدي له فهذا امر غير طبيعي وغير مبرر لان سببه الجبن او الحرص وحب الدنيا .
إن مرض الخوف الدنيوي ناتج عن مفاهيم خاطئة يحملها الانسان من المجتمع ومن مصادر مختلفة كالتربية الفاسدة أو البيئة المادية أو النفس الامارة بالسوء وهذه المفاهيم بمجموعها ترجع الى الحرص على الدنيا وعدم اليقين بالآخرة بسبب نقص الإيمان بالله عز وجل ,فعن رسول الله (صلى الله عليه واله ): (اعلم يا علي أن البخل والجبن والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن بالله عز وجل ),وعن أمير المؤمنين (البخل عار والجبن منقصة )،وعن الإمام جعفر الصادق (ع):لا يكون المؤمن جبانا ولاحريصا ولاشحيحا ,وعنه (ثلاث إذا كن في الرجل فلا تحرَج أن تقول له أنه في جهنم الجفاء والجبن والبخل).
لقد كان الخوف ومازال احد العوامل الاساسية في عدم دخول الكثيرين في مسيرة الجهاد والدعوة وهي مسيرة الصفوة من الامة لا يواصلها الا الشجعان الثابتون الذين اتاهم الله حظا كافيا من خشيته وطاعته وعافاهم من مرض الخوف فهؤلاء هم النخبة اصحاب الهمم العالية الذين يتحملون المسؤولية الحقيقية للإسلام وينهضون بأعبائها ويكملون اشواطها حتى يبلغوا إحدى الحسنيين. أما الضعفاء الذين في قلوبهم مرض الخوف فيهابون الدخول في هذه المسيرة المباركة أو يتخلفون عنها في خطواتها الاولى أوبعد حين إن الامر مقصود ان يختار الله عز وجل لحمل راية الاسلام والاتصاف به الى العالم أرضية تتصف بالشجاعة والفروسية والإقدام والالتزام بالعهود وان تكون القوة والشجاعة سمة عامة في شخصية الأمة وصفة عامة في سلوكها ومسارها، لقد بنى عز وجل هذه الأمة بالقرآن الكريم وعلى يد رسوله (صلى الله عليه واله) والأئمة المعصومين عليهم السلام من بعده بالأساليب التربوية البليغة وبالدروس العلمية المؤثرة فما ترك عنصرا من عناصر القوة في أنفس أفرادها وجماعتها إلا وأثاره وغذاهُ ونماه ليكون طاقة قوة في طريق ذات الشوكة (دعاة ومجاهدين ) ولاترك سببا من اسباب الضعف والخوف ولا مكمنا من مكامنه في أنفس أفرادها وجماعتها إلا وكشفه وحلله وعالجه بعلاج شاف لمن تداوى به, قال تعالى : ((فلا تخشوهم واخشون ـ خذوا ما آتيناكم بقوة ـافعلوا ما تؤمرون ـ لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ـ إن الله مع الذين آمنوا ـ إن الله يدافع عن الذين آمنوا ـالذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ـ قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ـ الله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ,قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا أين ما كنتم يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)). فما هذه الآيات المباركة إلا نماذج من التربية على هذا الجانب الهام في شخصية المجاهدين والدعاة الذين يتقدمون الناس في الدفاع عن حياض الدين والمؤمنين .
لقد ابُتلي بلدنا بداعش الذي جعل منه البعض وحشاً لا يهلك وجبلا لا يواجههُ احد وقوة لا تقاوم ولا تقهر, ولكن الذين كانت تربيتهم القرآن وسنة الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه واله)وأهلهِ الميامين (عليهم السلام) هؤلاء الذين ارتبطوا بالله حقاً وكان خوفهم من الله وحدهُ المجاهدين في سبيله هم من بينوا للعالم باسره فساد النظرية الداعشية وحطموا جدار الخوف الذي بناهُ الجبناء فالنصر ابدي ازلي لعباد الله الذين امنوا به حقاً وتوكلوا عليهِ وحده لا شريك له فتحية والف سلام لأبطالنا في الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة الذين بذلوا دمائهم في سبيل الدين والوطن.
والحمدلله ربِ العالمين
::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::
تعليق