بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
من نعم الله على الانسان اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
عندما شرّع الله تعالى التكاليف ، فإنها لاشك كانت في صالح الناس وتلبية لمتطلباتهم الروحية والجسدية . فلا يخلو أي تشريع إلهي من حكمة ومصلحة ، وإن كنا أحياناً نجهلها . وقد سُئل الامام الباقر عليه السلام "لم حرّم الله الخمر والميتة ولحم الخنزير ؟" فقال :[إن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما وراء ذلك " اي سائر المأكولات كلحم الغنم والبقر ، والمشروبات كالماء وعصير الفواكه "من رغبة فيما أحل لهم ، ولا زهدٍ فيما حرََّم عليهم ، ولكنه عزوجل خلق الخلق فعلم ما تقوم به أبدانهم وما يصلحهم ، فأحله لهم وأباحه لهم .وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه....] الصدوق :من لا يحضره الفقيه ج3 ح4215
ولكننا قد نتسائل :كيف نعرف أن وراء هذه الاحكام الشرعية مصلحة لنا بينما نحن نجهل الحكمة من تشريع بعض الأحكام ؟ وللإجابة على ذلك
أولا :ـ
إنناوإن لم ندرك بعقولنا القاصرة الحكمة وراء كل التشريعات الإلهية ، إلاان إيماننا بالله عزوجل وبصفاته التي منها (الحكيم) و(العليم) ،يجعلنا نؤمن كل الإيمان بأن التشريعات الالهية كلها في صالحنا .
ثانيا:ـ
إن خفاء حكمة بعض التشريعات عنا أيضا له فلسفته الخاصة ،إذ يريد الله عزوجل أن يكشف لنا مدى طاعتنا وعبوديتنا له ، فبمقدار ما نستجيب لتكاليفه ـ وان لم نعرف حكمتها ـ، كلما زادت عبوديتنا له سبحانه وتعالى .
من لطف الله عزوجل ان جعل أوامره ونواهيه يسيرة ، وهو القائل (ما جعل عليكم في الدين من حرج )الحج آية 78
وقال عز وجل اسمه (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )البقرة آية 185.
ولا يعني ذلك أن للناس الحق في الإلتزام بما يشاءون من التكاليف وترك ما يشاءون ، وأن يعمل كل شخص وفقاً لرأيه وهواه ، بل معنى ذلك أن التكاليف الإلهية متصفة باليسر،وأن من يلتزم بها لن يجد صعوبة كبيرة في إنجازها.
فالإنسان يمتلك قدرات وطاقات ضخمة تمكنهُ من أداء تكاليف أصعب وأشق.
علاوة على كون التكاليف الإلهية يسيرة في كيفيتها ،فإنها يسيرة أيضامن حيث قلتها :
أـ
قليلة بالقياس الى القدرة الذاتية ،فالإنسان يمتلك القدرة على أداء المزيد من التكاليف . وقد روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) أنه قال : [والله ، ما كلّف الله العباد إلا دون ما يطيقون ، انما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات ، وكلّفهم في كل ألف درهم خمسة وعشرون درهماً ، وكلفهم في السنة صيام ثلاثين يوماً ،وكلفهم حجة واحدة ، وهم يطيقون اكثر من ذلك ] الصدوق :الخصال أبواب الثلاثين ح9
ب ـ
القلة بالقياس الى مقدار الثواب : فالثواب الإلهي الذي سيحصل عليه الانسان المؤمن الملتزم بالتكاليف عظيم جداً ولا يقاس به مقدار الأعمال التي يأتي بها هذا الانسان . يقول أمير المؤمنين الامام العلي (عليه السلام) [وأعلموا أن ما كُلفتُم به يسير ، وأن ثوابه كثير] نهج البلاغة :الكتاب51
تعليق