بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
صاحب الجواهر: هوالشيخ الجليل محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم المعروف بصاحب الجواهر,ولد في النجف الأشرف وحضر على علمائها أمثال السيد محمد جواد العاملي والشيخ جعفر كاشف الغطاء وولده الشيخ موسى.من مؤلفاته :جواهر الكلام, نجاة العباد, هداية الناسكين, رسالة في المواريث. توفي في النجف الأشرف ودفن فيها سنه 1266_هجري.
واليوم سوف انقل لكم قصة طبع كتاب الجواهر المعروف :
جاء أحد المؤمنين من بلد بعيد لزيارة العتبات المقدسة في العراق أولا وكان عنده بعض الحقوق الشرعية أراد أن يسلمها الى مرجع التقليد ، فجاء وزار الإمام عليه السلام ثم ذهب الى بيت مضيفه الذي كان قد نزل في بيته فقال له :إني أريد أن أزور المرجع الفلاني فإن هناك حقوق في ذمتي أريد أن أدفعها له ،
فلما دخل الزائر عليه سلم وقبل يد المرجع وجلس وكان المجلس غاصاً بأهله وبعد ذلك ومن دون أن يدفع شيئا من المال قام وقال لصاحبه :فلنخرج !
قال له صاحبه : جئت لغرض تسليم الحقوق الشرعية ولكنك لم تدفع شيئاً ؟
قال نعم , لكن رأيي قد تغير ، فلا اريد أن أسلم لهذا العالم الحقوق الشرعية ، قال له :لماذا ؟
قال :لم يعجبني وضعه ، فخرجا وذهبا الى البيت ، وبعد منتصف الليل ، جاء الضيف يطرق باب غرفة الرجل ، ففتح صاحبه الباب وقال متعجبا :ماذا تريد ؟
قال الضيف : فلنذهب الان الى هذا المرجع !
قال الرجل :إن الوقت متأخر والمرجع نائم ،
قال له :لا، الآن وقت السحر وهذا المرجع لا ينام في وقت السحر « وبالاسحار هم يستغفرون » ـ1
السحر هو السدس الأخير من الليل وفي رأي بعض العلماء هو الثلث الأخير من الليل ، يعني قسموا الليل ستة أقسام فالسدس الأخيرهو السحر فخرج الرجلان نحو بيت المرجع وطرقا الباب ، وبالفعل كان المرجع مستيقظاً ، فاستقبلهما ، وقدم الرجل الحقوق الشرعية إليه
ولما سئل عن قضيته قال : في الواقع لما دخلت عليك رأيتك جالسا وبيدك نرگيلة ، وباليد الثانية شطب ـ والشطب شيء له رأس يوضع فيه التبغ ويدخن ـ قلت في نفسي : هذا العالم هو حريص على الدنيا الى هذا الحد فلا يجدر بالاعتماد عليه ، فلم أسلم له الأموال ،
ولكن في الليل بعد ما نمت رأيت الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله عليه »في المنام فسلمت عليه فأعرض بوجهه عني ، قلت :يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك ، أنا قدمت لزيارتك ، لماذا تعرض عني ؟
قال : لماذا فعلت هكذا مع وكيلي ؟
اذهب واعتذر منه ، فجئت الان لأعتذر منك بأمر الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام »
قال صاحب الجواهر : ولهذا نهينا عن سوء الظن ،
فإذا رأيت عملا من شخص فلا تتهمه بسرعة ، لعل له ، محملا ،
قال المرجع :أنا أدخن النرگيلة ، أما الشطب فكان بجانبي أحد المؤمنين فقدمه لي فلم أحب رده فأخذت الشطب بيدي اليسرى هذه هي كل القضية ،
نعم اعتذر هذا الشخص من ذلك العالم وذهب ،
وفي الليلة الثانية رأى الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله عليه » في المنام وسلم على الإمام عليه السلام وتبسم في وجهه وقال له : أحسنت على ما صنعت ولكن ليس في صحيفتك الجواهر ! فاستيقظ الرجل ولم يفهم شيئا من قول الإمام «عليه السلام » :ولكن ليس في صحيفتك الجواهر ،
فجاء الى العالم ثانية وقص عليه الرؤيا ،
فقال له :هذه رؤيا صادقة ، إنني قد ألفت كتاب الجواهر « جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام »
وهي موسوعة فقهية استدلالية كبيرة تقع في ثلاثة وأربعين مجلدا ،وهي أكبر موسوعة فقيه ،ولكن لا أملك ، مالاً لطبعها ، فالإمام «عليه السلام » يقول لك :ليست في صحيفتك الجواهر ،فإذا تحب سجل في ديوان أعمالك كتاب الجواهر وذلك بطبعه ،
فأخذ الرجل الكتاب وقام بطبعه ،
الان أكثر من مائة وأربعين عاما جميع الحوزات العلمية تستفيد من هذه الموسوعة ، وثوابها للمؤلف ولمن قام بطبعها ،
و ربما لو لم يطبع هذا التاجر الكتاب لعل الجواهر كان يتلف ولا يبقى له أثر ، ينقل أن في نفس زمان صاحب الجواهر أربعة وعشرون عالما أو خمسة وعشرون عالما بدؤوا بتأليف مثل كتاب صاحب الجواهر ولكن كلها ذهبت ، والوحيد الذي بقي منها كان الجواهر وذلك لإخلاص صاحب الجواهر الشديد ، وبهمة هذا الرجل التاجر ، وربما يبقى الجواهر ألف عام أو ألفي عام ويستمر الثواب لمن قام بطبعه ، وكل هذا الفضل في صحيفة ذلك الرجل وفي صحيفة صاحب الجواهر ،
وهكذا يكون من يطبع كتاباً ذو فائدة للناس ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا من نومة الغافلين ،وأن يوفقنا لكي نقدم لحياتنا عندما يقول الإنسان « يا ليتني قدمت لحياتي » ـ2
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــ القصص الرائعة
1ـ سورة الذاريات : 18
2ـ سورة الفجر :24
اللهم صل على محمد وآل محمد
صاحب الجواهر: هوالشيخ الجليل محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم المعروف بصاحب الجواهر,ولد في النجف الأشرف وحضر على علمائها أمثال السيد محمد جواد العاملي والشيخ جعفر كاشف الغطاء وولده الشيخ موسى.من مؤلفاته :جواهر الكلام, نجاة العباد, هداية الناسكين, رسالة في المواريث. توفي في النجف الأشرف ودفن فيها سنه 1266_هجري.
واليوم سوف انقل لكم قصة طبع كتاب الجواهر المعروف :
جاء أحد المؤمنين من بلد بعيد لزيارة العتبات المقدسة في العراق أولا وكان عنده بعض الحقوق الشرعية أراد أن يسلمها الى مرجع التقليد ، فجاء وزار الإمام عليه السلام ثم ذهب الى بيت مضيفه الذي كان قد نزل في بيته فقال له :إني أريد أن أزور المرجع الفلاني فإن هناك حقوق في ذمتي أريد أن أدفعها له ،
فلما دخل الزائر عليه سلم وقبل يد المرجع وجلس وكان المجلس غاصاً بأهله وبعد ذلك ومن دون أن يدفع شيئا من المال قام وقال لصاحبه :فلنخرج !
قال له صاحبه : جئت لغرض تسليم الحقوق الشرعية ولكنك لم تدفع شيئاً ؟
قال نعم , لكن رأيي قد تغير ، فلا اريد أن أسلم لهذا العالم الحقوق الشرعية ، قال له :لماذا ؟
قال :لم يعجبني وضعه ، فخرجا وذهبا الى البيت ، وبعد منتصف الليل ، جاء الضيف يطرق باب غرفة الرجل ، ففتح صاحبه الباب وقال متعجبا :ماذا تريد ؟
قال الضيف : فلنذهب الان الى هذا المرجع !
قال الرجل :إن الوقت متأخر والمرجع نائم ،
قال له :لا، الآن وقت السحر وهذا المرجع لا ينام في وقت السحر « وبالاسحار هم يستغفرون » ـ1
السحر هو السدس الأخير من الليل وفي رأي بعض العلماء هو الثلث الأخير من الليل ، يعني قسموا الليل ستة أقسام فالسدس الأخيرهو السحر فخرج الرجلان نحو بيت المرجع وطرقا الباب ، وبالفعل كان المرجع مستيقظاً ، فاستقبلهما ، وقدم الرجل الحقوق الشرعية إليه
ولما سئل عن قضيته قال : في الواقع لما دخلت عليك رأيتك جالسا وبيدك نرگيلة ، وباليد الثانية شطب ـ والشطب شيء له رأس يوضع فيه التبغ ويدخن ـ قلت في نفسي : هذا العالم هو حريص على الدنيا الى هذا الحد فلا يجدر بالاعتماد عليه ، فلم أسلم له الأموال ،
ولكن في الليل بعد ما نمت رأيت الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله عليه »في المنام فسلمت عليه فأعرض بوجهه عني ، قلت :يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك ، أنا قدمت لزيارتك ، لماذا تعرض عني ؟
قال : لماذا فعلت هكذا مع وكيلي ؟
اذهب واعتذر منه ، فجئت الان لأعتذر منك بأمر الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام »
قال صاحب الجواهر : ولهذا نهينا عن سوء الظن ،
فإذا رأيت عملا من شخص فلا تتهمه بسرعة ، لعل له ، محملا ،
قال المرجع :أنا أدخن النرگيلة ، أما الشطب فكان بجانبي أحد المؤمنين فقدمه لي فلم أحب رده فأخذت الشطب بيدي اليسرى هذه هي كل القضية ،
نعم اعتذر هذا الشخص من ذلك العالم وذهب ،
وفي الليلة الثانية رأى الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله عليه » في المنام وسلم على الإمام عليه السلام وتبسم في وجهه وقال له : أحسنت على ما صنعت ولكن ليس في صحيفتك الجواهر ! فاستيقظ الرجل ولم يفهم شيئا من قول الإمام «عليه السلام » :ولكن ليس في صحيفتك الجواهر ،
فجاء الى العالم ثانية وقص عليه الرؤيا ،
فقال له :هذه رؤيا صادقة ، إنني قد ألفت كتاب الجواهر « جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام »
وهي موسوعة فقهية استدلالية كبيرة تقع في ثلاثة وأربعين مجلدا ،وهي أكبر موسوعة فقيه ،ولكن لا أملك ، مالاً لطبعها ، فالإمام «عليه السلام » يقول لك :ليست في صحيفتك الجواهر ،فإذا تحب سجل في ديوان أعمالك كتاب الجواهر وذلك بطبعه ،
فأخذ الرجل الكتاب وقام بطبعه ،
الان أكثر من مائة وأربعين عاما جميع الحوزات العلمية تستفيد من هذه الموسوعة ، وثوابها للمؤلف ولمن قام بطبعها ،
و ربما لو لم يطبع هذا التاجر الكتاب لعل الجواهر كان يتلف ولا يبقى له أثر ، ينقل أن في نفس زمان صاحب الجواهر أربعة وعشرون عالما أو خمسة وعشرون عالما بدؤوا بتأليف مثل كتاب صاحب الجواهر ولكن كلها ذهبت ، والوحيد الذي بقي منها كان الجواهر وذلك لإخلاص صاحب الجواهر الشديد ، وبهمة هذا الرجل التاجر ، وربما يبقى الجواهر ألف عام أو ألفي عام ويستمر الثواب لمن قام بطبعه ، وكل هذا الفضل في صحيفة ذلك الرجل وفي صحيفة صاحب الجواهر ،
وهكذا يكون من يطبع كتاباً ذو فائدة للناس ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا من نومة الغافلين ،وأن يوفقنا لكي نقدم لحياتنا عندما يقول الإنسان « يا ليتني قدمت لحياتي » ـ2
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــ القصص الرائعة
1ـ سورة الذاريات : 18
2ـ سورة الفجر :24
تعليق